أسماء مثيرة لأغرب الأمراض في تاريخ البشرية

اجتاحت الأمراض الغريبة عالمنا منذ مطلع البشريّة، ورغم أنها سرعان ما اختفت، إلا أنها خلّفت وراءها العديد من التساؤلات. هنا سنعرض عليكم مجموعة من أبرز هذه الأمراض، وهي التي لا نود رؤيتها مرة أخرى.

 

أسماء مثيرة لأغرب الأمراض في تاريخ البشرية

 

انفجار الأسنان

بدأت المجلات الطبيّة في بداية القرن التاسع عشر بتسليط الضوء على حالات مرضيّة غريبة كانت قد بدأت في الظهور والانتشار. وخلال تلك الفترة، اشتكى العديد من الأشخاص من حالة عُرفت آنذاك “بانفجار الأسنان”، حيث سُجّلت الحالة الأولى في سنة 1817، وذلك عندما واجه أحد الأشخاص ألم حاد في فمه، وتوجه إلى طبيب الأسنان “أتكينسون” لطلب المساعدة في هذا الخصوص.

لكن هذا الشخص الذي لجأ إلى جميع المحاولات لتخفيف آلامه، بما في ذلك ممارسة رياضة العدو، ووضع رأسه في ماء بارد، إلا أن جميعها باءت بالفشل. لكن فجأة اختفى الألم بعدما أحسَّ بفرقعة عنيفة وحادة شبيهة بطلقة مسدس في فمه. في الحقيقة، فقد انفجرت إحدى الأسنان لديه، وهذا ما جعل الرجل يشعر براحة فورية، وقد اختفى الألم تماماً.

أشار العلماء، إلى أن هذا قد يكون مرتبطاً بحشوة الأسنان الغير مُتقنة والتي تُحدث ردة فعل كيميائية كهربائية. ويكمن تفسير هذه الانفجارات في تواجد عنصر الهيدروجين في تجويفات الأسنان، الذي يتسبب في ردة الفعل “المتفجّرة” حين تُضاف إليه شحنة كهربائية. لكن رغم هذا كُله لم توجد أي أدلة على الاستخدام الفعلي لحشوة الأسنان في تلك الفترة، وبالتالي تبقى هذه الحال المرضية لغزاً كبيراً إلى حد هذا الوقت.

 

الاخضرار

خلال القرن الثامن عشر، ظهر مرض مُحيّر، أُطلق عليه اسم “الاخضرار” أو “كلوروس” باللغة اليونانيّة (إشارة إلى اللون الأصفر المائل إلى الخُضرة)، وكان يُصيب نساء المجتمع الراقي، وهو ما يجعلهن غير قادرات على الوقوف أو البقاء مستيقظات لمدة طويلة، ومن أعراضه، آلام في المفاصل، وخفقان سريع للقلب، بالإضافة إلى غياب أو انقطاع الطمث، كما قد يصل الأمر إلى تحول لون الجلد للأخضر.

والجدير بالذكر أن الأطباء، ولسنوات عديدة، قدّروا أن هذا المرض هو مجرّد اضطراب فسيولوجي، في إشارة إلى ارتباطه بالخاصيّات الجنسية للأنثى وحساسيتها المرهفة. وخلافاً لذلك، اتضح لاحقاً أن السبب الأساسي لهذا المرض يكمن في أحد أنواع مرض فقر الدم، الناجم عن الأنظمة الغذائية المتّبعة آنذاك.

 

مرض الفندق الوطني في العاصمة واشنطن

سنة 1850، ظهر مرض مرتبط بنزلاء الفندق الوطني بواشنطن، وهو الذي أُطلق عليه نفس اسم الفندق، وتميّز بعدة أعراض على غرار تورم اللسان، والتهاب الأمعاء، بالإضافة إلى الإسهال. ونتيجة لذلك، وقع العديد من السياسيين الذين أقاموا في الفندق ضحية هذا الأمر، الذي أودى بحياة حوالي 40 منهم.

جدير بالذكر، أن الرئيس الخامس عشر للولايات المتحدة، جيمس بيوكانان، كان من بين الضحايا. وفي إطار الكشف عن أسباب هذا الوباء، تصوَّر البعض أن للهواء الملوث أو وجود الفئران التي يتم تسميمها علاقة بالأمر. كما واشتبه آخرون بالعبيد الذين كانوا يعملون في مطبخ الفندق.

 

مرض وهم الزجاج

في أواخر العصور الوسطة في أوروبا، ظهر وهم الزجاج، الذي يُعد بأنه اضطراب نفسي، وقد كان المصابين به على قناعة تامة بأنهم مصنوعون من زجاج، حيث كانوا يظنون بأن أدنى حركة قد يأتوا بها ربما تتسبب في تحطيمهم إلى أجزاء.

وقد كان ملك فرنسا، شارل السادس، من بين أول ضحايا هذا المرض، وذلك خلال سنة 1400، حيث اعتقد أنه مصنوع من الزجاج، ما دفعه إلى ارتداء أطواق من الفولاذ حول جذعه لحمايته في حال تعرّضه لأي سقوط مؤذي.

ليس هذا فحسب، بل فقد شارل السادس صوابه تماماً، حيث كان يمنع أي أحد أن يلمسه، كما كان يختبئ في الزوايا خوفاً من التحطم. علاوة على ذلك، أمضى الملك الخمس عشرة سنة الأخيرة من حكمه فاقداً لذاكرته، حيث كان يتجول في أروقة قصره مُطلقاً أصواتاً شبيهة بصرخة الذئب.

كما أن هذا المرض انتشر بسرعة بين أوساط الشعب، بعد تردّد أنباء إصابة الملك به، مما فتح باب التساؤلات حول ما إذا كان للأمر عُلاقة “بتأثير الحرباء”، أي تأثر الشعب بمرض ملكهم. لكن يبقى السبب الكامن وراء هذا الاضطراب النفسي غامضاً.

 

المصدر

Exit mobile version