يلجأ الجنود إلى رفع راية بيضاء للدلالة على الاستسلام، وأيضا للرغبة في بدء وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات في أرض المعركة. ولكن لماذا الراية البيضاء بالتحديد؟ ومنذ متى نشأت هذه الفكرة؟
أشار المؤرخين القدماء في الصين وروما إلى استخدام الأعلام البيضاء للإشارة إلى الاستسلام، ويعتقد أن هذا التقليد قد نشأ في عهد سلالة هان الشرقية في الصين، والتي استمرت من عام 25 – 220 بعد الميلاد. ويذكر الكاتب الروماني “كورنيليوس تاسيتوس” أن الراية البيضاء ظهرت لأول مرة في عام 109 بعد الميلاد. وذلك بالإشارة إلى ظهورها بعد معركة كريمونا الثانية التي حدثت في عام 69 بعد الميلاد، حيث كان الرمز الروماني المميز والأكثر شيوعاً للاستسلام هو رفع الجنود لدروعهم فوق رؤوسهم.
يعتقد معظم المؤرخين أن الراية البيضاء رفعت في العالم القديم، لأن القماش الأبيض كان دائماً في متناول اليد، وشائع أيضاً في ذلك الوقت، ناهيك عن أنه يسهل تميزته في خضم المعركة وفي الخلفيات الطبيعية الأخرى
في العالم الحديث الراية البيضاء تعتبر رمز معترف دولياً ليس فقط للاستسلام، ولكن أيضاً للرغبة في بدء وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات في أرض المعركة. وفي اتفاقية جنيف فإن الراية البيضاء تعتبر رمز على صنع السلام.