عندما نتذكر بأن الألعاب الأولمبية في البرازيل انتهت منذ ستة أشهر نشعر كم أن الوقت يمضي بسرعة، لكن هذا ليس هو ما سنسلط عليه الضوء الآن، إذ إن دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو تركت ورائها مرافق رياضية كثيرة، وهي الآن تحت رحمة اللصوص الصغار، لذلك ماذا تتوقع أن تشاهد أكثر من الخراب والدمار في كل مكان!
هكذا أصبحت ملاعب ريو بعد الأولمبياد!
المشكلة ليست فقط مقتصرة على اللصوص والمخربين، بل يعود أحد أبرز الأسباب وراء ذلك إلى عدم المساواة والتفكك الحضري في ريو، وهذا ما جعل المدينة غير قادرة على استضافة مثل هذا الحدث الكبير. كما أنه ليس من المستغرب أن تكون غير قادرة على الحفاظ على نفقات الصيانة، وهذا ما أدى إلى نقص صيانة الملاعب التي تبدو الآن وكأنها منطقة منكوبة تعرضت لإعصار، وذلك بعد ستة أشهر فقط من نهاية الألعاب الأولمبية.
أصبحت المرافق في حالة سيئة جداً، تبدو وكأنها شيء من فيلم رعب لمدينة أشباح.
حتى أن ريو فشلت في تنظيف النفايات البشرية في الملاعب، بما في ذلك مخلفات السباحين حول الأحواض. كما أن الإدارة أعلنت حالة “الكارثة العامة” بعدما فشلت في جمع الأموال الهائلة لبناء البنية التحتية من الصفر.
بالإضافة إلى أن النُقاد توقعوا فشل ريو بعد الألعاب الأولمبية، حيث أشاروا إلى أنه سيكون هناك أمل ضئيل في أن يصبح الوضع أفضل. كما أن المدينة تُعاني من الارتفاع الشديد في معدلات الجريمة، وذلك بسبب التفاوت الاقتصادي، وهذا ما يوحي بأن صيانة الملاعب الأولمبية ستكون آخر هموم السلطات.
أشار المتحدث باسم إدارة ملعب ماراكانا “ديلكيو دي فريتاس” لسي إن إن: “هناك أشياء يُمكن أن تُرى من أعلى قد تدمرت مثل العشب والمقاعد”.
وأضاف: “نحن قلقون للغاية بشأن سلامة الناس الذين يأتون إلى ماراكانا، ونحن بحاجة للتأكد من بعض الأمور، مثل سقف الملعب. كما أن شركة الكهرباء قطعت التيار الكهربائي عن الملعب هذا الشهر، وذلك لأن الفواتير الغير مُسددة وصلت إلى 1 مليون دولار”.
في السنوات ال40 الماضية، كان هناك عدد قليل من المدن التي تعافت بشكل جيد بعد استضافة دور الألعاب الأولمبية، في حين أن البقية غرقت في الديون الضخمة، وهذا ما تسبب في تحول هذه الأماكن إلى ما نشاهده الآن.