الزحام في أوقات الذروة صداع يومي يكاد لا يوجد طريقة للتخلص منه، لكن رجل من بلدة بلادينسبورج الواقعة في ولاية ماريلاند وجد طريقة، فهو يقوم بالتجديف بقارب إلى مكان عمله في واشنطن عوضاً عن ركوب سيارة أو استخدام وسائل المواصلات العامة.
جابرييل هورتشلر أمين المكتبة السبعيني يجدف بقاربه المصنوع من الألياف الزجاجية كل يوم إلى العمل منذ سنة 1997، ففي تلك السنة وأثناء ما هو عالق في أحد الازدحامات المرورية نظر إلى نهر أناكوستيا وفكر لماذا لا أستخدم النهر كطريق بدلاً من الطرق الاسفلتية وقد كان بيت السيد هورتشلر لا يقع بجوار النهر مباشرة، لذلك يحتاج السيد هورتشلر لقيادة دراجته الهوائية لمدة 15 دقيقة قبل أن يصل للنهر، ويركب قاربه ويبدأ في التجديف لمسافة 8 كم، ثم بعد ذلك يقوم بركوب دراجة هوائية أخرى ويستمر في قيادتها حتى يصل إلى مكتبة الكونجرس، تستغرق الرحلة من البيت إلى مكتبة الكونجرس 90 دقيقة.
عند نهاية الدوام يستقل السيد هورتشلر المترو في طريقه للعودة إلى البيت، وفي اليوم التالي يفعل العكس حيث يقوم باستقلال المترو في طريقه للعمل، أما العودة إلى البيت فتتم عبر ركوب الدراجات الهوائية والتجديف عبر النهر.
يقول السيد هورتشلر إن رحلة النهر هي شيء رائع للغاية، فأنا أستنشق الهواء العليل، وأقوم بتمرينات ممتازة للعضلات، ناهيك طبعا عن تمتعي بالنظر للحدائق والأشجار الموجودة على جانبي النهر، وعدم اضطراري لتحمل مزاحمة المسافرين سواء كانوا قائدي سيارات على الطريق أو مسافرين عبر المترو، ويضيف إن رحلة النهر تشعرني براحة لا توصف، وتجعلني أشعر بأنني سيد هذا النهر.
سنوات التجديف وممارسة ركوب الدراجات الهوائية جعلت السيد هورتشلر يتمتع بصحة ولياقة أفضل بكثير من أقرانه، حتى أن أحد أقرانه وصف عضلاته بأنها مثل عضلات أرنولد شوارزينجر.
بالطبع لا يمكن أن تمر رحلات عبر النهر طوال فترة 15 سنة دون منغصات أو حوادث، فلقد انقلب قاربه في ثلاث مناسبات، وفي بعض الأيام تكون الرياح قوية ومعاندة لخط سيره مما يضطره لبذل مجهود إضافي، وفي أحد الأيام وقع له حادث حيث اصطدم قاربه بكتلة اسمنتية لأحد الجسور، وفي يوم آخر كاد أن ينقلب قاربه بفعل موجة قوية من المخلفات والماء الطيني، وفي بعض الأحيان يشاهد جثة طافية لكلب أو لسلحفاة وهو ما يتسبب في تعكير مزاجه.
اقرأ أيضا:
رجل يقطع 3 أميال في النهر على قارب من القرع !
“القارب الطيار” وسيلة جديدة للاستمتاع بجزيرة “كورسيكا”
