لم تصل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لِمَا وصلت إليه اليوم من تقدم كبير إلا بعد عقود من البحث والتطوير. ولم تكن الأمور تتم بالسهولة التي تجري بها اليوم. فلو عدنا إلى الوراء وتذكرنا بدايات الحاسوب، سنعرف حجم التطورات الهائلة التي مر بها منذ أن كان حجمه بحجم غرف كاملة. وبالعودة إلى بدايات ناسا والوقت الذي لم تكن قد اختُرعت به الحاسبات الإلكترونية بعد، كيف كانت تتم العمليات الحسابية؟
ببساطة كان الموظفون في ناسا يقومون بإجراء تلك العمليات يدويًا! فمن أجل إرسال رائد فضاء إلى القمر كانت هناك عمليات حسابية لا بد من إجرائها، فكان المهندسون يستخدمون الطباشير الكبيرة لكتابة حلول تلك المسائل على صبورة ضخمة جدًا، والتي كانوا يصلون إليها عبر السلالم الخشبية كما يظهر في الصور.
تعود هذ الصور للعام 1961، وهو العام الذي أرسلت به ناسا رائد فضاء إلى القمر وتعود لمجلة “Life”. أما الآلية فكانت تتم كالتالي فبعد أن يقوم المهندسون بإجراء العمليات الحسابية يتم تحميل كل سطر من الرموز واللازمة للتحكم بالمركبة الفضائية إلى حاسوب بذاكرة سعتها 64 كيلوبايت، وتشغيلها بتردد 0.043 ميجاهيرتز. سعة الذاكرة لهواتفنا اليوم تفوق سعة تلك الحواسيب!
فهل تتخيل الصعوبة التي كان يواجهها مهندسو الأمس، بينما اليوم تتم أكثر العمليات الحسابية تعقيدًا باستخدام تقنيات حديثة وبرامج حاسوبية وبسرعة البرق. وعلى الرغم من كل الجهد الذي بذله الإنسان، فالوصول إلى الفضاء واكتشاف عوالم جديدة يستحق كل التعب.
اقرأ أيضًا: