طب و صحة

لماذا لا يمكنك العطس وأنت نائم؟

من ناحية علمية بحتة، يجب أن نكون أكثر عرضةً للعطس أثناء نومنا، حيث تنتفخ الأغشية المخاطية عند الاستلقاء ما يجعلها أكثر حساسية. لكن ما يحدث هو العكس تمامًا، فنحن لا نعطس عندما ننام، والفضل بذلك يعود إلى الدماغ وتموضع الجسم. ولفهم ما يمنعنا من العطس أثناء النوم، تابع القراءة..

عطس

 

لماذا لا يمكننا العطس بينما نحن نيام؟

كما قُلنا سابقًا، الاستلقاء يجعل الأغشية المخاطية أكثر حساسية، لكن عادةً لا يكون هناك قدر كبير من تدفق الهواء أو الحركة لإثارة الجزيئات المهيّجة، لذلك فهذه الأغشية ليست عرضة للمنبهات.

بينما نحن مستيقظين، يُمكن للجزيئات المسببة للحساسية والتهيّج أن تُحفّز الخلايا العصبية في الأنف. حيث تُرسل هذه الخلايا إشارات إلى الدماغ من أجل تحفيز عملية العطس للتخلص من مسببات التهيّج في مجرى الأنف.

عطس

لكن وأثناء مرحلة النوم سريع حركة العيمن “REM”، يتم إغلاق بعض الناقلات العصبية، وتُعرف هذه المرحلة باسم REM-atonia. هلا يعني أن الخلايا العصبية الحركية لا يتم تحفيزها، وبالتالي لا ترسل هذه الإشارات إلى المخ.

في بعض الحالات، قد تُؤثر مهيّجات خارجية بقدرٍ كافٍ لتنشيط الخلايا العصبية في الأنف وتُصبح بحاجة للعطس، عند هذه النقطة سيقوم الدماغ بإرسال إشارات تُسبب استيقاظك من النوم لتعطس. أي أنك لن تعطس وأن نائم مطلقًا!

 

ما هي مرحلة REM-atonia خلال النوم؟

عادةً ما يخضع النوم عند البشر إلى نظام داخلي يُعرف باسم الساعة البيولوجية اليومية. هذه الساعة اليومية تعتمد على ضوء الشمس الطبيعي. يتم إفراز هرمون يُحفّز نوم، وهو هرمون الميلاتونين في الليل بمجرد غروب الشمس، ثم ومع شروق الشمس، يتلاشى الميلاتونين تدريجيًا ويشعر النائم باليقظة.

بحسب إيقاع الساعة البيولوجية، فإن دورة النوم تتألف عند البشر من خمس مراحل: أربع مراحل للنوم غير الريمي Non-REM sleep ومرحلة واحدة للنوم الريمي REM sleep.

  • في المرحلة الأولى، يُمكن تعطيل النوم بسهولة. حيث تتحرك العينان ببطء وينخفض نشاط العضلات، وقد يُعاني بعض النائمين من تقلصات مفاجئة في العضلات خلال هذه المرحلة.
  • في المرحلة الثانية، تتوقف حركة العين تمامًا وتُصبح موجات الدماغ أبطأ. تنخفض درجة حرارة الجسم ويتباطأ معدل ضربات القلب مع استعداد الجسم للنوم العميق.
  • مع دخول الجسم المرحلة الثالثة، تتخلل موجات دلتا؛ “وهي موجات دماغية بطيئة الحركة” موجات الدماغ السريعة، يؤدي ذلك إلى بداية النوم العميق. وتمثل هذه المرحلة الانتقال من مرحلة Non-REM sleep إلى REM sleep. خلال هذه المرحلة، تحدث أعراض المشي أثناء النوم عند البعض.
  • في المرحلة الرابعة، تستولي موجات دلتا بالكامل على الجسم؛ وهي المرحلة التي تُعرف باسم النوم بطيء الموجة. الاستيقاظ بشكل مفاجئ خلال هذه المرحلة قد يؤدي إلى ارتباك شديد.
  • أما المرحلة الخامسة، تُعرف باسم مرحلة نوم العين السريعة REM sleep، حيث تبدأ موجات الدماغ في المحاكاة والاستجابة لأنشطة الاستيقاظ. تبقى الأجفان مغلقة لكن العينين تتقلبان بسرعة من جانب إلى جانب. ويحدث الجزء الأكبر من الأحلام في المرحلة الخامسة.

تدوم المرحلة الأولى من مراحل النوم حوالي 90 دقيقة، بينما الدورات المتلاحقة من 100-120 دقيقة. نتيجة لذلك، قد يستغرق البشر أربع إلى سبع دورات نوم في الليلة.

عطس

تقع مرحلة REM Atonia في المرحلة الخامسة، حيث يتم تعطيل كافة النواقل العصبية. نتيجةً لذلك، لا يتم تحفيز الخلايا العصبية الحركية التي تؤدي إلى العطس، بغض النظر عن تجويف لأنف النائم إن كان معرضًا للمهيّجات أم لا.

وإن كانت مرحلة REM Atonia تمنعنا من العطس وهي آخر مرحلة من مراحل النوم، فلماذا لا نعطس في المراحل الأربع الأولى من دورة النوم؟

في المراحل التي لا تتضمّن حركة العين السريعة REM، ينشط جزءان في الدماغ -المهاد والقشرة الدماغية- من أجل قمع التفاعلات الحسية كالعطس. مع ذلك، يُمكن لأي محفّزات قوية للغاية أن تؤدي إلى ردود العطس. عندما يحدث ذلك، سوف يستيقظ النائم ليعطس.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

لماذا تزداد حدة السعال عند النوم؟

هل يُمكننا النوم بعيون مفتوحة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى