تجرى العمليات الجراحية لإنقاذ حياة المرضى، ووقف شكواهم من الألم. لكن قد تحدث بعدها ما لم يتوقعه المرضى، أو حتى الأطباء أنفسهم، نتعرف على أغرب الأمور التي حدثت بعد إجراء العمليات الجراحية.
تغير فصيلة الدم بعد إجراء عملية زراعة كبد
أجرت الفتاة ديمي لي برينان عملية زراعة كبد، ولم تحصل على فرصة جديدة للحياة بعد هذه العملية فحسب، إنما حصلت على فصيلة دم جديدة. فقد غيَّر الكبد الجديد فصيلة الدم من O سالب إلى O إيجابي. فقد يبدو للبعض أن ذلك تأثيرًا مخيفًا. لكن تلك الفتاة محظوظة، فهذا يعني أنها لن تحصل على عقاقير مضادة للرفض بقية حياتها كمعظم من يجرون عمليات زراعة للأعضاء.
ويقول الأطباء بأنه ليس لديهم أي فكرة عن سبب حدوث ذلك:” لم نصدق ما حصل في البداية، فاعتقدنا بأن ذلك غريبًا. فبالعادة يرفض الجهاز المناعي للجسم أي خلايا تتم زراعتها، لكن لسبب ما فإن الخلايا التي تعود لكبد المتبرع حافظت على وجودها أكثر من خلايا ديمي”. وسيكون لذلك تأثير كبير على مستقبل زراعة الأعضاء.
حدوث تغيرات في شخصيات المرضى بعد عمليات زراعة الأعضاء
ربما لم نسمع من قبل عن تغير فصيلة الدم بعد زراعة الأعضاء، لكن هناك تغيرات تحدث بعد إجراء هذه العمليات وقد تبدو شائعة. فيلاحظ معظم المرضى الذين أجروا عمليات زراعة الأعضاء تغيرًا في شخصياتهم، وأذواقهم، واهتماماتهم. وقد يلاحظ البعض أنهم قد بدأوا يحبون ذات الأشياء التي يحبها المتبرع بالعضو. ويُعرف هذا المفهوم باسم “ذاكرة الجسد”. ويعتقد البعض أن ذلك مستحيلًا، ويرون بأنه قد يكون مجرد صدفة، وكنتيجة العلاج، وفرصة الحصول على حياة جديدة.
بيل فول كان أحد هؤلاء، فقد وجد نفسه ذات مرة يبكي بعد استماعه إلى أغنية Sad على الراديو، وبعد ذلك اكتشف أن متبرعه كان أحد محبي الموسيقى. وبشكل مشابه، استيقظت كلير سلفيا بعد عملية زراعة عضو تطلب قطع الدجاج، والفلفل الأخضر، وهي أشياء لم تحبها من قبل، على عكس متبرعها الذي كان يفضلها.
مريضة فقدت السيطرة على يدها بعد عملية جراحية في الدماغ
خضعت كارين براين لعملية جراحية لعلاج الصرع. وشملت العملية قطع ما يسمى بالجسم الثفني وهي عبارة عن ألياف تصل بين نصفي المخيخ. وقد ساهمت العملية في علاجها من الصرع، لكنها في المقابل تسببت بمشكلة أخرى، وهي متلازمة اليد الغريبة. يفقد من يعاني من هذا الاضطراب القدرة على التحكم بواحدة من يديه. وبعد أن تم فضل جزئي المخيخ الأيمن والأيسر للمريضة كارين، فقد كان هناك صراع بينهما على السيطرة. وتحدث متلازمة اليد الغربية عند الحالات التي يكون فيها الشخص معتمدًا على نصف واحد من نصفي المخي. وتخضع كارين في هذه الأيام للعلاج للإبقاء على حالتها مستقرة. لكن يدها أصبحت كما لو أنها في جسد منفصل، فقد تُخرج الأشياء من حقيبتها وتتركها في أماكن عشوائية، أو تخلع قميصها في أوقات غير مناسبة، أو قد تصفع وجهها، وتسدد لكمة.
المرأة التي أصبحت فائقة العطف بعد إجراء عملية جراحية في الدماغ
من الواضح أن جراحات الدماغ معقدة، لذا فليس من المستغرب جدًا حين تحدث مضاعفات غير متوقعة مثل متلازمة اليد الغربية عند كارين براين، لكن أحدًا لن يتوقع بأن يصبح المريض بعد عملية جراحية فائق الحس والعطف. فقد خضعت سيدة لعملية جراحية في الدماغ لعلاج الصرع، تمامًا كتلك التي أجرتها كارين، لكن النتيجة كانت مختلفة بأعراض جانبية غير متوقعة. فوجدت السيدة أنها تتأثر لحد كبير عاطفيًا على مدى 14 عامًا. فهي لا تشعر بالمشاعر الفائقة في رد فعل على تجاربها الخاصة، أو أولئك الناس المحيطين بها، إنما لأناس في التلفاز أو في الراويات.
أما الأمر المدهش في هذه الحالة، أن الأطباء قاموا باستئصال جزء من اللوزة الدماغية التي تساهم في تحديد عواطف الآخرين ومعرفتها، فإزالة هذا الجزء يشكل صعوبة في معرفة مشاعر الآخرين وقراءتها. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل هذا النوع من الآثار الجانبية لإزالة الفص الصدغي.
اكتشاف مجموعة من الأدوات الجراحية داخل مريض
هناك احتمالية لنسيان الأدوات الجراحية داخل جسد المريض، وقد يحدث ذلك كثيرًا بعد الخضوع للعمليات الجراحية. فأي عملية قد تحتاج لـ 250 أداة من الأدوات الجراحية على الأقل، وأكبر العمليات الجراحية تحتاج لـ 600 أداة، لذا من غير المستغرب نسيان بعضها في أجساد المرضى. وكان داريوش مازاري أحد هؤلاء.
فبعد عامين من خضوعه لعملية جراحية، اشتكى من آلام في بطنه، وأكد الأطباء الذين أجروا العملية له بأن كل شيء أُجري على ما يرام، وطلبوا منه الخضوع لعلاج نفسي. لكن داريوش أصر على ما يعتقده، وحين أجرى الأطباء أشعة مقطعية له، فقد اكتشفوا وجود 10 كماشات طبية في بطنه. وفي حالة أخرى، نسي الأطباء 16 أداة جراحية داخل جسد مريض ألماني “دريك شرويدر”.
جراحة في الأسنان تركت المريض بلكنة جديدة!
مما لا شك بأن العمليات الجراحية في الفم قد تؤدي إلى حدوث تغيرات في الكلام، أو قد تؤذي الأحبال الصوتية، أو اللسان، أو الأسنان. لكن الغريب أن تستيقظ لتجد نفسك تتحدث بلكنة “لهجة” أخرى! وهذا ما حدث لأوريغون كارين بتلر، فقد خضعت لعملية جراحية لزراعة الأسنان، وحين استيقظت من التخدير وجدت نفسها تتحدث بلكنة أخرى. تتحدث خليطًا من لهجات أسكتلندية، وإنجليزية، وأسترالية، وألمانية، وجنوب أفريقية.
معظمنا قد يستخدم لهجات ولكنات مختلفة على سبيل الدعابة، لكن بتلر ليست لها القدرة على التحكم بلهجتها التي تستخدمها في الحديث. وبعد العملية تم تشخيص حالة بتلر على أنها تعاني من متلازمة اللكنة الأجنبية وهي حالة نادرة تؤثر على أقل من 100 شخص في العالم. كما أنها الحالة الأولى التي تتطور لديها هذه المتلازمة؛ نتيجة سبب آخر غير تلف الدماغ، أو السكتات.
المرأة التي لا تتوقف عن إخراج الريح
تعد الولادة اليوم آمنة بفضل الطب الحديث، لكن لا تزال هناك بعض المخاطر. وبالنسبة لمغنية الأوبرا إيمي هيربست فالمضاعفات المحرجة بعد الولادة أنهت حياتها العملية. فقامت الممرضة بشق صغير في الفتحة المهبلية لإجراء توسعة أثناء الولادة دون إذن من إيمي أو زوجها. ومنذ ذلك الوقت تعاني هيربست من انتفاخ شديد في البطن، وسلس في البول خاصة أثناء عروض الغناء. وقد رفعت هي وزوجها دعوى قضائية ضد المستشفى مقابل 2.5 مليون دولار.