عادةً ما تكتب شركات صناعة السيارات على المرآة الجانبية للسيارة عبارة: “الكائنات الموجودة في المرآة أقرب مما تظهر عليه”. هذا التحذير يدل على أن المرآة الجانبية في السيارة لا تُظهر الأجسام في بعدها الحقيقي، إنما تبدو أبعد مما هي عليه في الواقع. هذا التصميم الدقيق للمرآة الجانبية تم وضعه لاعتبارات السلامة والأمان.
لماذا تُظهر المرآة الجانبية في السيارة الكائنات أبعد من مكانها في الواقع؟
تعتمد طريقة رؤيتنا للأشياء على كيفية انعكاس الضوء على الأشياء من حولنا. حيث يُؤثر لون الكائن وملمسه وشكله وخصائصه الأخرى على شدة واتجاه الضوء الذي ينعكس عليها. وإن كانت الكائنات تعكس الضوء على كائن وسيط كالمرآة، فقد يتم تشويه إدراكنا للكائن الأصلي.
إذ يُحدث شكل المرآة فرقًا كبيرًا في تصوراتنا. في الولايات المتحدة الأمريكية، تكون المرايا الجانبية للركاب محدبة الشكل “منحنية قليلًا للخارج”، في حين أن المرايا الجانبية للسائق مسطّحة. حيث تعمل المرآة المحدبة الموضوعة على جانب الراكب على تقليل النقاط العمياء للسائق على ذلك الجانب من السيارة، ما يُعطي مجال رؤية أكثر اتساعًا، لكنها تجعل السيارات تظهر بعيدة بسبب التشويه الطفيف الناتج عن الشكل.
في حين أن المرآة الجانبية في جهة السائق تُعطي صورة أكثر دقة لما وراء السيارة مع مجال رؤية أكثر ضيقًا، حيث ينعكس الضوء في نفس الاتجاه الذي تضرب فيه المرآة، ولا تُشوّه انعكاس الكائن. وعندما تجتمع الانعكاسات الناتجة عن كلا المرآتين على طرفي السيارة في مجال رؤية السائق، فإن السائق سيتمكّن من رؤية مساحات أوسع على طرف الراكب، مع إبقاء نظره على الطريق الأساسي.
وعلى النقيض، لو تم اعتبار المرآة المقعّرة النموذج في المرآة الجانبية للراكب في السيارات، فإن الكائنات ستبدو أكبر حجمًا مما هي عليه في الواقع، لأن المرآة المقعّرة تعمل على تكبير الصورة المنعكسة عنها. بالتالي لن تظهر السيارات خلف السائق بوضوح جيد.
وعلى الرغم من أن ثنائي المرآتين المحدّبة-المسطّحة هو المعتمد منذ سنوات في الولايات المتحدة، لكن وزارة النقل الأمريكية تدرس تطبيق نظام جديد يتعلّق بنظام المرايا في السيارة، وهو المرآتيْن المحدّبتيْن، وهو نظام متّبع في العديد من الدول الأوروبية.
لذلك، ما عليك تذكّره أن تُبقِ عينيكَ على كلتا المرآتيْن أثناء القيادة على الطريق، مع النظر إلى الخلف قبل الانعطاف، لتطبيق كافة إجراءات السلامة على الطريق.
اقرأ أيضًا:
