بعض الذكريات الصعبة التي مرت معنا قد تبقى تطاردنا بقية حياتنا، فما هي الطريقة التي تمكننا من نسيانها تمامًا؟ وهل يمكن للعلم أن يمسح ذكرياتك السيئة؟
التذكر عملية معقدة، وقد كان يشبهها العلماء بدولاب الملفات، حيث يتم تخزين ذكريات محددة في أماكن مختلفة في الدماغ. لكن اتضح أن ذلك خاطئًا، فكل ذكرى عبارة عن عملية دماغية كبيرة.
لماذا تتذكر الأشياء؟
عند تذكرك شيئًا ما، فذلك لأنه تمت إثارة الخلايا العصبية مع بناء روابط وصلات جديدة، وتجديد الأسلاك الكهربية في الدماغ. وتتم هذه العملية بمساعدة البروتينات في الدماغ، والتي بدونها لا يمكن تخزين الذكريات.
وللتحقق من ذلك، أجرى العلماء اختبارًا على الحيوانات، وذلك بإعطائها عقاقير تمنع تشكّل تلك البروتينات، وكانت النتيجة عدم تذكر الأشياء التي حصلت قبل فترة وجيزة من أخذ العقار.
ومن هذا البحث توصل العلماء لما قد يُمكِّن من مسح الذكريات من الذاكرة طويلة الأمد. ففي الوقت الذي تتذكر به حدثًا معينًا، إن تم حقنك بمادة تثبيط البروتين، فيمكن مسح هذه الذكرى بشكل فعال.
أجرى العلماء اختبارًا آخر لفحص ذلك على فئران المختبر، فقد تم إصدار صوت، ثم تعريضها لصعقة كهربية، بعد مدة استنتجت الفئران أنه بعد كل صوت ستكون هناك صعقة كهربية. وكنتيجة، فكانت تشعر بالتوتر في كل مرة تسمع فيها ذلك الصوت. واستمرت الفئران بالاستجابة للصوت أشهرًا عديدة، لكن حين تم حقنها بمثبط البروتين، فقد نسيت ذاكرة الصوت تمامًا.
ومع مرور الوقت، اكتشف العلماء عقاقير محددة بإمكانها أن تستهدف بروتينات محددة في مناطق مختلفة في الدماغ. فإن مررت بذكريات مريرة وعواطف أليمة، وتم استهداف البروتين في مراكز العاطفة في الدماغ، فيمكن أن يساعد ذلك في إزالة الروابط العصبية لتلك الذكريات. وهو ما سيكون وسيلة مذهلة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة. لكن لا تزال تلك العقاقير في مراحل التطوير والتجربة.
اقرأ أيضًا: