أهم مواصفات القيادي الناجح، هي الثقة والسرعة في التفكير، إلا أن هذه المعايير لا تتحقّق من مع المبالغة في التفكير في جميع القرارات والاحتمالات التي يواجهها هذا الشخص، أو حتى القلق بشأن كل خطوة يخطوها.
التفكيـر المُفرط يقودنا إلى إضاعة وقت طويل، والاستمرار في دوامة من عدم فعل أي شيء، وهو ما يُؤثر بشكل سلبي على التفكيـر الإيجابي، بل وحتى يجعلنا نتراجع إلى الوراء.
لذلك، إليك هنا مجموعة من الخدع العقليّة للوصول إلى السرعة في تحليل الأمور والتوقف عن المبالغة في التدقيق فيها.
خدع عقلية للتوقف عن التفكير المفرط بشيء ما
أعد التفكيـر فقط عند ظهور معلومات أو معطيات جديدة
يُدخلنا التفكيـر المبالغ في حالة انتباه زائدة عندما نستمر في إعادة النظر في القرارات التي نتّخذها، ونستمر في رفض التوقف عن التفكيـر في شيء حدث بالفعل.
صدِّق أنك قد اتّخذت التدابير الواجبة، ولا تُعد التفكيـر في شيء اتّخذت قراراً بشأنه إلا عند ظهور معطيات جديدة.
تأكَّد أن المبالغة في التفكير وحل المشاكل هما أمران مختلفان كليّاً
غالباً ما يُخيل إلينا أن الاستمرار في التفكير وفي دراسة الافتراضات والاحتمالات بمثابة حلٍّ للمشاكل. يبدو الأمر كما لو أنّك تفعل شيئاً جيّداً ومفيداً، لكن الأمر ليس كذلك، فكل ما تفعله هو أنّك تدور في حلقة مُفْرغة. انتبه عندما تُفرط في التفكير بشأن أمرٍ ما، ولا تتظاهر بأن ذلك حل للمشاكل، وتحرّك سريعاً للأمام.
تذكَّر قاعدة 90-10
هي معادلة ونسبة تتعلق بالطريقة التي يجب أن تستخدمها لكي تحسب كيفية تقدير ذاتك. الأمر ينبغي أن يستند إلى نسبة 90% من التقدير المستمَد من الذات، و10% من الآخرين. يجب أن تأتي نسبة الـ90% من تقبُّل وتقدير الذات، و10% فقط من هذا القدر البسيط من التقدير الخارجي من حين لآخر، الذي نحتاجه جميعاً.
يُخلّ المبالغون في التفكير بهذه القاعدة، حتى إنّهم يعكسونها تماماً؛ إذ يعتمدون على 90% من تقديرهم لأنفسهم على ما يعتقده أو يقوله الآخرون، لذا فإنهم يشعرون بالقلق، الذي (كما توقعتم) يُترجم إلى المبالغة في التفكير.
أنت لا تعلم كل شيء
لا يمكنك قراءة المستقبل، ولا يمكنك قراءة العقول، ولا يمكنك معرفة كل شيء؛ لذا لا تحاول. كثرةُ التفكير لن تجعلك تعرف أكثر مما تعرف بالفعل.
لا تقل لنفسك “ماذا لو” بل قُل “فلننتظر ونرَ ما سيحدث”
“ماذا لو؟”، يستمر من يبالغون في التفكير في طرح هذا السؤال على أنفسهم، وهو سؤال من المستحيل إجابته. إذا وجدت نفسك تسأل هذا السؤال، استبدِله فوراً بعبارة “فلننتظر ونرَ ما سيحدث”، وهي طريقة لتجاوُز حالة الشلل التحليلي إلى حالة القبول.
احسب خطواتك
تنبع كثرة التفكير كذلك من القلق الزائد من حدوث أسوأ الاحتمالات، التي لا يود أحد بالطبع أن يتعرض لها، ولكن اسأل نفسَك هذا السؤال: “ما مدى احتمالية حدوث نتيجة غير مواتية في الواقع؟”. الاحتمالات ليست كثيرة للغاية.
قيِّم الأثر الحقيقي لكونك مُخطئاً
غالباً ما نشعر بالحاجة لإعادة التفكير مرات ومرات، وذلك لأننا نخشى أن نكون على خطأ. قد يبدو ذلك منطقياً إذا كنت تعتزم القفز فوق أخدود غراند كانيون بدراجتك النارية، أو السباحة مع وجود قرشٍ أبيض كبير. هل ينطبق ذلك على كثرة التفكير في القرار الذي اتّخذته البارحة في هذا الاجتماع؟ ليس إلى هذا الحد.
اسأل نفسك في أوقاتٍ كتلك عن التكلفة الفعلية لكونك على خطأ. عندما يمكنك تقليل عوامل المخاطرة فأنت تزيد من قدرتك على التحرر ذهنياً.