ما هي ظاهرة “التقسيم” التي تُعيد ذكريات الماضي وكأنها بالأمس!

سنة أخرى جديدة قد حلّت، وإنه من الطبيعي أن نسمع من بعض الأشخاص يردّد مقولة “أين ذهبت ال12 شهر الماضيّة؟”.

من الشائع جداً سماع الناس تقول إن الوقت يمر أسرع وأسرع كلما تقدموا في السن. العديد منا قد يرتكب خطيئة إذا وضع علامات مميزة، ذلك لأنه سيشعر في بعض الأحيان أن الوقت يمر كالبرق.

ما هي ظاهرة “التقسيم” التي تُعيد ذكريات الماضي وكأنها بالأمس!

السبب الذي يُفسر لماذا يمر الوقت أسرع كُلما تقدمنا في السن يعود إلى عدد قليل من النظريات، واحدة منها أنه بينما كنا صغاراً كانت السنة تشكل نسبة كبيرة من حياتنا. على سبيل المثال، في الرابعة من العمر، سيشكل عاماً واحداً 25% من مجمل عمرك، لذلك فمن المحتمل أن تشعر أنها أطول، وكلما تقدمت في العمر أصبحت هذه النسبة أصغر وأصغر.

وهناك احتمالية أخرى وهي أن ساعتنا البيولوجية تصبح أبطأ كلما أصبحنا أكبر، أو أننا ببساطة لم نكن نعطي أهمية لمرور الوقت حينما كنا أطفالاً.

قدمت دراسة جديدة منشورة في صحيفة Self and Identity ، نظرية جديدة، وربطتها بميل نفسي لما يسمى بـ”التقسيم“.

عرض الفيلسوف دوغلاس هوفشتادتر فكرة التقسيم كطريقة لوصف شعورنا بتسارع الوقت، وقد اقترح ذلك لأننا مع مرور الوقت نميل إلى جمع ذكرياتنا في قوالب أكبر. فعل سبيل المثال حينما يذهب طفل صغير للتمشية مع والديه فقد يواجه العديد من التجارب الجديدة، قد يكون الجو مختلفاً، أو قد يقابل كلباً أو يكوّن صداقة في مكان اللعب. ستكون هذه تجربة فردية بالنسبة للطفل، في حين أن الكبار قد يدمجون هذه التجربة مع مناحي أخرى من الحياة في الحديقة داخل ذكرياتهم.

ومن ثم، يمكن أن يدرك الوالدان مرور الوقت بشكل أسرع، كما أن لديهم تجارب أقل خلال اليوم. يبدو ذلك منطقياً إذا كنا نقيس الوقت بحسب الأحداث التي لا تنسى التي تقع لنا.

حينما نصبح أكبر قد تصبح حياتنا أكثر تكراراً، ونحن نملأها بالذهاب للمدرسة، العمل، وتحضير العشاء. حينما نكون في المدرسة من الممكن أن تكون هناك أحداثٌ اجتماعية أكثر مثل الحفلات والمباريات الرياضية والأحداث الهامة مثل الزواج والانكسارات العاطفية.

حدوث الكثير من الأحداث المكتظة في وقت قصير نسبياً، قد يعطي انطباعاً بأن الأيام الماضية كانت أطول، في حين أن الأحداث في الواقع قد تحدث في نفس الفترة الزمنية.

 

المصدر

Exit mobile version