مدن مزيفة ليس بها سكان، تعددت الأسباب التي أدت لإنشاء هذه المدن، ومع ذلك اشتركت هذه المدن في صفة مشتركة، ألا وهي الخواء، ففي هذه المدن لا تنتظم حياة طبيعية، فلا يوجد موظفون وعمال، ولا طلاب مدارس يستيقظون صباحا مسرعين نحو مدارسهم، فمن أنشأ هذه المدن المزيفة؟ ولماذا؟
مدينة السيارات
هي مدينة شيّدت خصيصًا من أجل اختبار السيارات ذاتية القيادة، وافتتحت في شهر يوليو الماضي، مساحة المدينة 128 ألف متر مربع، وهي تضم طرق معبدة وغير معبدة، وأنفاق وتقاطعات طرق، وإشارات ضوئية وواجهات مباني، تشرف على المدينة جامعة ميشيجان.
باريس
في سنة 2011 كشف صحيفة لوفيجارو النقاب عن خدعة باريس المزيفة، ففي الحرب العالمية الأولى تفتق ذهن القادة الفرنسيين عن خدعة عبقرية لخداع الطائرات الألمانية ومنعها من قصف العاصمة باريس عن طريق بناء مدينة شبيهة بباريس إلى الشمال منها، مدينة لها مباني وطرقات ومصانع ومحطات قطار تشبه الموجودة في باريس، انتهى بناء المدينة المزيفة في سنة 1918 في نفس الوقت الذي توقفت فيه الغارات الألمانية، فلم يتمكن الفرنسيين من اختبار فعالية خدعتهم.
قرية السلام
هي مدينة بنتها كوريا الشمالية في سنة 1953،على حدود المنطقة منزوعة السلاح الفاصلة بينها وبين كوريا الجنوبية، تهدف هذه المدينة للإيحاء لأي مراقب من كوريا الجنوبية أن الكوريين الشماليين يعيشون في مدن مثالية.
هذه الخدعة لم تنطلي على الجيش الكوري الجنوبي وعلى القوات الأمريكية، فمن المراقبة تبين لهم أن المدينة لا يسكنها أحد، وأن نوافذ الأبنية ليس لها زجاج، وأن الإنارة في البنايات وتعمل وتنطفئ دائمًا في نفس الوقت، مما يعني أنها إنارة تعمل بمؤقت زمني، وأن الأشخاص الذين يسيرون في شوارع المدينة في النهار هم عمال الصيانة المسئولون عن صيانة مرافق المدينة.
مدينة سيرفايفال
هي مدينة أنشأت في خمسينيات القرن الماضي في صحراء نيفادا، كان الغرض من المدينة هو معرفة تأثير انفجار القنابل النووية على المدن، وما فيها من مباني وسيارات وبشر، المدينة كانت تحتوي على دمى مجسمة تحاكي البشر، وعلى أجهزة كهربائية متنوعة، الثلاجات التي وزعت على مباني المدينة، وضع فيها طعام معلب وغير معلب، من أجل فحص تأثير الانفجار النووي على الطعام.
المدينة كانت تضم محول كهرباء ومحطة بث راديو ومحطة تزود بالوقود، ومباني ارتفاعها ما بين طابق إلى ثلاثة طوابق، كان في المدينة منزل مميز بني من الفولاذ، شيد هذا المنزل على بعد كيلومترين من موقع تفجير القنبلة النووية، بعد إجراء التجربة النووية، فُحص المنزل الفولاذي، فلم يوجد فيه إلا أضرار بسيطة.
اقرأ أيضا :
صور واسعة الانتشار، تبين أنها صور مزيفة
