كثيرة هي الحالات البشرية التي تتعرض لبتر في أحد الأطراف بالجسم بفعل حادث أو مرض، خاصة في الوطن العربي، لا تبدو هذه الأمور بعيدة عن العديد من البلاد العربية التي تشهد حالة غير مستقرة من حروب وانفجارات وقصف يؤدي إلى تخليف أشخاص بأطراف مبتورة. لكن ومع كمية الأطراف المبتورة في المستشفيات، كيف يتم التخلص منها وما هي الطريقة التي تستعملها المستشفيات والأشخاص المعنيين بالتصرف مع الأطراف المبتورة؟
إجراء التخلص من الأطراف المبتورة في المستشفيات
في بعض الحالات خاصة في المستشفيات الغربية، يتم تجميع الأطراف المختلفة التي تم بترها من مرضى أو مصابين ثم حرقها في محرقة جماعية بأماكن خاصة تابعة للحكومة، كما تقوم بعض المستشفيات الغربية بإلقاء الأطراف المبتورة بعد تجميعها في نفايات خاصة قد يتم حرقها أو قد تبقى على حالها حتى تتحلل من تلقاء نفسها.
وخلال الأيام الحالية، ومع انتشار العديد من الأمراض المعدية والتي يعجز الطب عن إيجاد علاج سريع لها وتتفشى بسرعة كبيرة، تلجأ المستشفيات إلى حرق الأطراف المقطوعة من أشخاص مصابين بهذه الأمراض لمنع انتشار العدوى وتلوث الآخرين. تماما كما يتم التعامل مع المعدات الطبية المستعملة أو التي عفا عليها الزمن كالإبر، مناشير الجراحة، الشفرات، النظارات الطبية، المسامير وأي شيء آخر يُستعمل في العمليات، خاصة الأدوات التي استُعملت في قطع الأعضاء الآدمية.
أما في البلاد العربية والإسلامية، يتم تسليم الطرف المبتور إلى الشخص نفسه أو أهله لو كان الشخص عاجزا عن الحركة ولا يزال في فترة العناية الطبية، حيث يقوم الأشخاص المعنيون بدفن العضو المبتور كونه جزء آدمي ويستحق الدفن والتكريم.
التخلص من الأطراف المبتورة في بلاد المسلمين
كرّم الإسلام ابن آدم تكريما كبيرا، فكما قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَقد كّرَّمنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُم فِي البَرِّ والبَحْرِ وِرَزَقْنَاهُم مِنَ الطَّيِّبَات وَفَضّلنَاهُم على كَثِيرٍ مِمنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلَا}، وقد اعتبر الكثير من العلماء هذه الآية دليلا على حرمة رمي الأعضاء الآدمية سواءً المبتورة بفعل الحوادث أو الأمراض أو التي سقطت من الإنسان في ظروف خاصة كختان الذكور أو سقوط المشيمة عند الولادة أو الإسقاط بعد الحمل، فلا يجوز رمي هذه الأعضاء البشرية المقطوعة من الإنسان لتكون فريسة للحيوانات كالكلاب والذئاب، بل يجب تكريمها ودفنها في محل طاهر.