مع اقتراب نهاية العد التنازلي لعام 2016 واستقبالنا لعامٍ جديد، كان لابد أن نستذكر بعض الجهود المميزة لأشخاص عرب وضعوا بصمتهم بقوة وفي مجالات مختلفة هذا العام.
سعودية ومصرية وعراقية من الشخصيات العربية البارزة التي تصدَّرت قائمة صحيفة “فورين بوليسي” لأبرز مفكري عام 2016.
وكانت صحيفة “فورين بوليسي” قد أدرجت قائمة بـ 100 شخصية عالمية مختلفة من أكبر المفكرين العالميين. ومن ضمن الأسماء المائة، وُجدت أسماء لشخصيات عربية كان لهم بالغ الأثر للعام الجاري.
وكما وصفتهم الصحيفة، فإن هؤلاء المُفكرِّين هدموا كافة الموازين التقليدية وكرَّسوا ثرواتهم لحلول مشاكل معقَّدة وخلق مستقبل أفضل وأكثر أمانًا للجميع.
الشخصيات العربية الأبرز في قائمة مفكِّري عام 2016..
هيفاء الحبابي، مهندسة معمارية سعودية
برزت هذه الشخصية في ديسمبر العام الماضي خلال انتخابات مجالس البلدية السعودية الأخيرة، والتي سُمح خلالها وللمرة الأولى بمشاركة المرأة السعودية في التصويت أو الترشح. وكانت هيفاء من أولى السيِّدات اللاتي قرَّرن ترشيح أنفسهن لخوض انتخابات البلدية إلى جانب 900 سيدة سعودية أُخرى.
خلال حملتها الانتخابية، قامت أستاذة الهندسة المعمارية باستعمال برنامج السناب تشات لتوضيح ما تنوي فعله وتغييره في الرياض إن فازت في بلدية الرياض. وعلى الرغم من أنها لم تحصل على مقعد في البلدية وخسرت في الانتخابات، لكن كان لها بالغ الأثر في تغيير الفكرة النمطية عن المرأة السعودية.
نادية مراد، ناشطة عراقية
المرأة الأيزيدية التي تعرَّت إلى التعنيف من قبل أفراد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العراق. فبعد أن تمكَّنت من الهرب من المُعتقل بعد ثلاثة أشهر على أسرها، نقلت نادية رسالتها للعالم أجمع في مجالس دولية مُختلفة حول فظاعة الجرائم التي تُرتَكب بحق الأيزيديين.
اليوم، أعلنت المُحامية المشهورة أمل علم الدين كلوني أنها ستُمثِّل نادية والفتيات الأيزيديات الأُخريات وستسعى لرفع قضيتهن إلى المحكمة الجنائية الدولية.
بسمة عبدالعزيز، روائية مصرية
روائية مصرية قدَّمت روايتها السياسية بعنوان “الطابور The Queue” ولاقت نجاحًا واسعًا وتُرجمت إلى اللغة الإنجليزية هذا العام.
الروائية وطبيبة علم النفس اهتمت بعرض القمع العسكري الذي تُمارسه السلطات في بلاد الشرق الأوسط من أجل فرض هيمنتها على الشعب. واعتبر الكثير من النُّقاد الأدبيين أن الرواية تُشبه إلى حد كبير أعمال فرانز كافكا وجورج أورويل.
في روايتها تطرقت إلى نظام الحكم الشرق أوسطي الذي أسمته “البوابة”، والذي وصل إلى الحكم بعد ثورة عُرفت باسم “ثورة الأحداث المشينة”. ويشترط نظام البوابة منح المواطنين تصريحاً لممارسة الأنشطة الأساسية، وفي نفس الوقت يظل مقر النظام مغلقاً مع توافد المواطنين وازدياد طول الطابور أمام المقر.
رائد الصالح، قائد في الدفاع المدني السوري
بينما تشتد المعارك في سوريا مخلِّفةً آلاف الضحايا، ينشغل صالح ومن معه من فِرَق الدفاع المدني في إنقاذ من يُمكن إنقاذه من المدنيين والعساكر من كلا الطرفين ونقلهم إلى المنشآت الصحية لتلقي العلاج اللازم.
رائد الذي يرفض أن ينتمي إلى أي جهة سياسية ويعتبر نفسه مُحايدًا، كان يعمل في تصليح الأجهزة الكهربائية قبل أن يُصبح قائدًا في الدفاع المدني السوري. هذه المُنظمة التي باتت تُعرف اليوم باسم “الخوذ البيضاء” ورُشِّحت للفوز بجائزة نوبل للسلام.
محمد فهمي (جنزير)، فنان مصري
كما يُحب أن يُعرَف باسم (جنزير) نظرًا لأن هذا الاسم يعكس هدفه في الفن وهور ربط الأفكار المختلفة كما جنزير الدراجة. محمد مصري الجنسية عُرف برسوماته الجدارية التي تحدَّى بها الحكومة المصرية وكان من أبرز شباب المعارضة.
هرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن اتهمه أحد الإعلاميين بأنه يُشجع الإرهاب ويتعاطف معه. وأصدر محمد روايته الصورية المتسلسلة “The Solar Grid”. وهي رواية على تسعة فصول تستهدف المؤسسات الضخمة والقرارات الرسمية المتواطئة في تدمير البيئة. ويُمكن تحميل الفصل الواحد من روايته بسعر 1.99 دولار.
محمد بن عطية، مخرج سينمائي تونسي
مُخرج فيلم “نحبك هادي” الذي تدور أحداثه حول قصة درامية اجتماعية بامتياز، لكن المتمعِّن بالفيلم يربط وبقوة بين أحداثه والأحداث السياسية الأخيرة في تونس التي أسقطت الحكم الجائر وزادت من الحرية والتفتح.
إذ يُركِّز المُخرج في فيلمه على عرض المزاج والرأي العام في تونس على شكل شخصية أطلق عليها اسم “هادي”. وحاز الفيلم على جائزة أفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي.
السيد، رسام كاليغرافيتي، تونسي فرنسي
التونسي ورسام الجرافيتي السيد، من الشخصيات العربية التي حازت على اهتمام موقع “فورين بوليسي” وأدرجتهم ضمن المفكرين الـ 100 لعام 2016.
من أشهر أعمال السيد مشروع “إدراك” الذي استهدف حي منشية ناصر في القاهرة. هذا الحي الذي يسكنه بالغالب عمال النظافة، من الأحياء المُهمَّشة في المدينة.
حيث قام بتصميم رسم جداري ضخم على طول 50 مبنى في الحي وكتب بالخط العربي: (إن أراد أحدٌ أن يبصر نور الشمس، فإن عليه أن يمسح عينيه”.
وليد رعد، فنان لبناني
فنان لُبناني يمزج بين التاريخ اللبناني الحقيقي وتاريخ آخر خيالي ليُنتج أعمالًا مُثيرة ومدهشة. وكان قد عرض أعماله من منحوتات ورسومات ومقاطع مصوَّرة في معرضٍ أقامه هذا العام في نيويورك وبوسطن.
وفاء بلال، فنان عراقي
خلال معرض وندسور الفني في مقاطعة أنتاريو في كندا، عرض بلال رفًا للكتب طوله 21 مترًا عليه 1000 كتاب فارغ أبيض الصفحات. هذا المعرض الحي جمع مبلغ تبرعات كان كافيًا لشراء كتب حقيقية وشحنها إلى بغداد.
هذا المعرض كان ردة فعل على إحراق لصوص لحوالي 70 ألف كتاب داخل كلية بغداد للفنون الجميلة قبل حوالي 10 سنوات.
زينب سلبي، مقدمة برامج عراقية
مقدمة برامج عراقية وصاحبة فكرة برنامج “نداء” الإذاعي الذي يُغطي موضوعات تُعتبر محظورة في المجتمعات العربية كقضايا الاغتصاب أو زواج القاصرات. البرنامج صاحب رسالة إنسانية وبلغت مشاهداته ذروتها هذا العام، حيث أصبح مُتاحًا لحوالي 4 ملايين أسرة في 22 دولة عربية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
اقرأ أيضًا: