تكريم الفائزين بجائزة مون بلان لرعاة الفنون الثقافية

تكريم الفائزين بجائزة مون بلان لرعاة الفنون الثقافية في نسختها الخامسة والعشري

“مون بلان” تكرّم رعاة الفنون خلال العصر الحديث في 16 بلداً، وتستعرض تبرعاتها بنحو 4 ملايين يورو للمشاريع الفنية طوال السنوات الخمس والعشرين الماضية

 19أبريل 2016

انطلاقاً من أصولها المتجذّرة في ثقافة الكتابة، والتي تعد واحدة من الركائز الأساسية للحضارة البشرية، أولت “مون بلان” قيمة بالغة للفنون والثقافة، ولطالما قدّمت الدعم لهما بشغف على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية. ولأنها تدرك تماماً أن الفنون لا يمكنها أن تزهو وتزدهر دون دعم الأفراد الملتزمين تجاهها، أطلقت مؤسسة “مون بلان” الثقافية في العام 1992 جائزة من شأنها تسليط الضوء على رعاة الفنون في العصر الحديث، بدلاً من الفنانين أو المميزين في فنون الأداء. ومنذ ذلك الحين، أشادت جائزة “مون لرعاة الفنون الثقافية” بالإنجازات المميزة والإسهامات الهامة لرعاة الفنون في العصر الحديث، لتعزّز بذلك من أهمية الرعاية في إتاحة الفنون والثقافة لجمهور عريض.

ويقول ينس هينينغ كوخ:، عضو مجلس إدارة مؤسسة “مون بلان” الثقافية: “عند تأسيس الجائزة، أدهشت الجميع بتركيزها على هؤلاء الذين يعملون وراء الكواليس، ويضعون مواردهم في خدمة الفنون. وبعد خمس وعشرين سنة، اكتسبت هذه الجائزة الفريدة سمعة لا تُضاهى وتقديراً لا مثيل له، واتسعت لتشمل الآن 16 بلداً، تسلّط من خلالها الضوء على مسؤوليتنا المشتركة للحفاظ على ثقافة الإنسان وتطويرها، عبر منح رعاة اليوم كل التقدير الذي يستحقونه لإسهاماتهم الجليلة، ولإلهامهم جيل جديد من محبي الخير لحمل الراية نحو المستقبل”.

وبمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لانطلاق الجائزة، ينضم 16 راعياً للفنون من كافة أقطاب العالم إلى قائمة بارزة من الفائزين السابقين، والتي تتضمن: صاحب السمو الملكي أمير ويلز، والمايسترو البريطاني السير سايمون راتل، والمهندس المعماري الإيطالي رينزو بيانو، والفنان الياباني يوكو أونو. وتُقدّم جائزة “مون بلان لرعاة الفنون الثقافية” الخامسة والعشرين للرعاة في الصين، وفرنسا، وألمانيا، وهونغ كونغ، وإيطاليا، واليابان، وكوريا، والمكسيك، وروسيا، وإسبانيا، وسويسرا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، ولأول مرة في البرازيل، وكولومبيا، واليونان. ويتم اختيار الفائزين من لائحة نهائية تضعها لجنة تحكيم دولية تتألف من أفراد مؤثرين في عالم الفنون، وهي مجموعة تتسم بشغف كبير وتضم أكثر الأفراد إبداعاً في العالم، حيث يجتمعون تحت مظلة مؤسسة “مون بلان” الثقافية لتقييم المرشحين استناداً إلى تاريخهم من الالتزام الشخصي تجاه الفنون، وحرصهم على استفادة الجمهور العام من المشاريع الثقافية. وفي هذه السنة، اشتملت لجنة التحكيم على 44 عضواً يمثّلون جميع البلدان المشاركة في الجائزة. ويُطلب من كل عضو في لجنة التحكم الإدلاء بصوته للمرشحين في كل بلد على حدة، بما في ذلك بلدانهم.

وفي كل سنة، تكرم “مون بلان” أحد الرعاة التاريخيين للفنون بأداة للكتابة بإصدار محدود. ويشيد إصدار راعي الفنون 2016 بالإرث الاستثنائي لواحدة من أكثر شخصيات القرن العشرين تأثيراً في مجال اقتناء وعرض الفنون؛ بيغي غوغنهايم، والتي كرست معظم حياتها لحماية الفنون في عصرها من خلال اكتشاف المواهب الجديدة ورعايتها، وفي الوقت نفسه تجميع تشكيلة هامة من الأعمال الموجودة اليوم في أحد المتاحف بمدينة البندقية، والذي لا يزال يحمل اسمها. ويأتي الأنبوب والغطاء الهندسي المستوحى من “آرت ديكو” للإصدارين المحدودين888 و 4810 بأسلوب فريد، ليستحضر شغف غوغنهايم بالفن المعاصر، فيما تبدو ملامح مدينة البندقية من خلال أشكال الأسود المحفورة على حلقة الغطاء، فضلاً عن مخروط مخطط يشبه في تصميمه دعائم إرساء السفن البيضاء والحمراء الموجودة على ممرات المياه بمدينة البندقية. وتجسيداً لأسلوب حياتها غريب الأطوار، تستذكر البراثن المنقوشة على طرف القلم من الذهب الخالص بعيار Au750 عاطفتها العارمة التي تكنّها تجاه كلابها الأربعة عشر من سلالة “لاسا أبسو”، والتي كانت ترافقها دائماً.

وخلال فعاليات “مون بلان” الثقافية التي يتم تنظيمها في كل بلد على حدة، يُكرّم الفائزون بإصدار راعي الفنون المحدود 4810، والذي يمتاز بنقش شخصي على السن. ويُوضع القلم داخل درع تذكاري مُصمّم خصيصاً للذكرى السنوية الـ 25، ليشكّل هيكلاً معدنياً مع جناحين هندسيين يعكسان التصميم العصري للإصدار المحدود، وقرص كبير محفور عليه ختم مؤسسة “مون بلان” الثقافية. ويحصل كل فائز على15,000 يورو تذهب لصالح واحدة من مؤسسات الفنون أو المشاريع حسب اختيارهم. وعبر السنين، تم تقديم ما يقارب 4 ملايين يورو، ودعم230 مشروعاً بفضل جائزة “مون بلان لرعاة الفنون الثقافية”.

الفائزون بجائزة “مون بلان لرعاة الفنون الثقافية 2016“:

السيدة لايز بودانسكي والسيد لويس بولونيزي (البرازيل)، كلاهما من مؤلفي السيناريوهات وصانعي الأفلام الحائزين على جوائز، وهما يحظيان بتقدير كبير على إنشاء مسرح “سيني مامبيمبي”، والذي يعد أول مسرح متنقل للأفلام في البلاد أتاح السينما للجماهير التي كانت ترتاد صالات السينما التقليدية. وبدأ العمل بهذا المسرح في العام 1996 باستخدام شاحنة “سافييرو” مجهزة بجهاز عرض بقياس 16مم، وشاشة قابلة للطي، ومولد للطاقة المنخفضة، و 12 فيلماً قصيراً. ومنذ ذلك الحين، سافرت شاحنة السينما المتنقلة هذه من منطقة إلى أخرى، ومن مدينة إلى أخرى، لتعرض أفلاماً مجانية أمام جماهير جديدة.

يُكرّم السيد شو تشن (الصين) لمساهمته البارزة في الفن المعاصر بالصين كفنان ومروّج للفنون، وقيّم للمعارض الفنية في شنغهاي. وقد حصد عدة جوائز مذهلة في الصين وعلى المستوى العالمي، وكان أصغر فنان صيني يشارك في بينالي البندقية خلال العامين 2001 و 2005. وقاد السيد شو تشين أول مركز غير ربحي بإدارة فنانين، “بيز آرت”، والذي كان إلى حد كبير أهم منصة غير ربحية لدعم الفنانين الناشئين في الصين. وفي العام 2006، أطلق ما أصبح فيما بعد أبرز موقع مخصص للفن المعاصر في الصين، “آرت-با-با”، وهو منتدى إلكتروني رائد لمناقشة وانتقاد أعمال الفن المعاصر في شنغهاي.

وفي العام 2009، أسّس السيد شو تشين شركة “ميدإن”، وهي مؤسسة ومشغل مُخصص لدعم تطوير الفن المعاصر، والترويج للفنانين الصينيين الشباب.

تتلقى السيدة كلوديا حكيم (كولومبيا) الجائزة عن دورها في دعم تطوير الفنون المرئية في كولومبيا وأميركا اللاتينية. وتشغل منصب مديرة ومؤسس “إن سي-آرت”، وهو مركز ثقافي وتربوي يشكل جزءاً من مؤسسة “نيمي”. ويهدف المركز إلى الترويج لممارسات الفن المعاصر وإقرانها بسياق مناسب من خلال معارض ومشاريع متعددة المجالات تحفّز على التفكير. ومن موقعه في قلب إقليم لاماكارينا في بوغوتا، يتألف المركز من ثلاثة طوابق، ويستضيف طيفاً متنوّعاً من المعارض، وفي أغلب الأحيان تركيبات فنية ميدانية، مما يمنح الفنانين والجمهور العام جدولاً فنياً غنياً على مدار العام، فضلاً عن عدة مشاريع تربوية مثل “آرتي إيه أولا”، ومشغل خاص لاستعداد المحاضرين في مجال الفن المعاصر.

تحظى مؤسسة لوي رودورير (فرنسا) بالتقدير لدعمها للمعاهد الفنية، والمشاريع الثقافية، والفنانين. وتدعم مؤسسة لوي رودورير الابتكار الفني المعاصر عبر تبسيط توافرها للجمهور العام. وتقضي رسالة المؤسسة إلى الترويج لنشر الفن المعاصر، وتحديداً فنون التصوير والأدب، وبصورة أكثر عموماً إنشاء رابط بين الصور والكلمات، والجمال والمغزى. وفيما استمرت برعاية مؤسسات وفنانين على مدى السنوات العشر السابقة، من ضمنها تأسيس وتطوير معرض الصور التابع للمكتبة الوطنية في فرنسا، وتنظيم عدد من المهرجانات في نيويورك، وباريس، وآيكس، ولندن، ودوفيل، وبرلين، وهونغ كونغ؛ كانت المؤسسة تتعاون على مشاريع جديدة، لا سيما قصر طوكيو، والذي أصبح مركزاً رئيسياً للفن المعاصر عند إعادة افتتاحه في العام 2012.

يتم تكريم السيدة آندريا فون جويتز أوند شفاننفليس (ألمانيا) لرعايتها المتواصلة للفنانين. وتعتبر مقتنية الأعمال الفنية وقيّمة المعارض أيضاً صاحبة مؤسسة “في جي آند إس” لتطوير الفنون في هامبورغ، والتي تحفّز المشاركة الفاعلة للشركات في قطاع الفنون والثقافة، وترسم الأفكار الطموحة لابتكار منتجاتهم الثقافية الخاصة. وتقدِّم مؤسسة “في جي آند إس” الاستشارات للفنانين، وتمثلهم وتمثل أعمالهم أيضاً، وتتمتع بعلاقات وطيدة مع مقتني الأعمال الفنية والقيّمين وأصحاب صالات العرض الفنية، والمعارض. ونظراً لأنها تقود مشروع “5كوادرات”، اكتشفت مؤسسة “فون جويتز أوند شفاننفليس” أكثر من 100 فنان في غضون ثلاث سنوات. ويعرض الفنانون أعمالهم في المدارس، ويمنحون الطلاب فرصة للتعرف إلى الفن والفنانين. علاوة على ذلك، عملت كقيّمة للمعارض الفنية، ومسؤولية عن لقاءات التواصل والتعارف، حيث ساهمت في إرساء العلاقات بين الفنانين ومقتني الأعمال الفنية، ورواد الأعمال، فضلاً عن تنظيم فعالية “سيليكتيد” في هامبورغ مرتين في السنة للفنانين الشباب، وإطلاق برنامج للمنح الدراسية في جبال وادي غاشتاين، وهو “آرت ريزيدانس”.

تتلقى مؤسسة “بي آند إم تيوكاراكيس” للفنون الجميلة والموسيقى (اليونان) الجائزة نظير التزامها بالترويج للموسيقى والفنون الجميلة في اليونان وخارجها، مع التركيز على إبراز الفن المعاصر، والتطور المستمر طوال القرنين العشرين والواحد والعشرين. وبتأسيسها على يد باسيل ومارينا تيوكاراكيس كمؤسسة عامة غير ربحية في العام 2004، والمصادقة عليها بموجب مرسوم رئاسي، تهدف المؤسسة إلى تشجيع الجمهور على الدخول في حوار واسع النطاق ومتعدد المجالات حول الموسيقى والفنون المرئية، وبالتالي الترويج لأعمال الفنانين اليونانيين، وتسخير كل الوسائل لنشر محتوى أعمالهم، وتطوير الشبكات المناسبة لتسهيل جوانب التعاون والتبادل. وتسعى المؤسسة لتحقيق هدفها عبر تنظيم المعارض والحفلات، وإقامة المحاضرات والحلقات الدراسية بشكل منتظم. علاوة على ذلك، فإنها ترعى الأبحاث التربوية والأكاديمية مع التركيز بشكل خاص على استقطاب الزوار الأصغر عمراً، وتعريفهم إلى الموسيقى والفنون المرئية، وصقل حواسهم الجمالية، فضلاً عن دعوتهم إلى زيارة المتاحف.

يُعرف السيد جوني تو (هونغ كونغ) عالمياً بإخراج وإنتاج أفلام الحركة والتشويق مثل “ذا ميشين” (1999)، و “إيليكشن” (2005)، و “فينجينس” (2009)، لكنه خصص أيضاً الكثير من الجهد للترويج لصناعة الأفلام في هونغ كونغ، ورعاية المواهب الجديدة. وقد بادر بإطلاق برنامج “فريش ويف” الذي كان يُلهم صانعي الأفلام في هونغ كونغ، ويمنحهم فرصة لتحقيق إمكاناتهم الطموحة على مدى السنوات التسع الماضية على التوال. وتطور برنامج “فريش ويف” في العام 2010 ليصبح مهرجاناً عالمياً للأفلام القصيرة، مما ساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين صانعي الأفلام العالميين. ومنذ بضع سنوات، قرر تو استخدام شبكته الشخصية الخاصة لتوسيع نطاق “فريش ويف”، وبادر بدعوة عدد من المخرجين ليصبحوا موجهين للمشاركين في “فريش ويف” كل عام، مما منح المشاركين لمحة قريبة عن العمل اليومي في صناعة الأفلام، والتمرس في هذا المجال. ووظّف تو بعض الفائزين ببرنامج “فريش ويف” للعمل في شركة الإنتاج الخاصة به. وأدار جلسة تعليمية في العام 2012 في “منتدى قصر الصور” بباريس، وحصل على شهادة الدكتوراه الفخرية من أكاديمية هونغ كونغ للفنون التعبيرية في العام2014.

أنشأ السيد جورجيو ماركوني (إيطاليا)، مؤسس ستديو ماركوني التاريخي في ميلانو، مؤسسة ماركوني للفنون المعاصرة والحديثة في العام 2004، وهو معهد غير ربحي لترويج ونشر الفن المعاصر والثقافة عبر المعارض، والمطبوعات، والفعاليات الثقافية، والاجتماعات. واليوم، تستمر مؤسسة ماركوني في الترويج للفن المعاصر، وأيضاً تحسين بعض الأرشيفات والمجموعات الفنية من القرن العشرين، ومن بينها: مان راي وسونيا ديلوناي، ولويس نيفيلسون، ولوشيو فونتانا، وجياني كولومبو، وماريو شيفانو، وجيانفرانكو باردي، وميمو روتيلا، وأرنالدو بومودورو، وفاليريو ادامي، وإنريكو باج، وجيوسيبي اونسيني، وايميليو تاديني. وبالتعاون مع إكسبو 2015، احتفل جورجيو ماركوني بخمسين سنة على مزاولته العمل بمعرض جماعي،  مع تكريم لـ “لوشيو فونتانا” في منشآت مؤسسة ماركوني المجددة والموسعة حديثاً.

يتلقى السيد ريوتشي ساكاموتو (اليابان) الجائزة تقديراً لمشاريعه العديدة في دعم الفنانين الشباب في مجال الموسيقى وفنون الأداء. وركز الموسيقي ريوتشي ساكاموتو في أنشطته على دعم المواهب الشابة. وأطلق عدداً من المشاريع ودعم الفنانين في مختلف المجالات كالموسيقى وفنون الأداء والرسم. كما أصدر عدة أسطوانات، وسجّل عدداً لا يُحصى من الحفلات مع الموسيقيين الشباب، ليتيح المجال أمامهم لاجتذاب جمهور واسع، واستعراض مواهبهم أمامهم. وكونه المخرج الفني لمؤسسة ياماغوتشي سيتي، قام ساكاموتو بتأليف الموسيقى التصويرية لفيلمي “ذا لاست إمبيرور”، و “ميري كريستماس مستر لورنس”، فضلاً عن حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في برشلونة – وهو يساهم في تعليم الأطفال في هذا المجال، ناقلاً مهاراته إلى الجيل التالي في مشاغل متنوعة. ويشارك ساكاموتو أيضاً في جهود عالمية كتعليم تأليف الموسيقى في مخيم المهارات بمهرجان الأفلام العالمي في برلين، وإدارة أوركسترا توهوكو للشباب، بهدف جمع التبرعات والتوعية بضحايا زلزال توهوكو. وفي العام 2009، مُنح وسام “نقابة الفنون والآداب” من وزارة الثقافة الفرنسية، كما تم ترشيحه مؤخراً لجائزة “غولدن غلوب” وجائزة “بافتا” عن موسيقاه التصويرية لفيلم “ذا ريفينانت”.

يتلقى السيد سانغ-داك يو (كوريا) الجائزة عن التزامه بالترويج للفن المعاصر بين الشعب الكوري من خلال مؤسسة “سونغ أون آرت آند كالتشرال” التي أسسها والده الراحل، وكرسها لدعم الفنانين الكوريين. وبإدارته، ازدهرت أنشطة المؤسسة الثقافية وتركت أثراً عميقاً. ففي العام 2001، تم تقديم جائزة “سونغ اون” الفنية لأول مرة، وهي جائزة سنوية للفنانين الكوريين مع لجنة تحكيم خارجية للتقييم. وفي العام2002، خصص يو مكاناً مجانياً في مبناه للفنانين الكوريين الذين يبحثون عن مساحة لعرض أعمالهم الفنية. ولتطوير المعرض، عمد إلى إنشاء مبنى قائم بذاته مخصص للترويج للفن المعاصر من خلال معارض هامة وبرامج ذات صلة. ويعتبر “سونغ أون آرت كيوب” بمثابة مساحة مخصصة للفنانين الشباب، والذي يكون بالنسبة لهم أول أو ثاني معرض لأعمالهم.

ويتم اختيار ثمانية فنانين لبرنامج سنوي من المعارض الفردية، في حين يُمنح في كل سنة فنان موهوب واحد في منتصف مشواره المهني وبشهرة متوسطة فرصة لتنظيم معرض فردي. وفيما يتعلق ببرنامجها السنوي، فإنها تختار فنانين لم يحصلوا على فرصة لعرض أعمالهم على نطاق واسع في كوريا. ويمكن للجمهور العام زيارة المكانين مجاناً، وأيضاً الحصول على الكاتالوجات وحضور المحاضرات.

يتم تكريم السيدة سمية سليم (المكسيك) بالجائزة لمبادراتها الهائلة على صعيد المسؤولية الاجتماعية والإنسانية، لا سيما دورها في قيادة الأنشطة الثقافية لإمبراطورية عائلتها. فمن العام 1996 إلى 2006، شغلت منصب المدير لمتحف سمية. وتوّلت مسؤولية نشر المجلة الشهرية لمتحف سمية، وأيضاً إدارة برامج تعليمية وثقافية. وتشغل الآن منصب نائب رئيس متحف سمية الجديد، وهو عبارة عن معهد ثقافي مكسيكي. وتعود ملكية هذا المتحف الخاص إلى مؤسسة كارلوس سليم، وبلغت تكلفة تشييده 70 مليون دولار أميركي، ولا يفرض أي رسوم على دخوله. ويحتضن الكثير من الأعمال الفنية والآثار والمستندات والقطع المعدنية، فضلاً عن مجموعة كارلوس سليم وزوجته الراحلة، والذي سمي تيمّناً بها. ويضم المتحف أكثر من 66,000 عمل فني، بما في ذلك مجموعة من المنحوتات لأوغست رودين، وأعمال فنية من إبداعات سالفادور دالي. وفي العام 2010، وبالتعاون مع زوجها فيرناندو روميرو، أسست المشروع الثقافي “الأرشيف. التصميم والمعمار”، وهو عبارة عن مبادرة تهدف إلى رعاية قيمة التصاميم، والترويج لها.

يُعرف السيد ليونيد ميكيلسون (روسيا) برعايته للفن الروسي، وقد أنشأ مؤسسة “في-إيه-سي”. وفي العام 2009، أسّس “فكتوريا – ذي ارت اوف بيينغ كونتمبوراري” لتمويل مشاريع الترويج للفن الرائد الجديد الروسي في الخارج، وتعزيز اطلاع الجمهور المحلي على نظريات الفنون من الغرب. وتموّل المؤسسة معارض ومشاريع لفنانين معاصرين من روسيا على غرار التركيبات الفنية لكل من “إيليا وايميليا كابوكوف” في “غران بالي” في 2014، ومعرض “أوستالجيا” في المتحف الجديد في 2012. كما استضافت فيكتوريا مؤخراً معرضاً تذكيرياً لأندريا موناستيرسكي في معرض موسكو للفن الحديث، ومعرض “موديرنيكو” بالشراكة مع القيّم الفني فرانشيسكو بونامي في مؤسسة “ساندريتو ري ريبودينجو” في تورين. ودعت المؤسسة إلى تقديم منح دراسية للطلاب الدوليين لارتياد معهد “كورتولد” في لندن. ويعتبر السيد ميكيلسون أول روسي يدعم متاحف “تيت” بصفته عضواً في مجلسه الدولي، وهو أيضاً عضو قيادي في مجلس أمناء تحف “نيو” في نيويورك.

تتلقى السيدة ايلينا أوتشكوا فوستر (اسبانيا) الجائزة لرعايتها المكثفة للفنون، وإنشاء دار النشر “ايفوري بريس” في العام 1996. وتدير مشروع “سي فوتو” الذي تم ابتكاره بهدف الترويج للتصوير والفن المعاصر عبر المطبوعات والمعارض والدعم الأكاديمي والمؤسساتي. وفضلاً عن توفير الرعاية في مؤسسات أكاديمية أخرى، نظمت “ايفوري بريس” إنشاء كرسي للفن المعاصر في جامعة أكسفورد. وفي العام2008، أسست “ايفوري سبيس”، وهو صالة عرض من تصميم زوجها نورمان فوستر، وتم تخصيصه لدعم الفنانين الشباب الذين تعرفهم إلى مقتني الأعمال الفنية. وتتمتع فوستر بعضوية في مجلس إدارة “ماتشوال آرت تراست” وجائزة التصوير “بريكس بيكتيت”. وترأست مجلس “تيت” الدولي، وكانت عضواً في المجلس الإداري لمؤسسة “تيت” بين العامين 2004 و 2008، وكذلك عضو في مجلس أمناء مؤسسة “ايسامو نوغوتشي”. علاوة على ذلك، فإنها من راعية لعدة متاحف ومؤسسات ومدارس فن وتصوير عالمية. وتعمل فوستر مع الجامعات لتعزيز معارف الطلبة بالفن المعاصر ونشر الثقافة بينهم، فيما عمدت في مشروع آخر إلى تطوير 20 منحة دراسية عالمية لمشاريع في مجال التصوير الفوتوغرافي.

يتلقى السيد هنري ليفي (سويسرا) الجائزة عن إنشاء “بينز 39″، وهي مؤسسة تروج للفنانين الشباب في زيوريخ منذ أكثر من 30 سنة، حيث توفر 32 ستديو، 7 منها تُقدم منح مالية لفنانين في مجال الأعمال المرئية وبدون إيجار لمدة سنتين. ولا تزال “بينز 39″، التي تأسست على يد هنري ليفي، وتديرها زوجته لوسيا كوراي، حتى اليوم مرتع تنمية الساحة الفنية في سويسرا. فهي تنظم منذ سنوات برامج تبادل مكثفة للطلاب المقيمين في سويسرا والخارج. وكانت المؤسسة واحدة من مؤسسي “ريس ارتيس”، وهي شبكة عالمية لاستديوهات الفنانين تعمل على إرساء العلاقات حول العالم. ومن العام 1990 وحتى 1995، ترأس السيد ليفي مشروع “ارتيست” لوزارة الخارجية السويسرية، والذي يمول برنامجاً عالمياً للتبادل بين الفنانين في مجال الأعمال الفنية المرئية بين سويسرا وأوروبا الشرقية. وكان مشروع “ارتيست”، بالنسبة إلى عدة فنانين، أول فرصة لهم للعمل وعرض إبداعاتهم الفنية في الخارج. والعديد من الأسماء المعروفة اليوم في المشهد الفني السويسري هم من خريجي مؤسسة “بينز 39” التي استفاد منها ما يقارب 400 فنان على مر السنين، من بينهم أوفو روندينون، وأولاف برونينغ، ونك هيس، وأورس فيشر، وزيلا لوتينينغر، وباميلا روسينكراتز.

يتم تكريم السير جون الحائز على وسام الامبراطورية البريطانية والسيدة سوريل (المملكة المتحدة) للاسهامات البارزة التي قدمتها مؤسسة سوريل. فمنذ العام 1999، عملا مع عشرات الآلاف من الشباب لإلهام إبداعهم عن طريق برامج تربط بين أطفال المدارس، وبين المعلّمين والطلبة في الجامعات والكليات، ومع المصممين المحترفين، والفنانين، والمهندسين. وتُكمّل هذه البرامج المناهج الدراسية، كما أنها تطوّر مواهب الشباب ومهاراتهم الحياتية، وثقتهم الشخصية. وتشمل: “جويند اب ديزاين فور سكولز”، وبرنامج “يونغ ديزاين”، و “ماي بليس”، وكذلك “ناشيونال آرت آند ديزاين ساترداي كلوب”. وأنشأت مؤسسة سوريل ذلك النادي في العام 2009، وفي السنة الأكاديمية 2015/2016، توسعت إلى 50 موقعاً عبر المملكة المتحدة، لتقدم منحاً دراسية لحوالي 1,200 شاب من 320 مدرسة محلية في جامعاتهم أو كلياتهم المحلية أيام السبت. ويشغل السير جون منصب رئيس مجلس إدارة جامعة الفنون في لندن، وهي الجامعة المتخصصة بالفنون والتصميم في أوروبا، وتضم نحو 19 ألف طالب من أكثر من 100 بلد.

كما أنه مؤسس ورئيس مجلس إدارة مهرجان لندن للتصميم، ويستعد لتدشين النسخة الافتتاحية من بينالي لندن للتصميم في العام 2016. أمام السيدة سوريل، فهي رئيسة جامعة “ويستمينستر”، وكذلك أستاذة زائرة في جامعة الفنون في لندن.

تتلقى السيدة ماريا ارينا بيل (الولايات المتحدة) الجائزة لأعمالها الخيرية ورعايتها للفنون في لوس أنجلوس. وهي كاتبة روايات ومؤلفة سيناريوهات للتلفزيون وكاتبة حرة تعمل في عدة مجالس للإدارة في مؤسسات غير ربحية بمجال الفنون، بما في ذلك “بي. إس. ارتس”، حيث تشغل منصب رئيس بمهام متنقلة. علاوة على ذلك، ساعدت في جمع التبرعات للعلم في مجال الفنون لـ 25,000 طفل من ذوي الدخل المنخفض، وممن يرتادون المدارس العامة في لوس أنجلوس. وتدير “بي. إس. ارتس” أيضاً برنامج التعليم المسرحي بعد الدوام، ودورات تدريبية للمدرسين، وفعاليات مجانية للمجتمع لمختلف الأجيال. وترأست ماريا بيل الجائزة الوطنية للفنون لمؤسسة “اميريكانز فور ذي ارتس” (مجموعة دعم غير ربحية في العاصمة واشنطن)، ومن خلال مؤسسة عائلة بيل، فإنها تدعم الجائزة الوطنية للفنون لمؤسسة “اميريكانز فور ذي ارتس”. وفي متحف الفن المعاصر في لوس أنجلوس (موكا)، عملت بيل كرئيس مشترك لمجلس الأمناء منذ العام 2009، وساعدت في جمع أكثر من 11مليون دولار أميركي لدعم متحف “موكا” وبرامجه. وفي خريف 2012، تم ترشيح بيل من قبل المحافظ أنطونيو فيلارايغوسا، لتؤدي فيما بعد اليمين الدستوري في 11 ديسمبر 2012 كمفوّض لجنة لوس أنجلوس للشؤون الثقافية.

نبذة عن مون بلان

اقتداءً بالروح الريادية منذ العام 1906، أحدثت “مون بلان” تحوّلاً جذرياً في ثقافة الكتابة مع ابتكارات مميزة لا مثيل لها. واليوم، تستمر الدار في تخطي الحدود، وتطوير مفهوم الحرفية الراقية عبر كل قطعة من فئات منتجاتها: أدوات الكتابة الفاخرة، والساعات، والمنتجات الجلدية، والأكسسوارات، والعطور، والنظارات الشمسية. ومع كل إبداع، تقدم “مون بلان” وظائف عملية جديدة وتصاميم مميزة للغاية، تتشبّع بتراث الدار العريق والراقي، والذي يعكس في جوهره أعلى المعايير عبر مهارات وبراعة الحرفيين لديها في كل منشأة من مصانعها. وتجسيداً لمهمتها المتواصلة لإلهام العالم بمنتجات راقية ترافقهم مدى الحياة، أصبح شعار “مون بلان” الذي أبصر النور من أكثر الأفكار ريادةً، بمثابة ختم موثوق للأداء والابتكار والجودة، والأسلوب المعبّر. ومع جذورها المتأصلة في ثقافة الكتابة اليدوية، أرست “مون بلان” معياراً دولياً للالتزام الثقافي، مع إطلاق مجموعة واسعة من المبادرات التي تهدف إلى الترويج للفنون والثقافة في كافة أنماطها، وفي الوقت نفسه تكريم الرعاة المعاصرين الذين يدعمون بلا كلل تطوّر الفنون وازدهارها.

Exit mobile version