خلال حفل جوائز الجولدن جلوب الذي أُقيم في مطلع 2020، حاز فيلم الحرب “1917” على جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج. الفيلم الذي أثار ردود فعل إيجابية كبيرة وإشادة بالغة من النقّاد، حقّق مؤخرًا في شباك التذاكر إيرادات وصلت إلى 60 مليون دولار. فما الجديد في فيلم تدور أحداثه حول الحرب العالمية الأولى، وهو ما يظن البعض أنها قصة مستهلَكة وكثُر تركيز الضوء عليها في السينما الأمريكية؟
1917، ساعاتان من الإثارة وحبس الأنفاس!
كما ذكرنا من قبل، فإن أحداث الفيلم تدور في الحرب العالمية الأولى. هذه الحرب التي تُعتبر إلى جانب الحرب العالمية الثانية، من أبرز نكبات القرن العشرين، بخسائر بشرية فادحة بلغت أكثر من 100 مليون إنسان، وتغيير كبير في خريطة العالم الحديث من حيث انتهاء حكومات وولادة أخرى.
مُخرج الفيلم، البريطاني سام ميندز، اقتبس أحداث أسطورته السينمائية 1917 من الحرب العالمية الأولى، وركّز على أن تكون الأحداث طوال ساعتيْن تشرحان ما يحدث في يوم واحد من حياة جنود في ساحة المعركة! وعلى الرغم من ذلك، لن تشعر بتمديد في العامل الزمني على الإطلاق، بل ستظل ملتصقًا بكرسيّك متلهفّا لما سيحصل بعد كل مشهد!
تريلر الفيلم “العرض الترويجي”
بحسب ما يُخبرنا به الإعلان الترويجي للفيلم، فإن الأحداث تتركّز حول حياة جنديّيْن، يُكلّفان بمهمة خطيرة للغاية، وهي التسلل لأرض العدو من أجل إبلاغ كتيبة من 1600 جندي بضرورة التوقف قبل الوقوع في مصيدة أعدّها الجيش الألماني لهم. خلال هذه المهمة، تقع أحداث شيّقة في نفس الإطار الضيّق، وتستشعر واقعيّة الأحداث التي تُعرض أمامك!
ما الذي جعل فيلم 1917 يختلف عن أفلام الحروب الأخرى؟
هل تظن أن الزخم الإعلامي الذي حصل عليه فيلم 1917 أكبر من حجمه أو مبالغ فيه؟ البعض ظنّ ذلك مسبقًا قبل أن يُشاهدوا الفيلم بأنفسهم ويكتشفوا عبقرية المُخرج الفذّة في إنتاج الفيلم ليبدو كأن الساعتيْن تم تصويرهما في لقطة واحدة دون انقطاعٍ بالأحداث. فقد تم تصميم المشاهد بحث تبدو جميع القطعات فيها غير مرئية، وكأن المخرج ينتقل من مشهد إلى مشهد دون انقطاع!
إضافةً إلى كل ما سبق، فإن التركيز على أحداث أرض المعركة ومعاناة أبطال الفيلم في الوصول إلى الكتيبة المحاصرة قبل أن تقع في فخ العدو، مع إلقاء القليل من الضوء على موقف القيادة العسكرية، أعطى الفيلم صفة إنسانية وجعل المشاهدين على أعصابهم طوال فترة عرضه منشغلين بمصير الأبطال وهل ستنجح مهمّتهم في إنقاذ الكتيبة من الموت.
أرقام وإحصاءات..
يُعتبر عامل النجاح الأول بالنسبة لأي فيلم هو ما حقّقه من عادات مقارنةً بما كلّف من ميزانية. لكن يبدو أن هذه القاعدة لن تنطبق حرفيًا على فيلم 1917 نظرًا إلى اعتماده القليل على المؤثرات البصرية. فقد بلغت ميزانية الفيلم 100 مليون دولار ذهب معظمها إلى تصميم مكان التصوير، من الخنادق وساحات الحروب والدروع وخلق بيئة تُشبه إلى حد التطابق، أرض المعركة الحقيقية في الحرب العالمية الأولى. ويكفي أن تعرف أن مساحة الخنادق التي تم حفرها للتصوير بلغت 1600 متر.
بالنسبة للإضاءة، فلم يُوظّف المخرج كشّافات ضخمة أو عوامل خارجية، بل اعتمد على الإضاءة الطبيعية في النهار، وإضاءة خافتة في التصوير الليلي، وذلك لتعزيز فكرة الحرب ورائحة الموت في انطباع المشاهِد، وهو ما نجح به بالفعل!
إلى جانب جائزتي الجولدن جلوب، حاز فيلم 1917 على عشرة ترشيحات لجوائز الأوسكار، بما فيها ترشيحه لجائزة فئة أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل سيناريو، وأفضل تصوير سينمائي بالتأكيد.
مقطع فيديو يُوضّح تصوير بعض لقطات الفيلم من خلف الكواليس
اقرأ أيضًا: