القرية البلاستيكية أحد البدائل المستدامة في المجال العقاري
الدوحة, 17 مايو 2016: ترتبط البيئة ارتباطا وثيقا بالعقارات و طريقة بنائها نظرا للمواد المستخدمة في البناء التي يسبب بعضها هدر و ضرر للبيئة. تعد حماية البيئة موضوع يحظى بإهتمام أغلب الدول بوضع آليات و قوانين تنظيم القوانين المضرة للبيئة لإستغلال الموارد الطبيعية بشكل أفضل و لإحترام البيئة التي نعيش بها.
بعد سنوات من تزعم برامج إعادة التدوير و الحفاظ على البيئة قام روبرت بيزياو و هو كندي الجنسية في عام 2012 بإبتكار فكرة القرية البلاستيكية بعد ملاحظته للعدد الكبير من المواد التي تذهب إلى مكب النفايات أو تحرق في أحد الجزر في دولة بنما. حيث قام هو و فريقه خلال سنة و نصف بجمع أكثر من مليون قطعة بلاستيكية لبناء أول قرية بلاستيكية في الجزيرة.
للفرد العادي بحلول الوقت الذي يصل فيه إلى سن الثمانين يخلف وراءه ما لا يقل عن 14,400 علبة بلاستيكية في العالم مما لها آثار مدمرة على البيئة كون تآكل البلاستيك يستغرق مئات السنين و لا يتآكل بشكل كامل فينتهي عادة بأضرار بيئة غير مبررة.
قد يكون خيار القرى البلاستيكية وسيلة للحد من هذا التدمير لبيئتنا, كون المثال الذي تقدمه لامودي هو قرية الكولون في أحد جزر بوكاس ديل تورو في بنما مع أكثر من 150 ألف سائح يزورون المنطقة سنويا فإن القرية المستدامة أصبحت ناجحة للحفاظ على النفايات المخلفة من قبلهم.
بإستخدام 14000 علبة بلاستيكية معاد تدويرها تم بناء منزل مساحته 100 متر مربع, و ما تميز به المنزل هو سرعة البناء مقارنة في المنازل التقليدية. إضافة إلى أنها انعكست على رفع الوعي و الحاجة لتفادي تدمير البيئة و الإستفادة بشكل إيجابي من المنتجات البلاستيكية.
يهدف مبتكر القرية إلى تعظيم الفوائد من البيئة الطبيعية و خلق المزيد من الأراضي الخضراء المناسبة لممارسة الرياضات المختلفة و الإجتماعات مع الأهل و الأصدقاء و غيرها من النشاطات الخارجية. إضافة لذلك, فإن هذه المنازل مقاومة للزلازل و الظروف المناخية المختلفة كالمنازل التقليدية إضافة إلى أن طريقة البناء تسمح للمنزل أن يبقى باردا بما فيه الكفاية للإستغناء عن أجهزة التكييف مما يعمي أقل استهلاك للطاقة و حماية أكبر للبيئة. تم تصميم ثلاث أنواع مختلفة من المنازل النموذجية و كلها مصممة بالتعاون مع كبار المهندسين و المعماريين في بنما كما أن القرية توفر خيار تصميم المنازل حسب الطلب.
مما جعلنا نطرح السؤال التالي: هل من الممكن أن نرى مباني و ناطحة سحاب بإستخدام البلاستيك المعاد تدويره مستقبلا؟