علوم و فضاء

ظاهرة غريبة تجعل الشمس تبدو مشوهة!

نبذة تاريخية عن تأثير نوفايا زيمليا

ظاهرة علمية بصرية غريبة تُعرف باسم “تأثير نوفيا زيمليا” حيث تبدو الشمس فيها مشوهة ومقسمة. ولوحظت هذه الظاهرة للمرة الأولى في يناير من عام 1597م من قبل طاقم سفينة الملاح الهولندي ويليم بارنتس والذي كان يُبحر خلال رحلته الثالثة إلى القطب الشمالي للبحث عن ممر مائي يربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ.

تأثير نوفايا زيمليا

ولسوء الحظ، لم تجد سفينة البحار سوى جزيرة متجمدة وعلقت في الجليد، مما اضطر طاقم السفينة إلى الزحف نحو النباتات الشتوية في الجزيرة. في الثالث من شهر نوفمبر رأوا الشمس للمرة الأخيرة عندما بدت تحت الأفق، ولم يتوقعوا أن يروا الشمس مرة أخرى حتى تاريخ 8 فبراير.

وفي 24 يناير 1597م، لمح ثلاثة أفراد من طاقم السفينة الشمس قبل عودتها المتوقعة، ولم يُصدقهم الكابتن بارنتس لعلمه أن الشمس منخفضة عن الأفق ولا يكن رؤيتها في الوقت الراهن. لكن وبعد ثلاثة أيام، ظهرت الشمس مرة أخرى وشاهدها بارنتس بنفسه مع باقي أفراد الطاقم. وخلال رحلة العودة إلى هولندا، قام أحد أفراد الطاقم بتدوين الملاحظة الغريبة التي شاهدوها في القطب الشمالي، ولقي بارنتس حتفه خلال رحلة العودة إلى الوطن.

أما التفسير العلمي عمّا شاهده أفراد الطاقم، فهو تأثير نوفايا زيمليا والذي انتشر في كل أوساط المجتمع العلمي. وعلى الرغم من رفض العديد من العلماء هذه النظرية وإيعازها إلى الخطأ في حفظ التاريخ، إلا أن العالم كبلر صدقها وافترض إمكانية حدوثها ومشاهدة الشمس قبل ميعادها.

وبعد ما يقرب من 300 سنة من مشاهدة الملاح بارنتس وطاقمه المذهلة، وفي عام 1896م، قدّم النرويجي فريدجوف نانسن ملاحظة أخرى حول تأثير نوفايا زيمليا خلال زيارته للقطب الشمالي ضمن حملة استشكافية، ووصف ذلك ضمن كتابه “الشمال الأقصى” قائلا: (كان سرابا في البداية وكأنه خط أحمر متوهج خارج من الأرض إلى الأفق. في وقت لاحق أصبح هناك اثنين من الشرائط واحدة فوق الأخرى، مع الظلام بينهما. استطعتُ أن أرى أربعة أو خمسة من هذه الخطوط الأفقية مباشرة فوق بعضها البعض وجميعها بنفس الطول. وكأن الشمس بدت كشرائط حمراء مقطعة).

مرة أخرى، لاحظ الظاهرة مستكشف آخر وهو إرنست شاكلتون خلال مشاركته في رحلة استكشافية إلى القطب الجنوبي من 1914-1917م. فقد رأى شاكلتون الشمس بعد سبعة أيام من غيابها تحت الأفق، وبعد ذلك بشهرين، شاهدها مرة أخرى وقبل خمسة أيام من تاريخ عودتها الفعلي. وبعد مشاهدة أخرى لها في عام 1956م، بعد ذلك بخمس سنوات تم اعتماد مصطلح تأثير نافيا زيمليا للمشس.

ما هو تأثير نافايا زيمليا فلكيا؟ وكيف تبدو الشمس خلاله؟

فلكيا، يُعرف التأثير على أنه شروق الشمس قبل الموعد الذي ينبغي أن تظهر به. حيث تظهر الشمس على شكل مربع أو خطوط حمراء مستطيلة. ويحدث التأثير بسبب حدوث سراب في الهواء الساخن بالقرب من سطح الأرض. فبسبب برودة الهواء فوق سطح الجليد يتم الإفراج عن كمية من الحرارة القوية، وعندما تتخلل أشعة الشمس الطبقة الباردة يتم تجويهها نحو انحناء الأرض عن طريق الانعكاس الكلي الداخلي لمسافة تصل إلى مئات الكيلو مترات، ويُمكن ملاحظة هذه الظاهرة عند القطبين حيث الظروف شديدة البرودة.

تأثير نوفايا زيمليا

لكن الغريب أن هذه الظاهرة تم ملاحظتها على ساحل كاليفورنيا الدافئ. والتفسير، أن التيارات البحرية الباردة تاخلت مع الهواء الساخن للأرض فحدثت الظاهرة لعدة دقائق فقط.

صور مجمعة لتأثير نوفايا زيمليا أثناء غروب الشمس بالقرب من سان فرانسيسكو والذي حدث منتصف يناير لعام 2009م.

تأثير نوفايا زيمليا

تأثير نوفايا زيمليا

تأثير نوفايا زيمليا

الشمس

تأثير نوفايا زيمليا

 

مقطع فيديو للظاهرة نوفايا زيمليا التي تحدث للشمس..

View post on imgur.com

المصدر

اقرأ أيضا:

ظاهرة غريبة تتسبب في ظهور ثلاثة شموس في شرق روسيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى