يعتبر الأطفال حجر الأساس الأهم في أي مجتمع ناجح، فهم اللبنة الأولى التي يتم بها بناء المستقبل، وهم حملة الرايات الخفاقة التي ستحمي البلاد من أي اعتداء مهما كان نوعه والجنود المحققة للثورات والانتصارات، وقبل كل هذا هم أفئدتنا التي تمشي على الأرض وعيوننا التي نرى بها المستقبل، لذلك كان لابد من الحرص على تمتع هذه الفئة بالصحة والعافية اللازمة لإكمال حياتهم على أتم وجه وتحقيق كل ما يتعلق بهم من آمال وأحلام.
انطلاقا من كل هذه المسؤوليات المناطة بالحفاظ على الأطفال، سعت الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني على توفير مستشفى متخصص بالأطفال يعد الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية والذي يهتم في كل تفاصيل الطفل، فكانت المباركة الكريمة من المقام السامي والموافقة على إنشاء هذا الصرح الطبي كإضافة طبية متميزة إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني ضمن المجمع الطبي الجديد الذي كان الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود “رحمه الله” قد وضع حجر أساسه في التاسع من شهر جمادى الأولى 1429 هـ.
مستشفى الملك عبد الله بن عبد العزيز التخصصي للأطفال، أول مؤسسة طبية تخدم الأطفال بشكل تخصصي
إن مشاعر الأبوة الحانية والعاطفة الجياشة لدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز “رحمه الله” وحبه الشديد للأطفال وتعلقه بهم كما عُرف عنه هي الدافع وراء قيامه رحمه الله بتدشين ووضع حجر الأساس لهذا الصرح الطبي المهم، فحرصه على هذه الفئة الصغيرة في العمر الكبيرة في المجتمع لم يقتصر على هذا الصرح العظيم فقط، بل تعددت إنجازاته المحلية والإقليمية والدولية لحماية هذه الفئة التي أصبحت مهمشة وتتعرض للاعتداءات في العديد من الدول الأخرى سواء إسلامية أو عربية أو أوروربية.
بيئة صحية متكاملة مجهزة للأطفال
حرصت الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني منذ بداية العمل في إنشاء مستشفى الملك عبد الله بن عبد العزيز التخصصي للأطفال على المحافظة على جودة الخدمات الطبية المقدمة عبر تطبيق أجود المعايير الصحية والطبية وتحقيق الشمولية العمرية لهذه الفئة، كما سعت الشؤون الصحية على الاستفادة من خبرات المؤسسات الدولية والعالمية التي سبقتها في هذا المجال فنتج عن هذا الحرص مستشفى مزود بإمكانيات بشرية وطبية قادرة بعد الله على علاج الأمراض المستعصية التي تصيب الأطفال.
وحرصت الشؤون الصحية على توفير البيئة المناسبة للطفل في المستشفى وتزويده بتقنيات وأدوات حديثة ومتطورة تضاحي أي مستشفى إقليمي آخر، وتتميز جميع غرف المرضى بكونها غرفاً مفردة مهيأة لاستقبال الإضاءة الطبيعية بالإضافة إلى توفير الحدائق والمسطحات الخضراء وملاعب الأطفال المتاحة ضمن نطاق المستشفى.
ويرتبط مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمباني المستشفى الحالية لمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض بجسر مكيف ومجهز بممرات متحركة لتسهيل تنقل المشاة، ولتأمين الطرق المحيطة بالمستشفى وتيسير حركة المراجعين والزائرين كما يضم المستشفى مواقف سفلية من طابقين، بالإضافة إلى مواقف متعددة الطوابق (5) للموظفين من الجهة الخلفية للمستشفى.
السعة الاستيعابية لمرافق المستشفى
تبلغ المساحة الكلية للمستشفى 192000 متر مربع بسعة استيعابية تصل إلى 552 سرير، وتم تزويد المستشفى بمنطقة سفلية ملحقة مكونة من أربعة طوابق بالإضافة إلى ثلاثة أبراج لاستيعاب جميع أسرة قسم التنويم ووحدات العناية المركزة ومناطق لعب الأطفال ومرافق عوائل المرضى.
ويضم المستشفى 32 جناح يشمل قسم طب وجراحة الأطفال، طب الأورام وأمراض الدم والعلاج الإشعاعي، جراحة زراعة الأعضاء، العناية المركزة وكبار الشخصيات، بالإضافة إلى المرافق المخصصة لحالات الطوارئ والإصابات وقسم العناية النهارية.
ويوفر المستشفى كذلك العلاج الثلاثي الشامل لمرض السرطان، في كل ما يتعلق بالجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي – وجهاز السـيكلترون (Cyclotron) المستخدم في تشخيص الأورام السـرطانية، بالإضافة إلى تخصيص 14 غرفة للعمليات الجراحية لاستيعاب مجموعة كاملة من حالات الطوارئ والعمليات الجراحية الاختيارية (بما فيها زراعة الأعضاء).
اقرأ أيضا:
مستشفى أطفال لندن تصبح ساحة فنية
المصادر
