خميس بن رمثان…قصاص الأثر الذي حفظ جغرافية السعودية عن ظهر قلب!
مرشد ماهر، وجغرافي مميز، وموظف لفترة طويلة لدى شركة أرامكو، يُشار إليه إلى أنه أول من ساهم في اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية. إنه خميس بن رمثان.. ولد خميس في بداية القران العشرين، وتنحدر أصوله من قبيلة العجمان. وقد حصد شهرته لقدرته على تقدير المسافة بشكل دقيق، وقد تم تعيينه فيما بعد كمرشد من قِبل الحكومة. وقد قاد قوافل الإمدادات من الجبيل إلى الظهران، ومن الظهران إلى بقيق.
أما الحدث الأهم فكان عام 1938 حين أرشد فريقًا استكشافيًا أمريكيًا إلى المنطقة الشرقية، فقد قاد المجموعة التي أصبحت أكبر شركة نفط في العالم انطلاقًا من المنطقة الشرقية حيث تم العثور على النفط هناك. استمرت المحاولات في حفر 9 آبار متتالية، حتى تحقق الحلم في 4 مارس 1938م، حيث أنتج بئر الدمام رقم 7 كميات كبيرة من البترول، بعد أن وصل عمق الحفر إلى1441 مترًا في طبقة أطلق عليها اسم (الطبقة الجيولوجية العربية)، وكانت تلك نقطة التحول في تاريخ المملكة العربية السعودية.
أما في عام 1942 كان رمثان أول دليلة يعمل لصالح فرق الاستكشاف في شركة أرامكو، حيث عمل كقصاص أثر، فساعد الجيولوجي الأمريكي ماكس ستاينكي الذي جاء إلى الجزيرة العربية وقال إنه يوجد نفط لكنه يحتاج إلى من يدله على تلك المواقع للقيام بعمليات التنقيب.
كان بن رمثان يعرف الأماكن والمواقع ويحفظها عن ظهر قلب، وكان يهتدي بالنجوم لمعرفته بالطرق، وكان يقطع الربع الخالي ذهابا وإيابا دون أن يضيع. فقد ساعد في اكتشاف أول بئر للبترول في المملكة بالدمام، الذي عرف ببئر رقم 7.
ويعد أشهر دليلة في التاريخ العربي الحديث، ولم يكن مجرد قصاص أثر لفريق الاستكشاف، لكنه كان نافذة له على حياة البدو، وتقاليدهم الغنية.
بن رمثان كان حافظًا لجميع المواقع والأماكن، وفي مناسبات كثيرة قيل أن معرفته بالبلاد كانت أكثر دقة من الخرائط في ذلك الوقت! وتقديرًا لجهوده أطلقت شركة أرامكو اسم رمثان على أحد حقول النفط.
اقرأ أيضًا: