بدلاً من الكتب الورقية.. كتب بشرية الآن في الدانمارك

الكتب تعرض لنا لمحة عن ذهن المُؤلف، ولكن ماذا لو استطعنا إجراء اتصال مباشر مع المؤلفين بدلاً من قراءة الكتب الورقية؟ وماذا لو أُتيحت لنا الفرصة لسؤالهم بعض الأسئلة حول تجاربهم وتلقي إجابات فورية، وسماع قصصهم مباشرة؟ في الدنمارك هناك مكتبة قامت بتطبيق هذا الأمر تماماً، من خلال تمثيل أشخاص لمفهوم “الكتب البشرية”.

بدلاً من الكتب الورقية.. كتب بشرية الآن في الدانمارك

في مكتبة “Human Library” أو المكتبة البشرية، يمكن للقُرّاء التجول في المكتبة وتصفح العناوين، وعند اختيارهم لأحد العناوين، يتم نقلهم إلى منطقة مناقشة للقاء “الكتاب البشري” وهو عبارة عن شخص يروي القصة التي تقوم بتغطية العنوان. ويمكن أيضاً أن يتم “استعار” ذلك الشخص (على أنه كتاب). وهناك الكثير من العناوين التي تروي قصص مختلفة، بما في ذلك السياسية وبعض العناوين التي تروي قصص الماضي، وحكايا الأطفال، والرياضية، والدينية وغيرها الكثير.

بدأت هذه المكتبة الغير ربحية في عام 2007، وهي تهدف إلى تسهيل المحادثات وتحسين التفاهم بين الأشخاص الذين لا يتفاعلون كثيراً مع بعضهم البعض في الحياة الحقيقية، وإنشاء نوع من التماسك الاجتماعي. وتضم هذه المكتبة الآن مجموعة من الأشخاص من ثقافات وأديان وأعراق مختلفة، ويزورها الكثير من الناس من حول العالم.

تم استضافة هذا الحدث لأول مرة في مهرجان كوبنهاغن، والذي يُعد واحداً من أكبر المهرجانات الصيفية في أوروبا. منذ ذلك الحين، انتشرت الفكرة في أكثر من 50 بلداً في جميع أنحاء العالم. الشيء الجميل في فكرة هذه المكتبة، هي أنها لا تتطلب سوى مكان معين، وأشخاص يرون قصصهم، وآخرون هم على استعداد للاستماع.

قال واين، وهو أحد المتطوعين في “مكتبة الإنسان”: “إن هذه المكتبة مثل رواية القصص من الفم، بدلاً من البحث في الكتب. أنا لدي الآن العديد من الفصول في حياتي، حتى إنني أشعر بتحولي إلى كتاب”. تقول هذه المكتبة عبر حسابها في فيسبوك “نقوم بتحدي الصورة النمطية والأفكار المسبقة في إطار إيجابي، حيث يتم قبول الأسئلة الصعبة ومحاولة الإجابة عنها”.

 

المصدر

Exit mobile version