مؤكد أنك شاهدت العديد من التماثيل القديمة والمنحوتات اليونانية أو الرومانية وغيرها يبلغ عمرها مئات السنين، لكن السمة المميزة والمشتركة بينها جميعًا أنها كانت تفتقر لبعض أعضائها، وغالبًا ما كانت بلا أنوف أو ذراعين!
العديد من الأشخاص يظنون أن فناني العصور القديمة تعمّدوا نحت أعمالهم بلا أطراف، لكن الحقيقة أنها كانت تحفًا فنية مكتملة تعرضت لظروف جعلتها تفقد بعض أطرافها وأعضائها، وربما هذا ما زادها جمالًا!
خذ على سبيل المثال، رأس الشاعر اليوناني سافو، والموجود حاليًا في متحف غليبتوثيك في ميونيخ، مع أنف مفقود!
لماذا التماثيل القديمة بلا أنوف ؟!
اشتُهرت المنحوتات القديمة من جميع الثقافات والفترات الزمنية في الغالب بتحطم أنوفها أو فقدان أحد أطرافها على الأقل. حتى أبو الهول الذي يقف على هضبة الجيزة في مصر، أنفه مفقود. قد يظن البعض أن هناك أسبابًا ثقافية خلف ذلك، كإزالة الأنف أو الطرف لمعتقداتٍ ما لدى الناس، أو أثناء حرب أو اعتداء، لكن ليس لأيٍ من هذه الأسباب.
بالنسبة لغالبية المنحوتات والتماثيل القديمة، لا علاقة لظاهرة الأنوف المفقودة بالناس، بل بالطبيعة!
تعود المنحوتات القديمة إلى آلاف السنين. خلال هذه الفترة تختبر المنحوتات عوامل طبيعية مثل التآكل والتلف الطبيعي. دائمًا ما تكون أجزاء المنحوتات البارزة، مثل الأنوف والذراعين والرؤوس والملحقات الأخرى، هي أول ما ينكسر ويتضرر. من المرجح أن تظل الأجزاء الأخرى مثل الجذع والساقين سليمة.
مثال آخر، تمثال أفروديت ميلوس، أو فينوس دي ميلو، وهو أحد التماثيل الشهيرة للغاية ومكانه في متحف اللوفر في باريس، اشتُهر بأنه بلا ذراعين. لكن ما لا تعرفه أن أفروديت كان لها في السابق أذرع والتي انفصلت عن جسم التمثال في مرحلةٍ ما.
حقيقة أخرى، معظم التماثيل اليونانية كانت ذات ألوان زاهية وبراقة، لكن معظم الأصباغ الأصلية تلاشت أو تقشرت منذ فترة طويلة بفعل عوامل التآكل الطبيعية، تاركةً الرخام الأبيض مكشوفًا. لم تكن بيضاء اللون!
اقرأ أيضًا:
أغرب الأشياء التي عثر عليها داخل تماثيل أثرية قديمة