صحفي يعرض حياته للخطر لكشف خفايا عالم التسول!
خاض صحفي من صحيفة المدينة تجربة جديدة وغير عادية في مدينة جدة، فتقمص دور متسولة، سعيًا منه لكشف تفاصيل هذا العالم الذي لا نعرف عنه الكثير. وبكل جرأة ارتدى الصحفي عبد العزيز الغامدي العباءة النسائية، وقد غطى وجهه بالكامل، فكان قد جهز جميع احتياجاته من عباءة وحذاء وقفازات؛ لتسير عملية التخفي والتنكر بشكل صحيح.
وقد تعرض الغامدي خلال مهمته لمواقف محرجة بدءًا من تحرشات المراهقين إلى المتسولات والمتسولين الأطفال الذين حاولوا إبعاده رميًا بالحجارة، كي لا يأخذ مكانهم في نقاط تسولهم. وكي تسير الخطة بإحكام استأجر الغامدي طفلة أفريقية من أمها بـ 40 ريالًا في الساعة حتى تكون عاملًا يشجع الناس على التعاطف مع هذه المتسولة وابنتها.
والمثير أنه وخلال ساعات تمكن من جمع 3 آلاف ريال من أمام الصرافات أي ما يعادل راتب موظف. وقال الغامدي أنه كان يجمع الأموال بعبارات التسول التقليدية، ومن المارة من كان يعطي ريالًا أو اثنين، ومنهم من منحه 30 أو 70 ريالًا.
وقد سجّل الغامدي مشاهدات كثيرة في عالم التسول، متسولات يزورن صكوك إعسار وتقارير طبية، وتنكر وافدين متخلفين بالزي النسائي، واستغلال العاهات المصطنعة من أجل التسول.
كما تعرض لمواقف محرجة وصعبة، منها أنه طرق زجاج إحدى السيارات، فنسي وتحدث إلى صاحبها بصوت رجل، ليقول له الرجل “إنت رجال ولا حرمة”، فقال الغامدي “أنا حرمة ما تفرق بين الرجال والحرمة”، ولاذ بعدها بالفرار خوفًا من انكشاف أمره. وموقف آخر تعرض له أنه حين كان إلى جانب أحد المقيمين على أحد الصرافات وطلب منه مساعدته. فسأله المقيم ما إذا ما كانت سعودية، وقال الرجل “سأعطيك خمسين ريالًا، وخمسين أخرى إن ركبتِ السيارة” فسأله أين سيأخذها فقال إلى منزله القريب!
أما عن إجراءات إدارة مكافحة التسول فهي معدومة، حيث توجه الغامدي إلى هناك ليرى إن كان جهاز المكافحة فعالًا لكن الغريب أن موظفي الجهاز كانوا ممن تصدقوا عليه.
ومن الجدير ذكره أن الصحفي الغامدي خاض تجارب شبيهة قبل ذلك، فليست هذه هي المرة الأولى التي يغامر فيها ويتنكر من أجل تسليط الضوء على المشاكل الاجتماعية. فكان قبل عدة أشهر قد تنكر في دور مريض نفسي ليرى ردة فعل المارة. فقد رغب في إيصال رسالة إلى الناس خلال احتكاكه بهم أن “المرضى النفسيين يعانون من طريقة تعاملهم”.