منوعات

هل تعرف ما هو فن التهكير الذهني؟

عند سماع المصطلح للوهلة الأولى قد تعتقد أنه عملية تهيكر لأجهزة أو ما شابه، لكن المفهوم مختلف تمامًا، بكلمات بسيطة هو التحكم بأفكار الآخرين والسيطرة عليها عبر تقنيات معينة.
التهكير الذهني

وهو فن يعتمد على عدة أشياء من بينها قوة الإيحاء والتنويم الإيحائي، والإيحاء عملية نفسية يقوم خلالها شخص بتوجيه الأفكار، والمشاعر، والتصرفات. خلال القرن التاسع عشر استخدم كتّاب علم النفس، مثل: ويليام جيمس كلمة “Suggest” و “Suggestion” لوصف الذين كان لديهم حديث حول فكرة واحدة قيلت ليتم اقتراح فكرة أخرى حين تصل تلك الفكرة إلى الذهن. 

 

الفرق بين التنويم الإيحائي والتنويم المغناطيسي

التهكير الذهني

التنويم الإيحائي أو ما يُعرف بالإيحاء اليقظ، يمكن تعريفه بأنه استجابة للتنويم بدون الدخول لمرحلة النوم العميق، وقد يحصل خلط بين الإيحاء اليقظ والتنويم؛ ذلك لأن التنويم ارتبط في الأذهان بالاسترخاء الكامل. أما الإيحاء اليقظ والذي يتم استخدامه في التهكير الذهني هو تنويم لجزء من العقل الواعي بمعنى أن الشخص لا ينام أبدًا، إنما يدخل في حالة استرخاء وتركيز، حيث يقوم شخص ما لديه خبرة في هذا المجال بتوجيه العقل والأفكار.

وبعبارة أخرى هي عملية قيادة الشخص لداخله والذهول (الوعي المشوش) عن العالم الخارجي وذلك عير شيئين، وهما: التركيز والتنفس للوصول إلى حالة من الاسترخاء، وذلك بعد اختراق العامل الحاسم في الدماغ، والوصول إلى مرحلة اللاوعي والتي يمكن استغلالها إيجابيًا لإدخال خبرات معينة أو العلاج.

الإيحاء اليقظ هي حالة مشابهة للحالة التي يكون فيها الناس تحت تأثير التنويم المغناطيسي، لكنك لست منومًا. أبسط مثال على قوة الإيحاء تأثير الإعلانات التي تستمع لها عبر الراديو أو تشاهدها على التلفاز، فإن لم تعمل قوة الإيحاء فلن يكون هناك معلنون.

البلاسيبو هو نوع آخر من قوة الإيحاء، أو العلاج بالوهم أو قد يطلق عليه البعض الغُفل، هو أي شيء قد يبدو علاجًا طبيًا حقيقيًا، لكنه ليس كذلك. وقد يكون قرصًا، أو حقنة أو أي نوع آخر من العلاج الوهمي، وما يشترك به جميع أنواع البلاسيبو هو أنه لا يحتوي على أي مادة فعالة لها تأثير على الصحة!

كيف يتم اختراق حالة الوعي في الدماغ للوصول إلى اللاوعي 

تعمل أدمغتنا ما بوسعها للتأكد من أنها تتبع الحقيقة، فإن أخبرك أحد ما بأن حيوانًا ما يطير فسترفض الفكرة لأنها لا تتوافق مع تجربتك، هذا هو العامل الحاسم في الدماغ، لكن إن كنت تشاهد فيلمًا عن حيوان ما يطير، ربما تكون على استعداد لقبول تلك الفكرة كي تستمتع بالفيلم، فقد قمت بإعطاء دماغك رسالة مفادها “دعنا نتجاهل الكذب الواضح لبرهة من الوقت، ونحن نشاهد”. هذا هو ما يُسمى بتجاوز العامل الحاسم والذي يسمح بالدخول لحالة من اللاوعي، وهي المرحلة التي يتم الاستفادة منها خلال التنويم المغناطيسي والتهكير الذهني.

 

يتم التهكير الذهني على ثلاثة مراحل، وهي

التهكير الذهني

الاتصال: في هذه المرحلة تكون صورة سريعة للهدف (الشخص الذي يتم تهكير ذهنه) وتتصل بعقله على شكل وصلة نفسية، وقد يشعر الهدف أنه على نفس درجة الاتصال العقلي مع الخبير الذي يجري العملية.

التحديد: تبدأ بالتأثير في عقل الهدف من خلال تخاطر فعلي واقتراحي يتم بث صورة أو فكرة معينة في عقل الهدف. يتم ذلك بمهارة لدرجة أن الهدف يظن أنه قرر أن يفعل ما يأمره به الخبير.

التحكم العقلي الفعلي في المرحلة الثالثة، وهنا قد يتم التحكم الكامل بدماغ الهدف، وتسييره، لكن ذلك يتطلب مهارة وقدرات عالية.

 

هذه أهم المعلومات حول التهكير الذهني التي شرحها المتخصص في هذا المجال السعودي هاشم الشريف

هاشم شريف

ما هو التهكير الذهني؟

هو القدرة على التحكم بأفكار الآخرين وتصرفاتهم عبر مجموعة من التقنيات من أكثر من علم وطريقة، منها: فنون الوهم، وفنون الإيحاء، والإقناع، ولغة الجسد، والبرمجة اللغوية العصبية (NLP).

هل يمكن تهكير ذهن أي شخص؟

يمكن تهكير ذهن أي شخص طبيعي إلا إن كانت لديه مقاومة، لكن يختلف الأمر من شخص لآخر.

هل للتهكير الذهني أضرار؟

بشكل عام ليس هناك أضرارًا إن تم استخدام التقنيات بعناية ومن قبل متخصص.

ما هي فائدة التهكير الذهني؟

الحالة التي يدخلها الشخص خلال التهكير الذهني لها فوائد طبية، مثل: الإقلاع عن عادات سيئة، تخفيف الوزن، التخدير الموضعي، التخلص من الخوف، وغيرها.

كيف يكون شعور المنوَّم؟

يستغرق الأمر عدة دقائق ثم يستيقظ لوحده، إلا إن تم تحديد مدة له.

 

استخدامات التهكير الذهني

التهكير الذهني

هناك استخدامات مختلفة، حيث يتم استغلال الحالة التي يدخلها الشخص في التركيز الشديد والذهول عن العالم الخارجي في إدخال قناعات مختلفة إلى الدماغ، وزيادة مستوى التركيز، والتخدير للعمليات الجراحية، حيث يُقال أنه قد يخضع شخص لعملية جراحية بتخدير التنويم فقط دون الاعتماد على أدوية فيزيائية. ربما هذا الأمر مشابه لما قد يُستخدم في الطب النفسي، حيث يتم إعطاء المرضى أدوية تدخلهم في حالة خدر ولا وعي، وهنا يأتي دور الطبيب في اكتشاف بواطن النفس، والتأثير. كما يمكن استخدامه لتحفيز مستوى الخيال وزيادة مستوى الإبداع.

استخدامه في السياسة

تم استخدام هذا النوع من قبل المنظمات السياسية بعد تجربته على مجموعة من الأشخاص لمعرفة مدى تأثير قوى خارجية على عقلك غير نفسك، ويتم استخدام هذه الآلية للإقناع والتأثير في أمور مختلفة عبر طرق مختلفة.

ومن هذه الطرق، طريقة تكرار الكلمات لعدد معين، حيث يوجه الشخص المسئول عن ذلك وجهه لوجه الشخص المستهدف، وعينه بعينه مع تركيز شديد وتكرار كلمة معينة لعدد معين، بعدها يدخل العقل في حالة من التنويم اليقظ، فيكون الشخص مستيقظًا، لكن دماغه بكل ما فيه من ذكريات وماضي وحاضر يفكر في الكلمة التي يتم تكرارها.

بعد تلك المرحلة يبدأ تكرار نفس الكلمة مرة أخرى، حينها يدخل العقل في المستوى الثاني، والذي من الممكن أن يتم فيه التأثير على محتويات الدماغ، من مسح أو تعطيل للذكريات أو الحاضر. هنا يشعر الدماغ بارتباك شديد، وقد تحدث بعض المقاومة وعدم الرغبة في سماع الكلمات. في المرحلة الأخيرة يتم تكرار نفس الكلمة لمرات عديدة أخرى، حينها سيبدأ الضغط الشديد على الدماغ، ولن يقوى معها الشخص على المقاومة، وستتم السيطرة الكاملة على الدماغ، حيث لم يعد هذا الدماغ ملكًا للشخص المنوَّم. 

هذه مجموعة من مقاطع الفيديو للتنويم الإيحائي والتهكير الذهني

المصدر

1 ، 2 ، 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى