متاحف الشارقة تمنح الصغار صيفًا حافلًا بالمعرفة والترفيه

متاحف الشارقة تمنح الصغار صيفًا حافلًا بالمعرفة والترفيه

إدارة متاحف الشارقة تختتم مخيم “إجازة سعيدة” الصيفي السنوي الذي تضمن الكثير من الأنشطة المتنوعة في سبعة من متاحفها

الإمارات العربية المتحدة، الشارقة، 21 أغسطس، 2016: اختتمت الخميس فعاليات مخيم “إجازة سعيدة” الصيفي السنوي الذي تحولت خلاله سبعة من متاحف الشارقة إلى وجهات مفضلة لإجراء التجارب العلمية المختلفة، والتنقيب عن الكنوز، والتعرف على المأكولات الإماراتية الشعبية، وغير ذلك من الأنشطة المتنوعة والعديدة مع حضور المئات من الأطفال الصغار للمشاركة في ورش العمل التفاعلية.

وكان المخيم الصيفي السنوي الذي تنظمه إدارة متاحف الشارقة قد تضمن مجموعة من ورش العمل اليومية والمخصصة لفئات عمرية مختلفة. وقد استمتع الصغار خلال العطلة الصيفية بما تضمنه المخيم من مجموعة واسعة من الأنشطة التعليمية ضمن أجواء حافلة بالمتعة والترفيه.

وتهدف إدارة متاحف الشارقة من خلال تنظيم فعاليات هذا المخيم الصيفي السنوي إلى تحقيق مستويات أكبر من التواصل مع المجتمع من خلال إحداث تنوع في نوعية الأنشطة التي تستضيفها، وألا يقتصر دورها على استضافة المعارض. وقد تنوعت المواضيع ابتداءً من اكتشاف غموض كوكب المريخ، وصناعة أجهزة الميكروسكوب في مركز الشارقة للاستكشاف، وانتهاءً بالتعرف على النقوش على العملات القديمة، والكتابة بالذهب، والإبداع والابتكار باستخدام الألوان في متحف الشارقة للخط.

وفي تصريح لها، قالت سعادة منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة: “تعد أشهر الصيف من أكثر الأوقات الحافلة بالأنشطة خلال العام بالنسبة لمتاحف الشارقة، حيث نستقبل عادةً المئات من الأطفال المتلهفين لمزيد من العلم والمعرفة. ونسعى من خلال تنظيم هذا المخيم الصيفي إلى توسيع مدارك الأطفال ومهاراتهم، كما أننا نرغب على الدوام بتحفيز الجميع على المشاركة وقضاء أوقات سعيدة وتكوين الصداقات، ومن ثم العودة إلى المدرسة محملين بكم كبير من الذكريات الرائعة من خلال الأنشطة المتنوعة التي مارسوها خلال الصيف”.

وفي مركز الشارقة للاستكشاف، بدأت ورش العمل التي شارك فيها الأطفال بتعليمهم بعض الخدع البسيطة المبنية على أسس ونظريات علمية بطريقة سهلة وممتعة. ثم انتقل الصغار بعد ذلك للاطلاع على خفايا وأسرار جسم الإنسان والتعرف على الأعضاء والأجهزة والحواس المختلفة ثم انطلقوا بمخيلتهم إلى كوكب المريخ الذي تعرفوا على أهم مميزاته وخفاياه. كما زار الصغار مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك للتعرف على أسرار الفضاء الخارجي المليء بالغموض. واطلع الأطفال أيضًا على عالم العدسات والمرايا وقاموا بصناعة ميكروسكوب، وتعرفوا على فن الأوريغامي (فن طي الورق) وصنعوا أشكالًا للزهور والحيوانات المفضلة بالنسبة لهم.

وفي متحف الشارقة العلمي، قام الأطفال ببناء قوارب خشبية واستكشفوا كيفية تحريكها بواسطة القوة الكامنة، كما قاموا بإطلاق صاروخ يعمل بدفع غاز ثاني أكسيد الكربون. ثم انتقلوا للتعرف على أهمية وجود المحميات الطبيعية وقاموا ببناء حديقة مصغرة في الساحة الخارجية للمتحف، وتوجهوا أيضًا في رحلة إلى مركز واسط للأراضي الرطبة. كما استكشف الأطفال عالم الفراشات وتعرفوا على دورة حياة الفراشات، وتضمنت الأنشطة أيضًا تدريبًا على الفحص باستخدام سماعة الطبيب وميزان الضغط، وبناء الروبوت وبرمجته، واستخدام العطور لصناعة الشموع.

وفي متحف الشارقة للفنون، تعرف الأطفال من خلال عرض تقديمي على أعمال الفنان الإماراتي عبد القادر الريس، ثم تابعوا تعلم الرسم ضمن برنامج “أساسيات بالألوان المائية”. وغطت ورش العمل الصور والفن التجريدي والمناظر الطبيعية باستخدام أمثلة كمجموعة فنية من المتحف. أما الأسبوع الثاني فتضمن دورة لتعلم فن الرسم الحر.

وفي متحف الشارقة للآثار، اطلع الأطفال على تاريخ الشارقة العريق والآثار المكتشفة في الإمارة. كما تعرف الصغار على عملات الشارقة القديمة والنقوش التي استخدمت فيها، وشاركوا في ورشة عمل للتعرف على فن النقش على العملات القديمة. ومن أبرز الأنشطة التي تضمنها المخيم الصيفي، كانت المشاركة في رحلة إلى نادي الشارقة للفروسية والسباق للتعرف على الأحصنة وأهميتها بالنسبة لتاريخ دولة الإمارات.

واطلع الأطفال في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية على المعروضات والقطع الفنية والمخطوطات النادرة، وتعرفوا على الأشكال والزخارف الإسلامية واستمتعوا بمشاهدة قطعة مميزة من المتحف وهي “كسوة الكعبة”، ثم شاركوا في ورشة عمل للقيام بإبداعات يدوية مستلهمة من كسوة الكعبة. كما تعرف الأطفال على المنسوجات العثمانية واستخدموا النول لصناعة منسوجات مستوحاة من القطع العثمانية المعروضة. وتعلم الصغار أيضًا كيفية استخدام الألوان وعلاقتها بالمنسوجات وقاموا بتزيين غطاء مصحف وتصميم سجادة صلاة، واطلعوا من خلال ورش العمل على عالم الزخارف والنقوش التراثية الإماراتية والإسلامية.

أما متحف الشارقة البحري، فقد منح الصغار فرصة لاستكشاف قسم الآثار البحرية وأنواع السفن المعروضة، والمشاركة في ورشة فنية لصنع مجسمات بحرية. كما تعرفوا على شجرة النخيل، وقاموا بتحضير طبق “البثيثة”، والذي يستخدم التمر في صناعته. ومع اقتراب المخيم من نهايته، توجه الصغار في زيارة إلى متحف الفهيدي في دبي، حيث شاركوا بصنع الأساور والميداليات، كما توجهوا بزيارة إلى متحف عجمان حيث تعرفوا على قسم البيئة البحرية في الماضي، واستمتعوا برحلة ترفيهية في الشارقة على قوارب النزهة.

وشهد متحف الشارقة للخط تعرف الصغار على مجموعة من المهارات المتعلقة بفن الخط العربي. وتعلموا كيفية الكتابة بالذهب “التذهيب” وفن الرسم على الماء “الإبرو”. فيما غطت ورش العمل الأخرى طرق تقهير الورق باستخدام الشاي والنشاء وزلال البيض، ورسم الأحرف باستخدام الأصداف والأحجار والفسيفساء.

وقد احتضن المخيم الصيفي لهذا العام 232 مشاركاً بحيث حصل 22 منهم على شهادات امتياز وتفوق وجوائز تعليمية لأدائهم الرائع في ورشات العمل المختلفة.

وعلقت سعادة منال عطايا قائلة: “يشهد المخيم الصيفي في كل عام مزيدًا من التنوع فيما يتعلق بالأنشطة المختلفة والمتعددة التي نقدمها من خلاله، وقد كان هذا الصيف حافلًا كالعادة. لقد أمضى كل من شارك معنا أوقاتًا ممتعة للغاية، كما نتطلع لحضور أعداد أكبر من الأطفال في الصيف القادم”.

واختتمت بقولها: “نحن في إدارة متاحف الشارقة، نضع على عاتقنا مسؤولية نشر العلم والمعرفة في هذا الجيل الناشئ ليتمكن الصغار من تقدير الفنون والتعرف على العالم من حولهم. كما نعمل على تعرفيهم على التاريخ والهوية الثقافية اللتين تتميز بهما دولة الإمارات. وبلا شك كان هذا المخيم الصيفي مثاليًا لتحقق هذا الهدف المنشود”.

Exit mobile version