ثقافة و أدبمنوعات

قصة المثل ” من حفر حفرة لأخيه وقع فيها “

” من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ”  مقولة نحفظها منذ صغرنا، وتقال فيمن يحيك المكائد لأقرب المقربين منه، إلا أنه يقع في شر أعماله، وترتد مكائده بذات الصفة لتضره. ويلاحظ أن محتوى هذا المثل موجود في عدة لغات ولكن بصيغ مختلفة منها اللغة التركية والإنجليزية والصينية، مما يدل على أن ثقافات جميع الشعوب تحث على الوفاء لأقرب الناس إلينا.

من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
هناك عدة روايات في قصة هذا المثل, إلا أن أقرب الروايات إلى الواقع هي رواية عن أخوين اثنين أحدهما غني والآخر فقير وأعمى، وكان للغني مجلس يجتمع فيه مع أصحابه من كبار التجار، ولم يكن المجلس قريباً من المنزل، مما جعل الأخ الفقير يتحسس الطريق إياباً وذهاباً إلى المجلس بصعوبة، ظناً منه انه بذهابه إلى المجلس فإنه يتودد إلى أخيه الغني، ولم يكن يعلم أن أخاه يشعر بالإحراج والاستفزاز من مجيئه وجلوسه مع أصحابه التجار كونه ضرير، ويفكر في وسيلة تخلصه من أخيه الأعمى حتى يرتاح منه إلى الأبد.

فأمر خدمه بأن يحفروا حفرة في الطريق حتى يقع فيها أخوه الضرير، وما إن يقع حتى يردموا تلك الحفرة فيهلك وينجح في التخلص منه، وعند صلاة الفجر، خرج الأخ الغني لأداء الصلاة، وأنساه الله أمر الحفرة فسلك ذلك الطريق ووقع في الحفرة، وظنه الخدم الأخ الأعمى، فردموا الحفرة مباشرة، وعندما شاهدوا الأخ الأعمى على قيد الحياة تفاجأوا، وقال أحدهم : ” من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ”
وأصبح مثلا متداولاً حتى يومنا هذا.

أما الرواية الثانية التي تتناسب مع معنى المثل، فهي أيضاً عن أخوين ورثا عن والديهما ثروة طائلة، أحدهما استطاع بمثابرته واجتهاده أن يزيد ثروته أضعافاً، والآخر ضيعها في الزنا وشرب الخمر ولعب الميسر إلى أن أصبح فقيراً يعيش على المعونات التي يتلقاها من أخيه الغني، ومع ذلك فقد كان حاسداً لأخيه بدلاً من أن يشعر بالامتنان له، ففكر بطريقة تجعل أخاه فقيراً مثله، حتى يتوقف الناس عن مدحه والمقارنة بين نجاحه وفشل أخيه، فطلب من شخص يشتهر بالحسد، أن يحسد تجارة أخيه، وسيعطيه ما يريد، وكان الحسود ضعيف البصر، فذهبا إلى مكان يطل على طريق قافلة الأخ الغني، ووقفا ينتظرانها، وحينما اقتربت قال الأخ الفقير للحسود: انطر إلى هذه القافلة المحملة بالبضائع الثمينة، إنها لأخي الذي أخبرتك عنه. فلم يستطع الحسود رؤيتها, حينها قال الأخ الفقير: إنها تبعد ميلاً واحداً فقط، إلا تراها؟. فقال الرجل الحسود: يا لقوة بصرك، كيف رأيتها وهي بعيدة كل هذا البعد؟

فأصاب الأخ الفقير حسد الرجل الحسود في عينيه وفقد بصره في الحال، ومرت قافلة أخيه بسلام.

 

المصادر 1 _ 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى