قد تبدو فكرة القرود التي تتحدث هي ضرب من ضروب الخيال العلمي، وأفلام الكرتون. لكن وفقاً لأحدث الدراسات، فإن القرود لديها القدرة على الكلام، ومن المحتمل أن يكون ذلك أقرب إلى الواقع مما هو شائع!
هل حقاً يمكن للقرود أن تتحدث مثلنا؟
تشير الدراسات إلى أن القردة لديها أجهزة بيولوجية للتحدث، لكنها تفتقر إلى القدرات العقلية. إذ إنه على الرغم من مشابهة الحمض النووي بنسبة 96% بين البشر والقرود، إلا أن البشر هم الوحيدين الذين يتقنون الكلام، ولا يعود ذلك إلى امتلاكهم للجهاز الصوتي نفسه.
وافترض الباحثون سابقاً بأن الشكل/الحجم/البنية التشريحية للجهاز الصوتي في أدمغة الحيوانات هي العائق الرئيسي الذي يمنعها من إخراج الأصوات التي تشكل الخطاب البشري. ولاختبار صحة هذا الافتراض، قرر العلماء دراسة تشريح الجهاز الصوتي نفسه.
وقد وجد باحثو جامعة برنستون وجامعة فيينا، من خلال التحليل الصوتي، أن الحيوانات لديها القدرة على التحدث بأصوات حروف العلة الخمسة التي تشكل الأساس للغة البشرية.
يقول البروفيسور تيكومسيه فيتش من جامعة فيينا: “آمل أن هذه الدراسة تُلغي الأسطورة الواسعة الانتشار، وهي أن قيود الجهاز الصوتي هي ما تجعل القرود غير قادرة على الكلام”.
وفقاً لما جاء في هفنغتون بوست عربي، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالأصوات عند الحكم على قدرة الثدييات غير البشرية وأسلافها على الحديث من عدمها، حيث يقول أحد العلماء: “هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن أجدادنا امتلكوا أيضاً تشريحاً للجهاز الصوتي قادراً على نطق مختلف الحروف الساكنة. فعلى سبيل المثال، تمكنت الشمبانزي الشهيرة فيكي من نطق كلمات بالإنكليزية مثل ماما، وبابا، وكأس، والتي تمتلك ثلاثة حروف ساكنة مختلفة (م، ب، ك)”.
وأضاف فيتش: “أعتقد بأنه من الممكن لأي حيوان أن يمتلك المرونة لإنتاج مجموعة واسعة من أصوات الكلام مثل الكلاب”.
أشار بروفيسور من معهد برينستون لعلم الأعصاب: “الآن لا يستطيع أن يقول أي أحد بأن الجهاز الصوتي هو من منع القرود من الكلام، بل إن الأمر متعلق بشيء في الدماغ”.
أما بالنسبة لجعل القرود قادرة على التكلم، فإنه في ظل التكنولوجيا المتاحة لا يزال الأمر غير متاح.