محليات سعودية

سعود العيدي من قمة الأنديز “اليوم هنا وغدًا في الأقصى”

العيدي في الإنديز4

سعود العيدي..شاب حمل هم الأمة والوطن وسار به نحو الأعالي

من ارتفاع أكثر من 6100 متر، غير مكترث من كل هذا العلو، وقف سعود العيدي شامخًا بالشعار الذي رفعه من أعلى مرتفعات القارة اللاتينية “اليوم هنا، وغدًا في الأقصى”. تنفرد شبكة أبو نواف بلقاء خاص مع الشاب سعود العيدي الذي يهوى تسلق المرتفعات، والذي تداولت كل المواقع والشبكات الاجتماعية عمله البطولي في تسلق “هواينا بوتوسي” في جبال الأنديز، حيث رفع شعارًا عبَّر فيه عن حبه لفلسطين ومقدساتها.

من جبال الإنديز
من جبال الإنديز

العيدي وقضية الأمة

وقد اختار العيدي أن يرفع هذا الشعار تحديدًا حتى يرسل للعالم رسالة مفادها أن المقدسات خط أحمر لا يمكن التفاوض عليها، وللفت أنظار العالم إلى القضية المقدسية والمقدسات. فيرى أن إبراز القضية واجب ديني، ووطني، وقومي. كما أنها رسالة أيضًا لمن يعتقد أن الشعب السعودي لا يهتم إلا بالرفاهية، فهو جزء لا يتجزأ من الأمة. وعن سبب اختياره لجبال الأنديز؛ كونها أطول سلسلة جبلية في العالم، فالوصول إلى قممها ليس بالأمر اليسير، وهو ما يمنحه الخبرة والدُربة للوصول إلى قمة إفرست التي يعد نفسه لها حاليًا.

سعود العيدي في جبال الإنديز

بين الهواية والاحتراف

الشاب العيدي يهوى تسلق المرتفعات، ولم يبدأ الأمر معه في جبال الأنديز، بل سبق وأن تسلق جبال الهيمالايا قبل عام، حيث وصل إلى سفح إفرست على ارتفاع 5400 متر في رحلة استغرقت منه 10 أيام بمعدل مشي ما بين 6 – 7 ساعات يوميًا، فالوصول إلى القمة يستغرق حوالي شهرين عدا عن الجانب المادي، حيث يتطلب ذلك 50 ألف دولار تقريبًا.

وعلى الرغم من الإنجازات الرائعة التي خاضها العيدي في تسلق المرتفعات، لكنه يرى أنه لم يصل إلى الاحترافية بعد، فهو لا يزال في منتصف الطريق، أي في مرحلة تسلق الجبال الثلجية، ويطمح لما هو أكثر من ذلك.

العيدي في الإنديز

الإعداد الجيد طريق الوصول

ولم يصل العيدي لما وصل إليه من شجاعة، ولياقة بدنية، وقدرات مختلفة لولا أنه أعد نفسه جيدًا لذلك، إذ إنه ملتزم ببرنامج صحي ولياقي منذ مدة. وبنظره، فإن التأهيل النفسي والعقلي لرحلة المرتفعات أهم بكثير، وتهيئة النفس لكل الظروف القاسية التي قد تواجهك من مرور عدة أيام دون الاستحمام، أو نقص الطعام والشراب المناسبين، حينها تقع بين خيارين إما إكمال المسيرة أو العودة.

يتمتع العيدي بقدر كبير من الثقة بالنفس، وقوة الشخصية، فهو لا يعاني من فوبيا المرتفعات، فينصح كل من يعاني منها بممارسة هذه الرياضة. ويستشهد على ذلك بمثال قريب، فأحد الأصدقاء الذين رافقوه إلى رحلة الهيمالايا اكتشف بعد يوم من ذلك أنه يعاني من فوبيا الجسور المعلقة، واستمر الخوف حتى أربعة أيام، لكن مع الدربة والممارسة زال هذا الخوف كليًا!

العيدي في الإنديز3

آية قرآنية غيّرت مسار تفكيره

“قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” كانت تلك هي الآية القرآنية التي كان لها وقع كبير على نفس العيدي، والتي شجعته على تدبر الكون بطريقة جديدة، فكانت نقطة الانطلاق نحو المرتفعات التي يرى من خلالها إبداع الله في الكون. فقمم الجبال بالنسبة إليه نافذة ترى من خلالها الأرض من فوق السحاب، والسهول والبحيرات والأنهار، وانسياب ضوء الشمس من بين شقوق الغيوم عند الفجر، ورؤية جبال قد كساها الخالق بالبياض وأخرى بالسواد، ورؤية القرى والمدن وقد بدت صغيرة بحجم الذر!

يحظى العيدي على دعم الأصدقاء وبعض أفراد الأسرة لمتابعة هذه المسيرة، لكن الدعم الفعلي من جهات محلية داخل المملكة هو غير موجود، وذلك لعدم وجود جبال شاهقة الارتفاع. لكنه يرى بأن البيئة في جنوب المملكة قد تكون مناسبة لممارسة رياضة التسلق، والمشي بين الجبال، والتخييم، فلو تم تفعيلها لكان هناك كثيرون ممن يتزاحمون على ممارستها. فلا توجد حاضنة تجمع المغامرين السعوديين بحيث يكون هناك تبادل خبرات فيما بينهم، وما لذلك من أثر إيجابي.

من قمة كيليمنجارو
من قمة كيليمنجارو

مغامرة محفوفة بالمخاطر

وعن أبرز المخاطر التي تواجه من يمارس مثل هذه المغامرات، صعوبة التسلق ليلًا، إذ يختار المغامر هذا الوقت المتأخر في آخر يوم له في رحلة التسلق حتى يوافق وصوله إلى القمة شروق الشمس، فيستمتع بالمناظر الخلابة، فالسير ليلًا محفوف بالمخاطر، فبالكاد يرى موضع قدمه.

يحاول العيدي تجنب التفكير السلبي كالتفكير في السقوط، والذي يرى بأنه إن حدث فهو قدر الله، الذي قد يحصل لأكبر متسلق بالعالم، لكنه يتجنب التفكير في ذلك، بالإعداد الجيد واتخاذ كل سبل السلامة، وعدم التفكير بالسقوط نهائيًا، فمجرد التفكير به سيجعلك تسقط لا محالة؛ وهو أمر معروف ومجرب، وهناك نماذج كثيرة تثبت ذلك.

قمة كليمنجارو

قمة إفرست..الوجهة القادمة

وعن طموحاته المستقبلية، يطمح سعود العيدي للوصول إلى القمم السبع في كل قارة، بما في ذلك أعلى قمة في العالم، قمة إفرست، والتي سيوصل من خلالها رسائل قوية ومؤثرة. وإن استطاع ذلك، فسيحقق لقبًا جديدًا يضاف إلى الوطن، لكنه رفض الإفصاح عنه حاليًا.

كما يأمل تكوين حاضنة شبابية تجمع محبي المغامرة الراغبين في تغيير قناعاتهم وأفكارهم إلى الأفضل وتجربة حياة تختلف كليًا عن الحياة التي يعيشونها عن طريق برامج، ورحلات مغامرة في الداخل والخارج. وفي النهاية تمنى العيدي أن يرى الأمة الإسلامية بخير وبسلام، وأن يخدم الوطن عبر رياضته التي سخرها لأجل هذا الهدف.

قمة كليمنجارو2

قمة كليمنجارو3

قمة كليمنجارو4

كليمنجارو

جبال الهيمالايا
جبال الهيمالايا

العيدي في الهيمالايا

 

سعود العيدي في الهيمالايا

سعود العيدي في جبال الهيمالايا2

 

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

    1. دامك تشوفها سهله روح تسلق جبل و حررنا من عقلياتك العقيمه

  1. ماشاءلله عليه .. شخصية سعود العيدي جدا جميله عساه ع القوة … انا احب دا الشي بس طبعا ماعندنا كدة في السعودية ? واصلا ادوخ ?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى