منوعات

لماذا انستقرام يجعل حياة مستخدميه بائسة وكئيبة؟

قبل عدة أيام، ضجَّ الإنترنت بتعليقات سيئة، حين نشرت مدوِّنة الموضة سكارليت ديكسون، والتي تبلغ من العمر 24 عاماً، صورةً لها وهي تتناول طعام الفطور.

كتبت سكارليت أسفل الصورة على صفحة انستقرام الخاصة بها باسم scarlettlondon: “أفضل الأيام هو اليوم الذي نبدأه بابتسامه وتفكير إيجابي، لا سيما ونحن نتناول فطائر البان كيك والفراولة”.

بدت بمظهر مثاليّ وهي تجلس على سرير مرتب منذ لحظات، ومحاطاً ببالونات من الهيليوم على شكل قلب. وسرعان ما أعاد المغردون على شبكة تويتر نشر هذا المنشور، وكان برعاية غسول الفم Listerine، فقد ظهرت الزجاجة واضحة في جانب الصورة.

كتب Nathan من مدينة كارديف: “اللعنة! هل هذا صباح عادي لأي شخص! انستقرام عبارة عن ورشة لصناعة الكذب السخيف، صُمِّم ليجعلنا جميعاً نشعر بالنقص”. حصل منشوره على أكثر من 111 ألف إعجاب (22 مرة ضعف ما حققه منشور سكارليت)، وأعيد نشره على تويتر حوالي 28 ألف مرة.

انستقرام يجعل حياة مستخدميه بائسة وكئيبة

لماذا انستقرام يجعل حياة مستخدميه بائسة وكئيبة؟

تتسم المنشورات في انستقرام بالإيجابية أكثر منها بالإساءة، وحيث تكون الكثير من الحسابات الكبيرة هي حسابات لمشاهير الكلاب والقطط، إذن ما الذي يمكن ألا يعجب المتابعين في ذلك؟

ولكن بالنسبة للعدد المتزايد للمستخدمين، وبالنسبة لخبراء الصحة النفسية أيضاً، أضحت هذه الإيجابية في حد ذاتها مشكلة. إذ يُشجّع الموقع المستخدمين على تقديم صور جذابة ومبهجة قد يراها الآخرون مضلِّلة ومضرَّة.

انستقرام يجعل حياة مستخدميه بائسة وكئيبة

في العام الماضي 2017، أجرت الجمعية الملكية للصحة العامة، وهي مؤسسة خيرية مستقلة تسعى لتحسين معيشة الأشخاص، مسحاً على نطاق المملكة المتحدة، للأعمار التي تتراوح بين 14 حتى 24، وسألتهم عن أكبر 5 منصات للشبكات الاجتماعية: تويتر، وفيسبوك، ويوتيوب، وإنستغرام، وسناب شات.

صنّف الشباب كيفية استخدامهم تلك المنصات، وكيف أنَّ لذلك أثراً على كل شيء، بداية من طبيعة النوم ووصولاً إلى إصابتهم بحالة ال “فومو”، وهي الخوف من فوات ما يستمتع به الآخرون. حلَّ انستقرام في المرتبة الأخيرة، محققاً تقديراً سيئاً بشكل خاص بالنسبة لتأثيره على النوم وصورة الجسم والتسبب في حالة الفومو.

انستقرام يجعل حياة مستخدميه بائسة وكئيبة

قال نيام ماكداد، رئيس الجمعية الملكية للصحة العامة: “يبدو انستقرام، في ظاهره منصة لطيفة للغاية. ولكن التصفح الذي لا نهاية له دون الكثير من التفاعل لا ينتج عنه في الواقع تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية والمعيشة. أنت كذلك لا تتحكم بالفعل فيما تشاهده. وفي كثير من الأحيان تشاهد صوراً تدعي أنها تعرض لك الواقع، ولكنها ليست كذلك. وهذا له تأثير ضار بشكل خاص على الشباب والشابات”.

غالباً ما يُسلّط الضوء على خطر تكوين صورة ذهنية غير صحية عن الجسم، ولكنَّ ماكداد يؤكد أنَّ ذلك مجرد جانب واحد فقط.

ويقول: “قد يشاهد بعض الأشخاص صفحات مخصصة للسيارات، مما يمنحهم شعوراً بالأسى والاكتئاب، لعدم قدرتهم على تحمل تكلفة شرائها”.

يسهم جميع المستخدمين تقريباً في زيادة اشتعال الأزمة. فرغم أنّ البؤس يضرب حياتنا بسبب الحياة غير الواقعية التي نشاهدها، فنحن أيضاً نشارك جانباً غير حقيقي من حياتنا.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى