قد نظن أن السحر والشعوذة أشياء خيالية من عالم الحكايات والأساطير، لكن الغريب أنه علم له أصول وقواعد وقوانين بل ومختصون في هذا المجال فيما يُعرف بـ “فنون السحر الأسود”. كما يمكن أن تجد كتبًا تشرح نظريات هذا السحر وكيفية تطبيقه. وقد شهد العالم ولادة أشهر السحرة الذين ذاع صيتهم في فترة من الفترات. ولا بد لنا أن نتذكر أن السحر من المحرمات، فهو من السبع الموبقات، ويقول الله في كتابه العزيز: “وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى”.
نيكولاس فليمل
معظم متابعي هاري بوتر قد يبدو هذا الاسم مألوفًا لديهم، فقد كان فليمل ساحرًا فرنسيًا والذي اخترع حجر الفلاسفة. ذلك كان مجرد كتاب أو رواية. لكن فليمل شخصية واقعية، كان عالمًا في الكيمياء. ويرى الباحثون أنه مارس فنون السحر الأسود أثناء سفره إلى سانتياغو دي كومبوستيلا. وبعد أن أصبح ساحرًا، لاحظ الناس أنه وزوجته أصبحا من الأثرياء. لكن بعض الناس يرون أن مصدر ثرائه كان من متجرين يمتلكهما، ومن ميراث زوجته. توفي فليمل عام 1418م لكن قصته لا تزال متداولة كساحر إلى اليوم.
حاييم صموئيل يعقوب فوك
ولد “رابي حاييم صموئيل يعقوب فوك” في ألمانيا عام 1708م، لكنه فرّ إلى لندن خوفًا من أن يتعرّض للحرق. وحين ذهب لمدينة لندن أصبح يُعرف بـ “بعل شيم لندن” لمهاراته التنجيمية المثيرة للإعجاب، فقد يقوم بتحريك الأجسام بعقله! ويُقال أنه حمى كنيسًا يهوديًا من الاحتراق بكتابة كلمات بالعبرية على الأعمدة. ويقال أنه منح دوق أورليانز خاتمًا سحريًا للحفاظ على العرش للأسرة. وقد وصل الخاتم إلى ابنه الدوق والذي أصبح ملك فرنسا “لويس فيليب”.
باراسيلسوس
ولد “فيليبس أوريولس ثيوبراستاس بومباستاس فون هوهنهايم باراسيلسوس” عام 1493م، وقد كان بارعًا في الطب والفلك، والنبات، والكيمياء. ويرجع الفضل له في تتبع الجذور النفسية للعديد من الأمراض. استخدم باراسيلسوس علم الفلك مع الطب لعلاج مرضاه. وقد طوّر أبجدية خاصة والتي كانت لغة سحرية تستحضر الأرواح للمساعدة في شفاء المرضى. وقد أصبح مشهورًا بقوى العلاج السحري والتي ربط فيها بين الطب وعلم الفلك والكيمياء كأساليب للعلاج.
بابوس
هو “جيرارد إنكوس” ولد عام 1865م، كتب العديد من الكتب في فنون السحر الأسود والذي مارسه بشكل منتظم. في عام 1888م أسس بابوس مجموعة تمارس السحر أطلق عليها ” Kabbalistic Order of the Rose-Croix”. وشهرته في السحر ذاعت حين زار قيصرة روسيا “ألكسندرا” والقيصر “نيقولا الثاني” في روسيا. وحين زار بابوس العائلة الروسية استحضر روح والد القيصر والذي قال بأن العرش قد يكون مهددًا بانتفاضة من الناس تطيح بنيقولا. كما قال بأن هذه الانتفاضة لن تحصل وبابوس على قيد الحياة. توفي بابوس، لتتم الإطاحة بالقيصر نيقولا الثاني بعد 141 يومًا من وفاته!
هيو درابر
عاش درابر في القرن السادس عشر، كان يدير نُزلًا في لندن، وقد أُلقي القبض عليه وتم سجنه في برج لندن، بعد إشاعات بأنه منغمس في حياة السحر والشعوذة. وحين تم سؤاله عن هذا الأمر، قال أنه كان مولعًا بالسحر إلا أنه أحرق كل كتبه الكيميائية. وقرر أن يضيف إلى رسومات سجناء برج لندن والمنقوشة على الجدران، شيئًا جديدًا. فقد نقش تصميمًا فلكيًا، وأضاف إليه تاريخ 30 مايو عام 1561م. ولم يعرف أحد إلى ماذا يرمز هذا التاريخ. وحين حل هذا اليوم لم يوجد لدرابر أي أثر، فلم يهرب أو يُتوفى، فقد اختفى تمامًا، ما جعل الناس يشكون في أنه قد يكون ساحرًا.
كورنيليوس أجريبا
ويُشار إليه على أنه أعظم ساحر في زمنه، وقد كان كاتبًا له عدة كتب في فنون السحر الأسود واستعمالاته. وأشهر كتبه ” Three Books of Occult Philosophy” والذي يعرض فيه نظام السحر الذي يعمل على ثلاثة مستويات، وهي السحر الطبيعي أو الكيمياء، والفلك، والسحر الصوتي أو استدعاء الأرواح.
وكان أجريبا يؤمن أن السحر متجذّر في العمل الإلهي! وقد مارس السحر واستدعى الأرواح للتخلص من الآفات في المنزل. لكنه ترك السحر عام 1530م، وقد حذّر قراءه في آخر كتاب له من استخدام قوى السحر، ولا يزال سبب تركه للسحر أمرًا غامضًا.
جون دي
كان ممارسًا روحانيًا ومستشارًا للملكة إليزابيث الأولى، وكان رجلًا ذكيًا في جميع المجالات. وقد نشر كتابًا بعنوان ” Monas Hyroglyphica” وهو كتاب رسومي قدم فيه الخلق ووحدته. وبعد ذلك انتقل من الجانب النظري إلى عالم الأرواح وبحث عن وسائط للاتصال بالأرواح مباشرة. التقى بعد ذلك بـ “إدوارد كيللي” حيث سافرا معًا إلى أوروبا لاستعراض مهاراتهما السحرية أمام الملوك. في عام 1587م أخبر كيللي زميله دي بأنه تحدث إلى الملائكة والتي أخبرته أنهما بحاجة لتبادل الزوجات! لكن جون دي ترك كيللي وعاد إلى إنجلترا، وأصبح مأمور سجن في مانشستر.
إدوارد كيللي
كما أسلفنا فقد كان كل من كيللي ودي صديقين مقربين، وقد قضى الثنائي سنوات في أوروبا في استعراض مهارات السحر. ويُعتقد أن كيللي هو من ابتكر ” Enochian” أبجدية السحر. وقال أنه استخدم كرة كريستالية للحديث مع الأرواح. وعلى خلاف دي الذي كان مؤمنًا بالسحر النظري، فقد كان كيللي مؤمنًا بالكيمياء. وقد عثر على كتاب ساعده في تحويل أي شيء معدني إلى الذهب باستخدام مسحوق السحر الأحمر. لكن الثنائي افترقا بعد ذلك، وبقي كيللي في أوروبا وتابع عمله في الكيمياء. وقد قدم له الكونت البوهيمي “فلم روزمبيرك” عقارات عام 1590م. لكن الملك “رادولف الثاني” ألقى القبض عليه عام 1591م لاتهامات له بالقتل. لكن الشائعات تحدثت أن الاعتقال كان من أجل تحويل المعدن إلى الذهب له. وقد أطلق سراحه، لكن أعيد إلقاء القبض عليه عام 1595م لإخلاله بوعوده. وقد تم سجنه في سجن قلعة هنيفن حتى يستطيع تحويل المعدن إلى ذهب!
إليفس ليفي
كان ساحرًا في العصر الفيكتوري، له كتاب ” Transcendental Magic” والذي كان له بالغ الأثر في مجتمعات السحر. بدأ في السحر عام 1835م. وقد اعتمد على استخدام أوراق التاروت في السحر، وهي الأوراق المستخدمة في اللعب والتنجيم.
ألسيستر كراولي
هو منجم وساحر إنجليزي مهتم في الكيمياء، عمل على تأسيس مجموعة “A.A” للسحر والتي اتبعت تعاليم ثيليما وأساس هذه الفلسفة الدينية تقوم على “افعل ما تشاء”. الثيليما تجمع بين التنجيم واليوجا. وقد كان كراولي يستحضر الأرواح من زمن مصر القديمة، كما أنه كان يسترجع ذكريات من حياته السابقة.