منوعات

لماذا قد يفقد طيارو الطائرات الحربية وعيهم أثناء الطيران؟

تبذل الدول الكبرى جهود كبيرة في تدريب القوات المسلحة لما تتطلب وظائفهم من شجاعة ومهارة ودقة منقطعة النظير. لكن قد تتغلب أحيانًا قوى الطبيعة على أقوى جيوش العالم! هذا تمامًا ما يحصل مع طياري الطائرات الحربية الذين كثيرًا ما يفقدون وعيهم خلال المهام العسكرية لأسباب خارجة عن إرادتهم!

لماذا يتعرض طيارو الطائرات الحربية لفقدان الوعي خلال المهام الجوية؟

تبذل التقنيات العسكرية جهودًا كبيرة لحل هذه المعضلة التي تعرّض حياة الطيار للخطر واحتمال وقوع كارثة. إذ تفرض طبيعة المهام على الطيارين التحليق بسرعات يمكن أن تصل إلى سرعة الصوت بسهولة.

طائرات حربية

بقدر ما يبدو الأمر مذهلًا، لكن ذلك يضع أجساد الطيارين تحت قوة عالية تسمى قوة G، والتي يمكن أن تؤثر بشكل خطير عليهم.

من الأمثلة على تأثير قوة G هو احتمال فقدان الطيار لوعيه، وهو ما يُعرف باسم G-LOC، أو فقدان الوعي الناجم عن الجاذبية.

ما هي الجي فورس G-Force ؟

قوة الجاذبية المكافئة، أو ببساطة قوة G، هي مقياس التسارع بمضاعفات أو كسور 9.8 متر / 2 ثانية، أو قوة جاذبية الأرض. يُنظر إليها على أنها إحساس مفرط بالوزن أو القوة لا يتم اختبارها بشكل شائع.

يمكن تصور القوة على سبيل المثال إذا قمت بالتسارع فجأة أثناء القيادة، فسوف يتم دفعك للخلف إلى المقعد. على الجانب الآخر، سيتم دفعك إلى الأمام بقوة عند ضغط الفرامل بشكل مفاجئ. هذه هي G Force في التطبيق العملي.

مع ذلك، لا تقتصر قوى G على الاتجاهات الأمامية والخلفية، حيث يمكن للجسم أن يتسارع في أي اتجاه.

عند الطيران، يمكن أن يطبق الطيار العسكري تسارعات مختلفة ومتتالية في الطائرات الحربية، وبالتالي يختبر قوى G في جميع الأبعاد الثلاثة.

طيار حربي

فيزيائيًا، يمكن تصنيف قوة G التي تعمل على الطيارين على أنها خطية وشعاعية وزاويّة. تتوافق قوى G الخطية مع تغيرات السرعة في خط مستقيم، بينما تنشأ قوى G الشعاعية بسبب التغيرات في الاتجاه. ويتم اختبار قوى G الزاويّة بسبب مزيج من تغيرات السرعة والاتجاه.

عند تعرض الطيار لتأثير القوة G، فإن أعضائهم وسوائل أجسادهم لا تزال تتحرك بحرية في الداخل على الرغم من تثبيتهم بقوة على المقاعد. بالتالي، فإن تأثير القوة محسوس بشكل رئيسي على الأعضاء الداخلية، والتي بدورها ستؤثر سلبًا على اتزان الجسم.

عند التسارع عموديًا لأعلى، غالبًا ما يعاني الطيارون من انخفاض أو فقدان في الرؤية، وإغماء، وزيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم. وبالمثل، عندما يندفعون بالمقاتلة الحربية للأسفل، يندفع الدم إلى رأسهم وينتج عنه “تراجع”، مصحوبًا بانخفاض في ضغط الدم.

الطائرات الحربية

ينجم عن ذلك غيبوبة G-LOC، أو فقدان الوعي الناجم عن الجاذبية، وهي نتيجة التعرض لقوى G عالية الفترات الطويلة من الزمن. من الشائع أن يحدث ذلك في الصعود بسرعات عالية، حيث يميل الدم للتجمع في الأجزاء السفلية من الجسم، ما يحرم الدماغ تمامًا من أي تدفق دموي، وينتج عن ذلك فقدان مؤقت للوعي وبالتالي فقدان كارثي للسيطرة على الطائرة.

كيف يتم تدريب الطيارين على مكافحة غيبوبة G-LOC أثناء الطلعات الجوية؟

من أجل زيادة عتبة G-LOC، يجب على الطيارين المقاتلين إخضاع أنفسهم بشكل روتيني لسيناريوهات G-Force عالية يتم إنشاؤها بشكل مصطنع.

يتم استخدام “أجهزة الطرد المركزي البشرية” التي تدور بسرعات عالية لمحاكاة المواقف المتطرفة أثناء الطيران.

من خلال هذه الأجهزة، يتأقلم الطيارون ويقل احتمال دخولهم في غيبوبة G-LOC أثناء وقت الطيران الفعلي. كما يتم تدريبهم على تحمل قوى G العالية ما يصل إلى 9 أضعاف القوة، على الرغم من أن طياري الطائرات الحربية البارعين بإمكانهم تحمل حتى 12G.

طيار

إلى جانب التدريب، يتم تجهيز الطيارين ببيدلات مضغوطة، تُسمى بالعامية بدلات G، تهدف إلى ضغط الجسم بشكل معتدل، ما يقلل من المساحة المتاحة للدم للتنقل بحرية. يؤدي ذلك إلى إبقاء الدم متاحًا للدماغ وإبقاء الجهاز التنفسي منتفخًا.

اقرأ أيضًا:

ماذا تعني ألوان قمصان موظفي مدرجات الطائرات الحربية؟

حقائق مثيرة للاهتمام عن القنابل النووية والانفجارات الإشعاعية!

لماذا لم تتغير سرعة طيران الطائرات منذ عام 1960م ؟

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى