حين نشعر بالجوع نبحث عن طعام يخلصنا من هذا الشعور، وغالبًا ما يبحث كثير منا عن الأطعمة الغنية بالمغذيات. تمامًا كمشاعر الجوع للطعام، فنحن نمر بما يمكن أن نطلق عليه الجوع العاطفي. ولكل إنسان حاجة عاطفية مختلفة، ومن هنا تتطور اهتمامات ومواهب مختلفة، وهو ما يفسر حب البعض لهذا النوع من الأخبار، والذي ينبع من حاجات عاطفية تختلف من شخص لآخر.
لماذا يحب بعض الناس متابعة أخبار المشاهير؟
لاحظ باحثون صينيون التأثيرات الفيزيائية لفضائح المشاهير على أدمغتنا، وفي دراسة نُشرت في دورية “Social Neuroscience” وأجريت على 17 طالبًا طُلب منهم أن يسمعوا أخبارًا عن أنفسهم، وعن أصدقائهم، وأخرى عن مشاهير يعرفونهم لكنهم غير مهتمين بهم. تراوحت أخبار القيل والقال بين ما هو إيجابي مثل المشاركة في البحث عن أطفال مفقودين، إلى ما هو سلبي كضبط قيادة السيارة تحت تأثير الكحول، تمت كل هذه الاختبارات بينما المتطوعون خاضعون لمسوحات دماغية. اعترف الطلاب أنهم فضّلوا سماع الأخبار الجيدة عن أنفسهم، بينما سماع السلبي منها عن أصدقائهم والمشاهير.
أظهرت النواة الذنبية وهي منطقة في الدماغ مرتبطة بالمتعة والمكافأة نشاطًا حين سمع المشاركون أخبارًا سلبية عن زملائهم. وما هو أكثر من ذلك، أظهرت المسوحات الدماغية نشاطًا في مناطق مرتبطة بضبط النفس عند سماع القيل والقال حول المشاهير. تفترض الدراسة أن الطلاب كانوا يحاولون إخفاء شعورهم بالمتعة لدى سماعهم سقوط نجم ما.
المزيد من الأخبار السيئة من فضلك!
قد تكون أخبار المشاهير السيئة هي المفضلة لدينا، لكن البشر بشكل عام تواقون لأي نوع من الأخبار السيئة. وبحسب استطلاع للآراء أجراه مركز بيو للأبحاث وجد أن تفضيلات الأخبار للأمريكيين على مدى العشرين عامًا الأخيرة كانت حول مواضيع الإرهاب والحرب. كما أن الأخبار حول الجرائم أو الأحوال الجوية السيئة كانت لها شعبية بشكل ملاحظ.
في دراسة أخرى عام 2003، حول تأثير بعض الكلمات، أظهرت استجابة أسرع من الناس للكلمات السلبية، مثل: ورم خبيث، أو تفجير، أو حرب أكثر من الكلمات الإيجابية مثل: ابتسامة، أو مرح.
الرضا والسعادة
تعمل أخبار المشاهير على إشباع الغريزة الفطرية للإنسان، حيث تجلب الشعور بالمتعة الحقيقية. لبعض الناس، معرفة أسرار حياة المشاهير، وما يحدث خلف الكواليس هو بمثابة هروب من الروتين اليومي الذي يعيشونه.
في بعض الأحيان قد تكون أخبار المشاهير ذات فائدة لنفسياتنا. الأشخاص الذين يفتقرون للمهارات الاجتماعية يلجأون لأخبار المشاهير كطريقة لبناء علاقة مع بعض الأشخاص الذين لديهم اهتمامات مشابهة. وإن لم يتواصلوا مع أشخاص، فهذا يجعل على الأقل لديهم علاقة اجتماعية لم تكن موجودة من قبل.