علوم و فضاء

من التقط صورة أول رجل هبط على سطح القمر ؟

كانت مهمة “أبولو 11” التي أرسلتها ناسا إلى الفضاء الخارجي في الـ16 من شهر يوليو سنة 1969م، نقطة تحول كبيرة في الغزو البشري للفضاء. في هذه المهمة، تمكّن الإنسان لأول مرة من المشي على سطح القمر، تلك الخطوات التي سُجِّلت في التاريخ كانت بقيادة رائد الفضاء “نيل أرمسترونغ”، ومساعديْه: “إدوين ألدرين” و “مايكل كولينز”.

رحلة أبولو 11
رائد الفضاء “ألدرين” يغادر المركبة، والتقط هذه الصور رائد الفضاء “نيل أرمسترونغ”.

بعد أربعة أيام من إقلاع المهمة “أبولو 11″، هبط كلٌ من “أرمسترونغ” ومساعده “ألدرين” على سطح القمر على متن المركبة الفضائية التي كانت تُلقّب بالنسر “إيغل”، فيما بقي “كولينز” داخل مركبة القيادة لإجراء بعض التجارب وجمع الصور.

وكان كلًا من “أرمسترونغ” و”ألدرين” قد تجوّلا على سطح القمر لمدة ثلاث ساعات، جمعا خلالها عدة عينات من تربة القمر والصخور لتحليلها فيما بعد. ولعل أكثر ما لفت الانتباه هي الصور التي ظهر فيها “أرمسترونغ” على سطح القمر وأثناء نزوله وصعوده للمركبة “إيغل”. فهل تساءلت من يقف خلف تلك الصور؟

رحلة أبولو 11
نيل أرمسترونغ لدى نزوله من المركبة “لونار موديل”. التُقطت الصورة بعد سحب شريط لتفعيل خاصية الإطلاق لكاميرا تلفزيونية ذات دقة منخفضة.

قد يتبادر إلى ذهنك مباشرةً أن رائد الفضاء الثاني “ألدرين” هو من التقط هذه الصور لزميله وقائده “أرمسترونغ”، لكن إن نظرت إلى كل الصور ومقاطع الفيديو، فستجد أن “ألدرين” يلي “أرمستروتغ” بالخروج من المركبة، ما يعني أنه ليس الجندي المجهول خلف تلك الصور. كما أن “كولينز” لم يغادر غرفة القيادة والتحكم، في حين أن الصور تبدو من خارج المركبة.

 

من قام بتصوير أو رجل هبط على سطح القمر ؟

 

في تلك الفترة من الزمان، لم تكن هناك آلات تصوير متطورة يُمكن تثبيتها على سطح القمر لتلقط الصور من تلقاء نفسها، إلا أن من يقف خلف صور أول رجل هبط على سطح القمر، هي آلات تصوير داخلية ذات عدسات موجّهة إلى الأسفل لتصوير أولى خطوات البشر على سطح القمر.

رحلة أبولو 11
آلة الكاميرا التلفزيونية التي ركّبت على متن مركبة أول رحلة للإنسان إلى القمر.

رحلة أبولو 11

هذه الكاميرات كانت مثبّتة لتسهيل رؤية الربّان للمكان الذي يرغب بالهبوط عليه على سطح القمر وطبيعته، وكذلك تسجيل هذه اللحظات التاريخية. أما عن صورة “أرمسترونغ” وهو يهبط على القمر، فقد التقطتها كاميرا أخرى ذات شريط، وعندما سحب “أرمسترونغ” الشريط، تفعّلت خاصية التصوير والتقطت الصورة. هذه الكاميرا كانت تعمل بتقنية التصوير البطيء وذات دقة منخفضة، لذلك لم تكن الصور واضحة.

رحلة أبولو 11
“ألدرين” في الصورة مع انعكاس لـ “نيل أرمسترونغ” على واجهة خوذته الذي كان قد التقط له هذه الصورة.

ألدرين على سطح القمر

أما صور رائد الفضاء “ألدرين”، فقد التقطها رائد الفضاء “أرمسترونغ” الذي سبقه بالهبوط، ويبدو انعكاس “أرمسترونغ” على خوذة “ألدرين” في العديد من اللقطات. اليوم، أصبحت تقنيات التصوير في الفضاء الخارجي متطوّرة، وبات بالإمكان تعليق كاميرات صغيرة على بزات روّاد الفضاء لتسهيل جمع الصور تسجيل مقطع الفيديو للمهات.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

لماذا يرتدي رواد الفضاء بدلات بيضاء اللون؟

لماذا لا تظهر النجوم في الصور من الفضاء ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى