طب و صحة

لماذا يقوم بعض الرياضيين باستنشاق “أملاح الشم” قبل المباريات؟

في الساحات الرياضية، يحمل بعض اللاعبين في جيوبهم أكياس صغيرة تُعرف باسم “أملاح الشم Smelling salts”، وذلك لاستنشاقها قبل بدء المباراة بزعم أنها تُجدد الطاقة وتزيد من اليقظة. وعلى الرغم من أن استنشاق “أملاح الشم” غير قانوني في رياضة الملاكمة، إلا أنه مسموحٌ في كرة القدم، الهوكي، ورفع الأثقال. فما هي حقيقة الملح الذي يزيد من يقظة اللاعبين؟ وهل هو خرافة حضريَّة أم حقيقة؟

ملح طبي

 

أملاح الشم، ما هي؟ وكيف تعمل؟ وهل يترتب عليها مخاطر صحية؟

 

أملاح الشم ليست أملاح الصوديوم الشائعة، إنما تُعرف باسم أملاح النشادر، وهي مركَّب من كربونات الأمونيوم والعطور. عند استنشاق هذه الأملاح، فإنها تُحفِّز الحواس وتُثيرها.

ملح طبي

إذ تعمل رائحة الأمونيا المركَّزة على استعادة اليقظة والوضوح وتُقلل من الشعور بالرهبة والخوف. وتم استعمال هذه الأملاح منذ القرن الثالث عشر من قِبل الصليب الأحمر البريطاني وإسعاف سانت جون. كما كان يتم تخزين هذه الأملاح في صناديق الإسعافات الأولية خلال الحرب العالمية الثانية لمساعدة الجنود الجرحى على استعادة اليقظة وإفاقتهم من الغيبوبة.

 

كيف تعمل “أملاح الشم”؟

 

في الوقت الحاضر، يتم تحضير أملاح الشم من خلال تركيبة أمونيا مُخففة مُذابة في خليط من الماء والكحول، لذلك من الأصح تسميتها بـ  “روح الأمونيا العطرية” لأنها مُخففة بالماء، وهي مادة بلورية صلبة تصدر منها الأبخرة.

ملح طبي

وتُحفظ المادة عادةً بقارورة زجاجية يسهل كسرها. حيث يقوم اللاعب بتهشيم الزجاج بأصابعه بسهولة ثم يُوجِّه الزجاجة إلى أنفه لاستنشاق الأبخرة المتصاعدة التي تعمل على إثارة الوعي واليقظة.

ملح طبي

إذ تعمل الأبخرة المتصاعدة على تهييج الأغشية الحساسة في الأنف والرئتيْن، ما يؤدي إلى تغيير نمط التنفس بفعل تمدد الأعية الدموية في الممرات الأنفية بشكلٍ مفاجئ، ما يؤدي إلى طفرة أوكسجين وتدفقه بسرعة بكمية كبيرة إلى الدماغ، ويترتب على ذلك زيادة فورية في اليقظة والوعي.

 

هل هي ضارة؟

 

على الرغم من مفعولها الفوري في اليقظة وتحفيز الوعي، ما يجعلها من الخيارات الأولى في إفاقة أي لاعب أو شخص تعرَّض لفقدان الوعي، إلا أن استعمالها لا يزال محفوفًا بالمخاطر. إذ أن الأبخرة المُستنشَقة تؤدي إلى رعشة عنيفة في أغشية الأنف والرئتين، ما يؤدي إلى صداع خفيف أو حاد بناءً على كمية الأبخرة التي تم استنشاقها.

ملح طبي

كما أن غاز الأمونيا من الغازات السامة التي قد تؤدي للموت، لكن نظرًا إلى أن أملاح الشم الناتجة عنه تكون بكمية ضيئلة، فلم يتم تسجيل أي مشاكل صحية خطيرة من استعمال هذه الأملاح.

أضف إلى ذلك أن استعمال هذه الأملاح في رياضة الملاكمة محظور في حالة إفاقة اللاعب إن تعرَّض لضربة أفقدته الوعي. فقد يعيق استخدامها قيام أخصائي الرعاية الصحية بعمل تقييم عصبي شامل وصحيح أو يتأجل إجراء ذلك التقييم.

أملاح الشم

كما أن هناك احتمالية محدودة أن يحدث تحرّق مباشر في الغشاء المخاطي للأنف أو الفم نتيجة التركيز العالي لغاز الأمونيا الذي تم استنشاقه.

لذلك، فإن استعمال أملاح الشم محدود في عالم الرياضة ويخضع لرقابة صارمة حتى لا يؤذي اللاعب نفسه، وليست من الطرق الشائعة في العلاجات الأولية المنزلية، ولا يُنصح باستعمالها في ذلك.

 

المصادر

1 ، 2

اقرأ أيضًا:

نتيجة قد لا تتوقعها عند إضافة الملح إلى الأناناس

هل تعلم بأن الملح كان يعطى راتبًا للجنود قديمًا ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى