معلم زاد نسبة حضور الطلاب للمدرسة من 40% إلى 93%.. فماذا فعل؟

في إحدى مدارس برونكس في نيويورك لاحظ المعلم “ستيفن ريتز” انخفاض نسبة حضور الطلاب وارتفاع مستوى العنف والجوع، لكنه بحث عن الأسباب، وجاء بحل عبقري، فماذا فعل؟

كان ستيفن معلمًا عاديًا كغيره من المعلمين، حتى حصلت مأساة، وهي وفاة أحد تلاميذه. فكان لهذه الحادثة الأليمة بالغ الأثر على نفسيته، لكن ذلك لم يُثنه عن النهوض بالمدرسة التي تعاني من العنف والفقر، كما يعاني معظم تلاميذها من الجوع المستمر.

تعتبر منطقة برونكس منطقة خالية من الأطعمة وكأنها صحراء مقفرة، بمعنى أن السكان لا يحصلون على طعام صحي، حيث لا تتوفر إلا المنتجات الرخيصة غير الصحية. فيسبّب سوء نوعية الطعام أمراضًا جسدية، كذلك يؤدي لمشاكل نفسية، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من الجوع المستمر.

كما أن العديد من طلاب ستيفن لا مأوى لهم، 70% منهم يعانون من صعوبات في التعلم، وقد كان عدم الحصول على تغذية سليمة أحد أهم الأسباب. فكان عليه أن يجد حلًا لانحدار مستوى الطلاب، وتغيبهم ومعاناتهم من المشاكل الصحية المختلفة.

كانت لستيفن فكرة عظيمة، والتي بدأت حين أهداه أحد الأشخاص إصيصًا من النرجس البري، والذي قام بوضعه خلف جهاز التدفئة في الفصل خوفًا من أن يقوم الطلاب بإتلافه. بعد عدة أيام، كشف الأطفال أمر زهور النرجس والتي أحبوها، ففوجئ ستيفن بذلك. هذا الشيء دفعه للتفكير في حل مشكلة الطلاب، فطالما أنهم أحبوا الزهور، فلماذا لا يقومون بزراعة النباتات خاصة التي تؤكل؟

ومن هنا انطلق صندوق خيري يهدف لتعليم الأطفال أسس الطعام الصحي، كما يتم تعليمهم كيفية زراعة الخضروات وكذلك حصادها بأنفسهم، وتناولها مع أفراد العائلة. وهو ما قد يشجع لاحقًا على تخصيص منهج يعلّم الأكل الصحي والبستنة. وبفضل هذه المنظمة، افتُتحت العديد من الحدائق المدرسية والبيوت البلاستيكية ليس في برونكس فقط، إنما في أجزاء أخرى من نيويورك والولايات المتحدة.

ساعد ذلك الطلاب على الأكل بشكل أفضل، فقد ساهم الطعام الصحي في رفع مستويات التركيز والأداء الأفضل في المدرسة وارتفاع نسبة الحضور من 40% إلى 93%، مع القدرة على تخطي جميع الامتحانات. وصدق من قال بأن العقل السليم في الجسم السليم!

 

المصدر

Exit mobile version