ثقافة و أدب

ما هي الحاسة السادسة ؟

كثيرًا ما نسمع مُصطلح “الحاسة السادسة” في إشارةٍ إلى أشياء خارقة للعادة، أو أن من يتمتّع بها بإمكانه إدراك أمور غير ملموسة لا يُمكن للأشخاص العاديين إدراكها!

الحاسة السادسة

 

ما هي الحاسة السادسة؟

الحاسة السادسة هو تصوُّر خارج الحواس يُعرف علميًا باختصار (ESP) يتجاوز حواسنا الخمسة المعترف بها – السمع والذوق والبصر والشم واللمس. وعادةً ما يشير الاستخدام العامي لمصطلح “الحاسة السادسة” إلى قدرتنا على إدراك شيء لا يبدو أنه موجود أو ملموس، مثل أن يُراودك شعورٌ ما بأن االشخص الذي يجلس إلى جانبك في محطة القطار قد ارتكب جريمة لتوّه! أو شعورك بأنك لابدّ أن تكون نسيتَ شيئًا في المنزل بعد خروجك منه.

الحاسة السادسة

يعتقد علماء النفس أن كل شخص يملك حواس خفية موازية للحواس العادية الملوسة. على سبيل المثال، يُمكنك أن تقطف زهرة وتشم رائحتها عبر حاسة الشم، بينما يُمكنك أن تشم رائحة زهرة غير موجودة اعتمادًا على الحاسة الخفية لديك الموازية لحالة الشم. وحيث أن هذه القدرة على إدراك الحواس الخفية لا يستشعرها الجميع، لكنها موجود عند كل الناس، وبحاجة لتفعيل قبل أن يتمكّنوا من استخدامها.

أما الحاسة السادسة من وجهة نظر علماء النفس، فيعتقدون أنها تكون على عدة أشكال، أكثرها شهرة هي قدرة الشخص على توقّع الحدث القادم بناءًا على ربط أحداث منطقية في التوقيت الحاضر. هذا التنبّؤ مبني على الواقع وبعيد عن ما يُعرف بالوساطة الروحية أو الاطلاع على الغيبيّات. ولكن وعلى الرغم من ذلك، هذا التنبؤ لا يُعتبر صادق أو مضمون مائة بالمائة.

 

الحاسة السادسة في الإسلام..

في ديننا الإسلامي، ليس هناك ما يُعرف بالحاسة السادسة، فالحواس التي يملكها الإنسان هي خمس حواس. أما ما يتعلّق بحواس أخرى، فالإنسان لم يُخلق بقدرة التنبؤ بالمستقبل لأن ذلك في علم الغيب. ويُمكن أن تُربط الحاسّة السادسة كمصطلح دارج بين الناس بالفراسة، وهو علمٌ قديم ورد على لسان النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – في قوله: (واتّقوا فراسة المؤمن، فإن أصابت فإنها لا تُخطئ). والفراسة هي القدرة على التنبؤ بالأحداث بحسب ارتباطها بالواقع والمنطق، وليس فيها تعدٍ على علم الغيب.

 

هل هناك حاسة سابعة وثامنة وتاسعة…إلخ ؟

يملك الإنسان حواس خفية أكثر ممّا يعتقد، ومن الأصح أن لا نُطلق عليها حواس بقدر ما يُطلَق عليها فراسة أو نباهة أو استشعار لأحداث ليست بالضرورة واضحة أو ملموسة. وعندما ننظر للأمور من هذا الجانب، يتبيّن أن هناك حواس إضافية، عرّف بعضها الخبراء بناءًا على شيوعها بين الناس. منها على سبيل المثال لا الحصر:

  • nociception – القدرة على الشعور بالألم
  • thermoception – القدرة على الشعور بالتغيرات في درجة الحرارة
  • proprioception – القدرة على الإحساس بالمفاصل وأجزاء جسمك فيما يتعلق بأجزاء أخرى من الجسم.
  • equilibrioception – الشعور بالتوازن

 

هل هذا يعني أننا نمتلك جميعنا الحاسة السادسة؟

إن فسّرنا المقصود بالحاسة السادسة بأنها القدرة على الانتباه وإدراك أمور غير واضحة، فنعم جميعنا نملك هذه الحاسة وإن كانت غير مفعّلة لدى البعض. لكن ما يُفسّره بعض المنجّمون والمشعوذون بأن الحاسّة السادسة هي القدرة على إدراك أمور خارقة للعادة وتفسير أحداث ما وراء الطبيعة، فإن ذلك لا يتناسب مع ما نؤمن به في عقيدتنا الإسلامية. الجميع يمتلك الحدس الذي يُشعرنا بأشياء غير مرئية في بعض الأوقات ويُخبرنا بالحذر من بعض الناس أو بعض المواقف.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

ما هو مرض البارانويا أو جنون العظمة؟

ما هو رهاب المرايا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى