يعلم العلماء الذين يدرسون المركبات العضوية المتطايرة منذ زمن بأن لكل إنسان رائحة مميزة تمامًا مثل بصمة الإصبع، بعض العلماء يطلقون عليها “Odorprint” أي بصمة الرائحة. لرائحتك المميزة قدرة على قول أشياء عديدة عنك كما سنرى لاحقًا!
أشياء تقولها رائحة جسمك عنك
قد تجعلك جاذبًا للبعوض
فرائحتك الخاصة والمميزة عن غيرك قد تجعلك محط جذب للبعوض. ووفقًا لدراسة حديثة أُجريت على توائم متطابقة وأخرى أخوية، وجد العلماء أن هناك جين يعمل على تشكيل رائحة محددة للجسم، وهو الذي قد يكون مسئولًا عن جذب البعوض. وأظهرت النتائج أن التوائم المتطابقة تعرضت للسعات البعوض بشكل متساوٍ تمامًا، في حين أن التوائم الأخوية التي تتشارك في جينات أقل من التوائم المتطابقة، فضّل البعوض لدغ توأم عن الآخر.
في حين أن البعوض لا يتردد في لدغ أي شخص، هناك 20% من الأشخاص جذابون بشكل خاص للبعوض أكثر من غيرهم. ويأمل العلماء في معرفة أي الجينات التي تساعد على تشكيل رائحة خاصة للجسم تجذب البعوض، وهو ما قد يساعد في تطوير مواد طاردة له.
قد تشير لمعاناتك من التوتر
نحن لا نتحدث عن بقع العرق على الملابس بعد يوم متعب وحافل، إنما وجدت دراسات بأن التوتر يجعلك تتعرق، بمعنى حدوث تغيّر كبير في رائحة الجسم. فحين تعاني من درجة عالية من التوتر طيلة الوقت، فتتغير رائحة جسمك بطريقة قد لا يلاحظها أحد من أصدقائك، إنما تستطيع الكلاب كشفها وتحديدها.
للحيوانات قدرة على شم رائحة الخوف، حيث لديها أنوف حساسة للغاية كالكلاب، التي لديها القدرة على شم رائحة التوتر الذي يسببه الخوف الناجم عن مشكلة ما في العمل أو مع الأصدقاء أو العمل. لا يعمل التوتر على تغيير الرائحة الأصلية لك، إنما تُضاف رائحته إلى رائحتك الخاصة. الحيوانات التي تستطيع شم رائحة الخوف الخاصة بك، يمكنها أيضًا شم الرائحة الأصلية.
قد تساعدك في تشكيل الأصدقاء أو خسارتهم
إن كانت لديك عادة في الذهاب إلى عملك برائحة كريهة، فعلى الأرجح أنك ستخسر أصدقاءك، لكن حتى وإن كانت رائحتك عطرة دائمًا، فرائحة جسمك قد تكسبك أصدقاء جدد أو قد تبعد عنك البعض. فعندما أجرى باحثون في بولندا تجربة القمصان، وجدوا أن الناس من الممكن أن تحدد سمات الشخصية بناء فقط على الرائحة!
طلب الباحثون من 30 رجلًا و30 امرأة أن يرتدوا ذات القميص لثلاث ليالٍ متواصلة، ثم طلبوا من 100 رجل و100 امرأة آخرين أن يشموا القميص، ومن ثم يصفوا سمات الشخصية التي كانت ترتديه. استطاع المتطوعون بدقة أن يخمنّوا إن كان القميص يعود لشخص منفتح، أو مهيمن، أو عصبي. لذلك إن كنت شخصًا مهيمنًا، فربما أصدقاؤك ومحبوك المحتملون استطاعوا شم هذا الأمر حتى قبل أن تبدأ بالحديث!
رائحتك تخبرك عن صحتك
مما لا شك فيه أن الإنسان يفرز روائح قد تشير إلى أمراض معينة، لكن العلماء لا يزالون غير متأكدين حول كيفية تأثير المرض على الرائحة. ولمساعدتهم على إدراك الأمر بشكل أوسع، لجأ العلماء مرة أخرى إلى الكلاب، ففي دراسة نُشرت في “European Urology” تم تدريب كلاب لتمييز رائحة سرطان البروستاتا، والتي استطاعت تحديد 30 إصابة بهذا النوع من السرطان من أصل 33 حالة من خلال رائحة البول.
كذلك يمكن التعرف على الإصابة بمرض من خلال الأنف. حين حقن العلماء المشاركين في دراسة بمركب يكثف من المناعة بشكل مماثل لو كانوا مرضى، كان المتطوعون الذين قاموا بشم قمصان المشاركين “المرضى” قادرين على معرفة أنهم على الأرجح مرضى، أكثر من أولئك الذين تم حقنهم بالبلاسيبو (دواء الوهم).
لكن حتى الآن، معرفة أن أمراض مثل السرطان أو السكري قد تغير من رائحة الشخص لم تساعد الأطباء في تشخيص الأمراض بعد، والذي هو الهدف المقبل للأطباء، وهو ما قد يساعدهم في سرعة التشخيص.
قد تساعدك في إيجاد نصفك الآخر
يعتقد الباحثون بناء على دراسات شملت الإنسان والحيوان، أنك أكثر انجذابًا لشركاء رومانسيين برائحة تختلف عنك. فوجدت أن النساء كنّ أكثر انجذابًا للرجال الذين لديهم رائحة جسم مختلفة كيميائيًا عنهن. والخلاصة أن الرائحة قد تلعب دورًا في إيجاد شريك الحياة لمعظم الحيوانات، والتي قد تكون واحدة من الخصائص التي تساهم في اختيار الشريك لدى البشر. لكن بما أن أنف الإنسان أقل حساسية للرائحة من الكائنات الأخرى، فعمومًا لا يستطيع البشر الاختيار بناء على الرائحة.
اقرأ أيضًا:
الفيرومونات..عطر يفرزه جسمك دون أن تشعر والمزيد من الحقائق عنه
