دائمًا ما تكون بطولة كأس العالم من الفيفا مناسبة خاصة حيث لا تتكرر سوى مرة واحدة كل أربع سنوات!
هذا العام، يُصادف انعقاد المونديال في قطر، إذ اضطر مشجعو كرة القدم الانتظار لفترة أطول مع قرار الاستضافة، فقد تم تأجيل موعد البدء المعتاد من شهر يونيو إلى نوفمبر.
بعد هذه الانتظار الطويل بين البطولات، سيكون الضغط على المنتخبات لتقديم أفضل أداء على المسرح الكبير وإسعاد جماهير بلادهم.
لماذا تُقام بطولات كأس العالم مرة كل أربع سنوات؟
في حين أن الانتظار لهذه المدة الطويلة يُعتبر محبطًا لعشاق كرة القدم المتحمسين، إلا أن هناك أسبابًا عديدة خلف ذلك.
بصرف النظر عن انقطاع دام لـ 12 عامًا من عام 1938 إلى عام 1950 بسبب الحرب العالمية الثانية، تُقام البطولة كل أربع سنوات منذ عام 1930، وإليك الأسباب:
1* الخدمات اللوجستية
المونديال هو أحد أكبر المناسبات الرياضية التي تنظمها الفيفا على هذا الكوكب، ويتطلب ذلك تحضيرات ضخمة كبناء ملاعب جديدة وتحسين البنية التحتية وتجهيز المرافق العامة لاستقبال عدد ضخم من السياح من مختلف أنحاء العالم. لا تتم كل هذه التحضيرات بين عشيةِ وضحاها، إنما تحتاج لوقت طويل أقل ما يكون هو أربع سنوات.
كما تضمن الاستراحة لمدة أربع سنوات بين البطولات ازدحامًا أقل في المباريات مع بطولات الكأس الدولية الأخرى، كبطولة كوبا أمريكا والبطولات الأوروبية، والتي تُقام في غير فصل الصيف في نهايات كأس العالم.
كما تضع هذه البطولة ضغطًا إضافيًا على اللاعبين الذين يتعين عليهم التوفيق بين عدد إضافي من المباريات، بالإضافة إلى التزاماتهم مع الأندية، لذلك من خلال عقدها مرة كل أربع سنوات، لا يتعرض اللاعبون إلى ضغوطٍ كبيرة.
2* تأهل المنتخبات
مع وجود 32 دولة قادرة على اللعب في نهائيات البطولة اعتبارًا من هذا العام، فإن عملية التأهل تستغرق وقتًا طويلاً لتسويته مع فشل أكثر من 150 منتخبًا في النهاية.
يتم لعب التصفيات من خلال منافذ الفيفا الدولية، لذا فإن الاستراحة التي تبلغ مدتها 4 سنوات بين البطولات تضمن وجود وقت كافٍ لمثل هذه المباريات.
إذا أقيمت البطولة مرة كل عامين، فإن نظام التأهيل الحالي يتطلب تعديلات كبيرة ستؤدي على الأرجح إلى عدم التوازن بالدول المتأهلة.
3* الألعاب الأولمبية
تمامًا ككأس العالم، تُقام دورة الألعاب الأولمبية مرة كل أربع سنوات، ويتمتع الحدثات بتاريخ فريد ومشترك.
تم لعب كرة القدم لأول مرة في الألعاب الأولمبية في عام 1900 وألهمت شعبيتها خلال العشرينات من القرن الماضي الفيفا لإنشاء بطولة خاصة بهم على شكل المونديال؟
مع تخصيص الرياضة للهواة في الألعاب الأولمبية في ذلك الوقت، شعر اتحاد الفيفا أن الوقت قد حان لتقديم مسابقة عالمية للمحترفين.
لتجنب التصادم مع الألعاب الأولمبية، تم استضافة كأس العالم لأول مرة في منتصف لعبتين في عام 1930 – وهي ممارسة استمرت حتى يومنا هذا.
اختار الفيفا أيضًا سحب كرة القدم مؤقتًا من الألعاب الأولمبية في عام 1932 كوسيلة لزيادة تسليط الضوء على مقدمة بطولة المونديال.
هل يُمكن أن تُقام نهائيات المونديال كل عامين؟
طرحت الفيفا في وقتٍ سابق مقترحًا لإقامة البطولة مرة كل عامين. حيث أيّد رئيس الفيفا الحالي، جياني إنفانتينو الاقتراح الذي يعتقد أنه سيحقق 4.4 مليار دولار من العائدات الإضافية.
في حين أن مجموعة الاتحادات الأعضاء دعمت لااقتراح، إلا أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد عارض الخطة وبشدة، وفي مارس 2022 اقترح رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ألكسندر تشيفرين على الفيفا أن توقف المقترح، وهذا ما حصل.
من المقرر أن تُقام البطولة المقبلة في عام 2026 مع استضافة كل من كندا والولايات المتحدة والمكسيك للحدث الكروي العالمي.
اقرأ أيضًا:
الصور الأكثر شهرة في تاريخ كأس العالم
أفضل 13 هدف في تاريخ المونديال
