كارمودي تسلط الضوء على دخول تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاع صناعة السيارات
13 مايو 2015: في ظل تجاوز تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد كل التوقعات ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة من التقدم، بات من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة طفرة في صناعة الملايين من قطع السيارات بسرعة هائلة تماماً مثلما تتم طباعة الصحف، وبدرجة من السهولة تصل إلى مجرد الضغط على زر آلة الطباعة، مما سينعكس ايجاباً على هذا القطاع الهام من الصناعة. وتجدر الإشارة إلى أن فورد احتلت مركز الريادة في قطاع تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، فمنذ ما يقرب على ثلاثين عاماً قامت بشراء ثالث طابعة ثلاثية الأبعاد يتم صنعها على الإطلاق. واليوم تبلغ قيمة الاستثمارات في أعمال الطباعة في مجال صناعة السيارات حوالي 267 مليون دولار، وبالفعل كشفت إحدى الشركات الصينية المتخصصة النقاب عن أول سيارة الكتريك يتم تصنيعها في العالم باستخدام هذه التقنية وقد طُبعت السيارة باللون الذهبي اللامع وبلغت تكلفتها 1,770 دولار فقط، ويضاف إلى ذلك أن هذه السيارة تعمل ببطاريات قابلة لإعادة الشحن. ومن المتوقع أن تصل الاستثمارات في هذا القطاع باستخدام تلك التقنية إلى 1.25 مليار دولار بحلول عام 2019. وتسلط كارمودي الضوء على المزايا المختلفة التي تقدمها هذه التقنية فى قطاع صناعة السيارات اليوم.
تصنيع نماذج سريعة
تساهم هذه التقنية بالفعل في الاستغناء عن ممارسات العمل التقليدية لمصنعي السيارات حيث لن يكون هناك حاجة لاستخدام الأدوات والقوالب الخاصة لصناعة القطع وهذا من شأنه توفير الكثير من الجهد والإستفادة من جوهر الوقت. وتمكن التقنية مصنعي السيارات من إنتاج نموذج عملي ملموس لأي سيارة محتملة. وبالإضافة إلى ذلك فإن مصنعي السيارات يتطلعون دائما إلى طرق لتصنيع السيارات بتكلفة منخفضة، وقد أتاحت هذه التقنية فرصة القيام بذلك، حيث يمكنهم تصنيع نماذج لسيارات كاملة في غضون ساعات. وبمجرد أن يتم تجريب هذه النماذج واختبارها، يمكنهم بكل بساطة تحديث التصميم وطباعته مجدداً وإجراء مزيداً من الاختبارات.
اختبار قطع الغيار
كما أتاحت هذه التقنية أيضا إمكانية طباعة قطع معينة من المحرك أو السيارة واختبار ما به من عيوب قبل بدء تصنيع القطع الفعلية. وقد قامت شركة فيات كرايسلر بدمج تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في عملية تصنيعها للسيارات من خلال إنتاج أجزاء داخلية واضحة مثل المحاور، وناقلات التروس بحيث يصبح رصد عملية تدفق الزيت أكثر سهولة. لذلك يمكن القول بأن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد ساهمت في إجراء اختبارات الأداء الأمثل للسيارة بتكلفة أقل بكثير قبل البدء في عملية التصنيع الفعلي.
إنتاج قطع غيار اقتصادية الكلفة
في الوقت الذي يركز فيه أغلب مصنعي السيارات على استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج نماذج سريعة، يقوم رواد وكبار مصنعي السيارات المتنافسين مثل فورمولا 1، وناسكار باستخدام هذه التقنية لإنتاج المكونات النهائية للسيارات.
وتجدر الإشارة إلى أن القطع المصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لا تتميز بإنخفاض تكلفتها فحسب بل كذلك بخفة وزنها مما يساهم في زيادة سرعة مثل هذه السيارات عن مثيلاتها من السيارات الهوائية، فضلاً عن أن هذه السيارات تعتبر صديقة للبيئة وذلك لانخفاض الإنبعاثات الكربونية والعوادم الناتجة عنها.
التجربة والابتكار
تساعد تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد العاملين في مجال صناعة السيارات وتوفر لهم مزيداً من الفرص لإجراء تجارب أكثر جراءة وفعالية وتطبيق الأفكار والتصاميم الجديدة والمبتكرة دون القلق بشأن التكلفة الزائدة أو استغراق مزيداً من الوقت.
وقد أصبحت قطع الغيار واللوازم المصنوعة بحسب الطلب متاحة الآن مع زيادة متانة وموثقية قطع الغيار المناسبة للأغراض المختلفة. لقد مهدت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد الطريق لإنتاج سيارة أكثر كفاءة هذا بالإضافة إلى أن لها تأثير أقل بكثير على الأرض بالمقارنة مع نظرائها الذين تم إنتاجهم بالمصنع.
ويرتفع سقف التفاؤل في هذه المجال يوماً بعد يوم، حيث بات من الممكن في المستقبل القريب تصميم السيارة بعدد المقاعد المطلوب، وإرسالها للطباعة في أقرب مصنع، ودفع ثمن أقل مما ندفعه الآن.