مدينة ساهمت في بناء القنبلة الذرية دون علمها!

أوك ريدج..المدينة السرية

استيقظ العالم في السادس من أغسطس على فاجعة إلقاء القنبلة الذرية على  هيروشيما، وتلتها القنبلة الثانية في التاسع من الشهر ذاته على ناجازاكي. لكن قبل تلك العملية مرت القنبلة الذرية بمراحل تصنيع واختبار وتدريب، ربما لا يعلم كثير عنها. فقد بدأت “أوك ريدج” وهي مدينة صغيرة على مشارف نوكسفيل في تينيسي في المشاركة في برنامج مانهاتن السري لبناء القنبلة الذرية. لم يكن المقيمون أو العاملون يعلمون ما الذي يقومون به. لكنهم عرفوا عند إلقاء القنبلة النووية أنهم كانوا يقومون بتخصيب اليورانيوم لأكثر الأسلحة تدميرًا في تاريخ البشرية. ولاحقًا عُرفت “أوك ريدج” بالمدينة النووية.

وخلال الحرب العالمية الثانية، لم يكن يعلم غالبية سكان أوك ريدج البالغ عددهم 75 ألف شخص أنهم كانوا يجهزون اليورانيوم الذي سيدمرون فيه جزءًا من البشرية. وكل ما أُخبر به سكان هذه المدينة السرية أن ما يفعلونه سيساهم في إنهاء الحرب. وفي عام 1942 اشترت الحكومة الأمريكية 56 ألف فدان غرب نوكسفيل بمبلغ 3.5 مليون دولار لإنشاء بلدة أوك ريدج والتي كانت جزءًا من مشروع مانهاتن.

وقد وقع الاختيار على هذه المنطقة كونها غير مكتظة بالسكان ولسهولة الوصول إليها عبر القطار، والطريق السريع. وقد انتشرت اللوحات الإعلانية داخل المدينة محذرة السكان من الحديث عن عملهم. كانت السرية واللوحات الإعلانية التحذيرية يسيطران على كل جزء من المكان؛ مناشدة العمال عدم الحديث عن عملهم، وهو ما عمل على انتشار الشبهات والشائعات.

ومن أجل رفع الروح المعنوية قامت الحكومة الأمريكية ببناء حلبات التزلج والمسارح والمتاجر وصالات البولنج وتنظيم النوادي الرياضية. وكبقية العالم فقد علم السكان في أوك ريدج عن القنبلتين بعد إلقائهما على هيروشيما وناجازاكي في أغسطس عام 1945.

وبعد عامين على نهاية الحرب العالمية الثانية، تم نزع السلاح من أوك ريدج،  لتعود المدينة إلى المجتمع المدني. لكن ظلت هناك بعض البقايا. وفي مايو 2013 تم تفكيك محطة تخصيب اليورانيوم، لكن منشأة “Y-12” التي استُخدمت للفصل الكهرومغناطيسي لليورانيوم خلال الحرب العالمية الثانية، يتم استخدامها اليوم لتجهيز الأسلحة النووية والتخزين.

Exit mobile version