هل حقًا يمكن أن تفقد اتصالك بالعالم الخارجي نتيجة اتصال الأعين ؟!

هل مررت يومًا بموقف كان اتصال الأعين له فيه دورًا محوريًا؟ هذه اللحظة الساحرة عند التقاء عالمين في عالم واحد مشترك؛ ولكن هل فعلًا تؤثر هذه اللحظة العابرة في حياة المرء؟

ما مدى تأثير اتصال الأعين في مختلف الأشخاص

اكتشف العلماء أن اتصال الأعين يؤثر على الشخص ذهنيًا وجسديًا، ويحدد كيفية اتصاله بالشخص الآخر. وهنا نحن نحاول استيعاب مدى تأثير سيكولوجية الاتصال بالعين والذي قد يصل للتحديق والتحديق المطول الذي قد يسبب هلوسة.

حساسيتنا تجاه الاتصال بالأعين تبدأ في سن مبكرة، فالأطفال الرضع يفضلون منذ اليوم الثاني التحديق للوجوه التي تنظر إليهم. وفي سن الرابعة يظن الأطفال أنه بتخبئة أعينهم يتحاشون اتصال العين وفي نفس الوقت يُصبحوا خفيين، أما الأطفال المصابين بالتوحد فغالبًا ما يتحاشون الاتصال بالأعين نتيجة عدم استيعابهم لمدى أهمية الأمور الإجتماعية للطرف الآخر.

أما في البالغين فإن اتصال الأعين يتسبب في حالة من زيادة الوعي الذاتي، وقد أثبت الباحثون هذا بسؤال المشاركين في بحث لتقييم ردود أفعالهم العاطفية لمختلف الصور الإيجابية والسلبية، وبعض هذه الصور كانت عبارة عن وجوه تقوم بالتحديق إليهم مباشرة والبعض الآخر صور لوجوه أشخاص غير محدقين، وتم قياس ردود الفعل بأجهزة استشعار الجلد.

وقد أثبت الاختبار أن الوعي يصبح أكثر حدة عند التحديق بالأعين، فاتصال الأعين يعتبر تجربة حادة وقد تستهلك قوة ذهنية كبيرة مما يجعل من الصعب أداء مهام ذهنية أخرى في نفس الوقت.

 

تأثير الاتصال بالأعين

في أغلب الأحيان تكون القدرة على تذكر الوجوه التي تم التحديق بأعينهم أعلى، وفي الحقيقة فإننا نفترض أن الشخص الذي يقوم بالتحديق إلينا يمتلك عقل متطور وقدرة أكبر على التفاعل في العالم المحيط بهدوء وعقلانية. وهذا الأمر يجعلنا نكون رأي أن الأشخاص الذين يتحاشون النظر بأعيننا يكونوا أقل صدقًا، وفي المقابل قد نثق أكثر في تصريحات الشخص الذي ينظر في أعيننا حين التحدث ولكن بحد معين.

وقد قام علماء بمتحف العلوم في لندن بعمل اختبار طلبوا فيه من المشاركين تقييم الحد الأقصى للشعور بالراحة حين الاتصال بالعين في الوجوه التي تظهر في لقطات الفيديو، بدايةً من 0.1 من الثانية حتى أكثر من عشر ثوان؛ وفي المتوسط شعر المشاركون بالراحة أكثر في اتصال العين لمدة حوالي 3 ثواني.

وبعد العديد من الأبحاث التي أجراها العلماء في مختلف الجامعات يمكننا القول أن اتصال الأعين الشديد قد يؤدي لآثار نفسية غريبة، فالنظر في عين أحدهم لعشر دقائق متتالية أثناء الوجود في الضوء الخافت قد يؤدي إلى تجربة أحاسيس غريبة تشبه ما يُطلق عليه “الانفصال”؛ وهو مصطلح نفسي يقال عندما يفقد الناس الاتصال مع الواقع.

ففي اختبار قام به عالم النفس الإيطالي “جيوفاني كابوتو” أظهر أنه بمراقبة بعض المشاركين في الاختبار وجد أن المشاركين شعروا بأحاسيس غريبة مثل تباطؤ الزمن أو تغيير في مستوى سماع الأصوات المُحيطة أو مشاهدة خصائص مشوهة في الوجه؛ في حين قال 75% من المشاركين أنهم رأوا وحش ونسبة 50% من المشاركين قالوا إنهم رأوا وجوههم في وجه شركائهم في الاختبار.

 

المصدر

Exit mobile version