على الرغم من أن شعبية الهواتف النقالة هددت أكشاك الهواتف في الشوارع بالزوال والانقراض، إلا أن لأكشاك الهاتف الحمراء شعبية من نوع خاص في إنجلترا، إذ يحرص العديد من السياح عند زيارتهم لإنجلترا أن يلتقطوا صورا لأنفسهم قرب أكشاك الهاتف الحمراء أو بداخلها لكونها أحد المعالم التي تميز المملكة المتحدة عن غيرها من الدول، كما أن البعض أضاف تعديلات لهذه الأكشاك لتقوي خدمة الواي فاي للهاتف المحمول ولتجنب رسوم التجوال الباهظة.
لكن ما يجهله العديد من الناس هو حقيقة تصميم أكشاك الهاتف الحمراء الفريد والذي يُخفي خلفه قصة مروعة ومرعبة، فتصميم تلك الأكشاك يستند حقيقة إلى القبر!
القصة السوداء خلف أكشاك الهاتف الحمراء!
النسخة الأكثر شعبية لكشك الهاتف الأحمر هي (K2″ Kiosk No. 2″) وهي من تصميم المهندس المعماري السير “جيلز جيلبرت سكوت” الذي وضع تصميمه عام 1924م. كما أن سكوت قام بتصميم محطة باتريسي للطاقة في عام 1930م وإعادة تصميم غرفة العموم في ويستمنستر بعد الحرب العالمية الثانية، لكنه كان غالبا ما يُعرف بتصميم المباني الدينية عندما تم دعوته من قبل مكتب البريد العام لإنشاء كشك لصالح لندن متروبوليان، فكان التصميم الهندسي الأول (K1) قبيحا وعلى شكل زاوية.
ولابتكار تصميم جديد، توجه سكوت إلى العمارة الدينية، فاستلهم شكل الكشك من شكل المقابر في القرن الثامن عشر والتي صممها المهندس السير جون سواني، إذ قام سواني في عام 1815م بتصميم قبر لزوجته بعد وفاتها ثم دُفن فيه لاحقا عام 1837م، ولا يزال القبر الأصلي قائما حتى اللحظة بموقعه الأصلي في سانت بانكراس بباحة الكنيسة القديمة في لندن.
أما اليوم، فينتشر في المملكة المتحدة قرابة 70 ألف كشك أحمر اللون، ويجد العديد من الناس والسياح أنفسهم في قلب الكشك أو بجواره بغرض التصوير أو الاتصال وهم لا يعلمون أنهم في صندوق مستوحى من قبر في القرن الثامن عشر! وهنا نتساءل عن شعور المهندس من القرن الثامن عشر “سواني” لو علم أن تصميمه الذي تعب عليه لتكريم زوجته بعد مماتها بات أحد المزارات السياحية في القرن الواحد والعشرين!
اقرأ أيضا:
أشياء غريبة لازم تعرفها عن بريطانيا والبريطانيين!