من الأحداث ما يعلق في ذاكرة التاريخ، كذلك فإن عالم الرياضة ليس بمعزل عن ذلك، فقد شهدت الرياضات المختلفة لحظات لا تُنسى، منها ما قد أنهى الفصل العنصري المقيت بين البشر على أساس اللون والعرق، ومنها ما شهد توديع أساطير لها وزنها في المضمار الرياضي. القائمة التالية عرض سريع وبسيط لبعض تلك الأحداث.
إنهاء الفصل العنصري
كان للتمييز العنصري في جنوب أفريقيا تأثير سيء على البنية التحتية الاجتماعية والسياسية، حتى بعد انتهاء “الأبارتهايد” عام 1993م وهو نظام الفصل العنصري الذي حكمت فيه الأقلية البيضاء السود في جنوب أفريقيا. فبعد عامين من ذلك، انتصر فريق “سبرينجزبوك” وهو الفريق الوطني للرجبي في جنوب أفريقيا على فريق “بلاك أول” النيوزيلندي وذلك في بطولة كأس العالم للرجبي. وقد انتهز الرئيس نيلسون مانديلا الحدث وصافح كابتن الفريق ” فرانسوا بينار”.
الألعاب الأولمبية وكبرياء السود
من اللحظات التي خلّدها التاريخ في الألعاب الأولمبية في المكسيك عام 1968م، حين رفع كل من تومي سميث، وجون كارلوس قبضتي يديهما كتحية لكبرياء السود خلال تسلمهما ميداليتهما على المركز الأول والثالث على التوالي. فقاما بذات الحركة خلال عزف النشيد الوطني الأمريكي، مع ارتداء قميص المشروع الأولمبي لحقوق الإنسان. وعلى الرغم من أن بيتر نورمان والحائز على الميدالية الفضية لم يرفع قبضة يده إلا أنه ارتدى ذات القميص، والذي كانت كلَفتة على التضامن ضد عدم المساواة.
وقفة جيسي أوينز ضد النازية
انطلقت الألعاب الأولمبية في برلين عام 1936م في ظل وجود هتلر زعيم النازية الذي كان ينادي بتفوق الجنس الآري الأبيض على بقية البشر. لكن جيسي أوينز اللاعب الأولمبي الأمريكي لألعاب القوى لم يكترث لذلك، وخلال تسلمه إحدى ميدالياته وهو على منصة التتويج قام برفع يده وتقديم التحية كلَفتة لرفض هذا التمييز. وقد أصبحت هذه الصورة ضمن أشهر اللحظات في عالم الرياضة. ولدى عودته إلى الولايات المتحدة حظي بالاحترام والتقدير لما فعله، لكنه لم يحظَ على اهتمام فرانكلين روزفلت. وقد قال أوينز ذات مرة “هتلر لم ينبذني، إنما رئيسي هو من فعل ذلك!”.
اعتزال لو جيرج
مع زيادة صراعه مع مرض التصلب العضلي الجانبي، لم يعد أشهر لاعب بيسبول أمريكي قادرًا على مواصلة اللعب، وكان لا بد من اتخاذ قرار الاعتزال. وخلال يوم الاستقلال الأمريكي أعلن لو جيرج لاعب نيويورك يانكي في كلمة له أمام أصدقائه ومشجعيه اعتزاله اللعب.
بوبي مارتين “لاعب دون ساقين”
وقف بوبي مارتين دون ساقين للعب في مسابقة كرة القدم في مدرسته الثانوية عام 2005. وقد وُلد مارتين دون ساقين؛ فيستخدم ذراعيه للجري، وكونه وُلد أيضًا دون فخذين فليس من الممكن تركيب أطراف صناعية. وذلك لم يكن عائقًا أمام مواصلة اللعب.
تجريد محمد علي كلاي من لقبه
أعظم الانتصارات في لعبة الملاكمة كانت عام 1965م حين تغلّب كاسيوس كلاي على بطل الوزن الثقيل سوني ليستون. وفي اليوم الذي يليه أشهر كلاي إسلامه بعد انضمامه لحركة أمة الإسلام في الولايات المتحدة وغيّر اسمه لمحمد علي كلاي. وخلال حرب فيتنام رفض كلاي الانضمام لقوات الجيش الأمريكي بسبب إسلامه، ما أدى لتجريده من لقب البطولة.
تايجر وودز
عُرف عن نادي أوغوستا ناشيونال جولف كلاب تاريخه في التمييز العنصري ضد السود. لكن ذلك لم يستمر حتى تمكّن السود من المشاركة واللعب في الفريق. وفي عام 1997م تمكّن اللاعب الأسود تايجر وودز والذي كان حينها يبلغ 21 عامًا من الفوز بالبطولة مما أسهم في تغيير النظرة العنصرية على أساس اللون.
منع بين جونسون من اللعب مدى الحياة
تمكّن اللاعب الكندي الجامايكي بين جونسون من تحقيق فوز كبير في دورة الألعاب الصيفية الأولمبية عام 1988، وقد حقق رقمًا قياسيًا. لكن بعد فحوصات كانت إيجابية لتعاطيه المنشطات تم تجريده من اللقبين اللذين حصل عليهما عام 1987م وكذلك عام 1988م. لكنه عاد للعب في أولمبياد برشلونة، وبعد فحوصات لتعاطي المنشطات كانت نتيجتها إيجابية أيضًا، تم منع بين من اللعب مدى الحياة!
جاكي روبنسون
لم يكن هذا التنوع العرقي موجودًا كما اليوم في دوري البيسبول في الولايات المتحدة. وقد كان جاكي روبنسون أول لاعب أسود في لعبة البيسبول في الولايات المتحدة حين انضم إلى فريق بروكلين دودجار عام 1947م.
ريجي بوش
هو من أشهر لاعبي كرة القدم الأمريكية، كان عام 2005م يلعب لصالح فريق جامعة جنوب كاليفورنيا، والتي حققت الفوز على جامعة كاليفورنيا، وقد حصل على جائزة هيسمن التي تُمنح لأفضل لاعبي كرة القدم على مستوى الجامعات الأمريكية. لكن بعد تحقيقات تبين أنه تلقى هدايا سخية أثناء لعبه لفريق آخر. وعلى إثر ذلك تم تجريد الجامعة من الفوز، لتقوم بدورها بإزالة قمصانه المعلقة في الجامعة.
اقرأ أيضًا:
صور: أكثر اللحظات حزنًا في عالم الرياضة
صور: لحظات مضحكة وغريبة في عالم الرياضة