تنتشر الكثير من الاعتقادات المغلوطة بأن الكعبة المشرفة هي مركز الأرض ومركز الجاذبية الأرضية، وأن الحقل المغناطيسي في الأجواء فوق الكعبة تصل إلى أقصاها ما يمنع أي حركة للطائرات وحتى الطيور فوقها مخافة أن تسقط وتتأثر بالمجال القوي.
أصحاب هذا الرأي المغلوط وجدوا فيه فرصة لزيادة تشريف هذا المكان ذي القدسية الخاصة لدى المسلمين. مستندين إلى مجموعة من المعلومات والتحاليل العلمية التي لا أساس لها من الصحة اعتقادًا منهم أن ذلك يزيد من تشريفها وهي في غنى عن هذه الادعاءات والافتراءات العلمية.
لماذا يُمنع الطيران فوق مكة المكرمة ؟
عند إمعان النظر في خريطة الملاحة الجوية لحركة الطائرات فوق الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، نجد أنها منطقة محظورة الطيران. فإن لم يكن للمجال المغناطيسي علاقة بمنع الطيران فوق الكعبة، فما هو السبب ؟
أحد المختصين في شؤون الطيران السعودية “حسن الغامدي” أزال هذا الغموض واللبس في قضية منع الطيران فوق الكعبة.
https://twitter.com/AviationWG/status/816361573421813760/video/1
الغامدي الذي عرَّف عن نفسه بأنه أحد مشرفي الطيران، وضّح في مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي خاصةً تويتر، بأن منع الطائرات من التحليق في سماء مكة جاء لعدة أسباب:
السبب الأول: أن مكة المكرمة منطقة مخصصة للمسلمين، ولا يجوز لغير المسلمين الدخول إلى هذا المكان صاحب القدسية الكبيرة في عقيدتنا نحن المسلمون.
وحيث أن الوافدين إلى المناطق السعودية يحملون جنسيات وأديان مختلفة، فكان لا بد من تخصيص ممرات برية وجوية أيضًا داخل مكة للمسلمين وغير المسلمين عند الاقتراب من منطقة الحرم المكي الشريف.
يُذكر أن هناك طرق برية خاصة لغير المسلمين بعيدة عن منطقة الحرم المكي. كما أنه لا يوجد في مكة المكرمة مطار جوي، إنما يتوافد إليها الحجاج والمعتمرون جوًا عبر مطار جدة الدولي أو مطار المدينة المنورة ثم يأتون مكة بوسائل مواصلات برية.
السبب الثاني: أن مكة المكرمة منطقة جبلية. ومن المعروف أن المناطق الجبلية تعمل على تضخيم أصوات الطائرات عند تحليقها فوقها ما يعمل على إزعاج المسلمين خلال تأدية مناسكهم وعباداتهم في الحرم المكي. ويُعتبر عامل إزعاج وتشويش على المصلين. وهناك بعض الاستثنائات للطّائرات العاموديّة التي تقوم بنقل المرضى، وتنسيق مسار الحُجّاج في موسم الحجّ.
لهذه الأسباب كانت منطقة مكة المكرمة منطقة محظورة الطيران وليس لوجود فجوات هوائية أو منطقة مجال مغناطيسي أو أنها مركز للأرض حسب ادّعاءات البعض.
المصادر
السبب الحقيقي هو إن مكة المكرمة لا يحل لأحد من المسلمين أن يدخلها رجلاً أو إمرأة إلا أن يكون محرماً (للعمرة أو الحج) ولا يستثنى من ذلك إلا المترددون عليها من أهلها، وأهل النقل على الراجح من أقوال أهل العلم ولذلك لا يسمح للطائرات التجارية بالتحليق والمرور في أجواء حدود مكة المكرمة.