علوم و فضاء

كيف ممكن نسقط من أماكن مرتفعة ونبقى أحياء؟

أماكن مرتفعة

مدة الهبوط وإبطاء النزول من العوامل التي قد تساعد في النجاة

تخيل أنك في الطائرة، وبدأت تشعر بالملل والضجر، فأخذت تحدق إلى الغيوم عبر النافذة؟ فكر ماذا سيحدث إن لم تقاوم رغبتك بفتح باب الطوارئ والهبوط على الأرض؟ فهل الموت سيكون مصيرًا حتميًا؟ أو أنك ستستطيع التقاط نفسك، فتصاب بكسر في عظامك، لتتوجه بعدها إلى أحد مراكز الصحة النفسية تروي قصتك العظيمة في النجاة من هذا الموت المحقق.

بعيدًا عن “فليكس بومجرانتر” الرجل الذي صوّر نفسه وهو يقفز من ارتفاع 39044 مترًا، فكان لديه لباس مخصص لذلك ومظلة. لكن هناك غرائب تحدث، منها مضيفة الطيران الصربية “فينيسا فولفوك” التي سقطت من ارتفاع 10058 متر عام 1972، وعاشت حياتها تروي قصتها.

وهنا السؤال ما الذي سيحدث لشخص بمفرده دون معدات يسقط من أماكن مرتفعة كالطائرة؟

السقوط من أماكن مرتفعة

يمكن للشخص أن ينجو من سقطة على ارتفاع 6096 مترًا، وهذا ما حصل فعلًا مع قبطان طائرة في الحرب العالمية الثانية “آلان ماجي” حيث تخلى عن طائرته دون مظلة، فقد اصطدم بسطح زجاجي امتص الصدمة. ووفقًا لأستاذ الفيزياء “جيمس كاكاليوس” بروفيسور في كلية الفيزياء وعلوم الفضاء في جامعة مينيسوتا، فتكمن عوامل النجاة في كيف وأين يكون الهبوط؟

اجعل مدة الهبوط أطول، فستكون القوة اللازمة لإيقافك أصغر، والدليل على ذلك إن لكمت الحائط، فهي قاسية ووقت التفاعل قصير، لذا فالقوة تكون كبيرة. فالأشخاص الذين نجوا من السقوط من الأماكن المرتفعة جعلوا مدة الهبوط أطول، حتى لو كان الوقت أجزاء صغيرة من الثانية، فمن جزء صغير من الثانية إلى ثلاثة فهو وقت طويل وقد يكون كافيًا للنجاة. فاصطدام ماجي بالزجاج أثناء الهبوط قلل من تأثير السقوط، وقد هبط ناجون آخرون من خلال الثلوج أو الأشجار أو أي شيء آخر ممكن أن يمتص ضربة السقوط أثناء الهبوط أكثر من الخرسانة.

السقوط من أماكن مرتفعة2

أقل من 19202 متر قد يكون الارتفاع الذي يمكن النجاة من خلاله

أما العامل الآخر فهو إبطاء النزول، فزيادة مساحة السطح تعني مزيدًا من الطاقة المطلوبة لدفع الهواء بعيدًا عن مسارك، لإبطاء النزول، فدفع الهواء وسحب نفسك من العوامل المهمة في النجاة، كما أن مساحة سطح المظلة عامل هام، فتخيل أنك ألقيت قلمًا من أعلى برج رميته بشكل مباشر من أعلى لأسفل، فهذا يعني أنه قد يسقط على رأس شخص ما، لكن إن ألقيته على أحد جانبيه فلن يكون هناك تأثير كبير.

مقاومة الهواء تعني الإعاقة والذي يشير إلى القوى التي تعيق مرور جسم خلال مادة، بمعنى أنك تحاول الهبوط على الأرض من خلال الثلوج أو أي جسم قد يمتص الصدمات. وإن كنت قد مررت في منطقة مرتفعة بها نقص أكسجين يجب أن تعمل على إعادة توجيه نفسك. فماجي نجا من سقوطه من ارتفاع 6096 مترًا، لكن ماذا عن ارتفاعات أكبر؟

أماكن مرتفعة

كلما ارتفعنا إلى أعلى يقل ضغط الهواء، فيعني أن دورانك يكون بشكل أسرع، فيندفع الدم إلى رأسك سريعًا وهو ما قد يقتلك، أو أن الاحتكاك بين جسمك والهواء قد يتسبب بحرقك، فالاحتكاك بين سطحين متلاصقين متعاكسين يؤدي إلى إنتاج كمية من الحرارة، وهو ما يفسر سبب وجود أرضية عازلة للحرارة في مكوك الفضاء. ولهذا طورت ناسا بدلات لرجال الفضاء مناسبة للضغط 15240 مترًا.

فالارتفاع العالي عن سطح الأرض وعلاقته بانخفاض الضغط يعني بأن دماءك ستصاب بالغليان عند ارتفاع أكثر من 19202 متر. لذا فالقول بأن السقوط من ارتفاع أقل من 19202 متر قد يكون الارتفاع الذي يمكن النجاة من خلاله!

 المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى