كان التي شيرت الرمادي الذي يرتديه مؤسس موقع فيسبوك “مارك زوكربيرج” بشكل يومي حديث الجميع، فقد أثار هذا الأمر حيرة كبيرة، فتساءل كثيرون ما الذي يجعل مارك لا يغيّر ملابسه؟ ليتضح لاحقًا أن هذا النمط يساعده على تركيز طاقته واتخاذ قرارات أكثر أهمية؛ بدلًا من تضييع الوقت في التفكير بالملابس.
لكن لم يكن زوكربيرج وحده من يتّبع نظامًا موحدًا لملابسه، ولمن يرجع قليلًا إلى الوراء فسيلاحظ أن ستيف جوبز كان يرتدي دائمًا تي شيرتات سوداء ذات ياقة ضيقة وسروال جينز كنمط يومي لملابسه؛ بغض النظر إن كان في يوم عمل عادي، أو اجتماع رسمي، أو مؤتمر. فما السبب؟ هل كان جوبز يؤمن أن اللون الأسود هو لون الحظ؟
الأمر لا علاقة له بألوان حظ أو ما شابه، بدأ توجه جوبز نحو ارتداء التي شيرت الأسود حين كان في زيارة إلى شركة سوني في اليابان في الثمانينيات، حيث شاهد جميع الموظفين يرتدون زيًا موحدًا، وأُعجب به جدًا. فكان يطمح لتبني زي موحد أيضًا لموظفي شركة أبل، حيث كان يعتقد أن ارتداء موظفيه ذات الملابس سيجعلهم أكثر تناسقًا.
عَلِم جوبز لاحقًا أن زي سوني من تصميم أيقونة الموضة ومصمم الأزياء الياباني “إيسي مياكي”، فطلب منه تصميم سترة موحدة لجميع موظفي أبل، وقد عاد من اليابان ومعه عينات من الزي الجديد، وطلب من الموظفين تجربته. لكن هذا الأمر أثار استياءهم، حيث لم يرغبوا في ارتداء هكذا ملابس.
لم يمارس جوبز ضغوطًا من أجل فرض الزي الموحد، وغض الطرف عن ذلك. لكنه ظل على اتصال مع المصمم الياباني مياكي، حيث جمعت بينهما صداقة قوية.
خطرت لجوبز فكرة جديدة، حيث أراد أن يكون له زي يومي يوفّر له الراحة، ويعكس هويته في ذات الوقت. فطلب من صديقه مياكي أن يحيك له مجموعة من التي شيرتات التي يصممها، والتي كانت ذات لون أسود وياقة ضيقة. فقدّم مياكي المئات منها، حتى تكدّس دولاب جوبز بها. وقد علّق قائلًا في إحدى المرات أن لديه منها ما يكفيه لآخر حياته! وبالفعل ظل جوبز يرتدي التي شيرت الأسود حتى رحيله!