بيت الشعر أو الخيمة العربية، هي واحدة من أبرز مفردات الحياة البدوية القديمة، والحديثة أيضاً، فهي حتى الآن، مع الفرق في الشكل والإمكانات والإعدادات، حاضنة المجالس ورفيقة جلسات السمر في البر. وقد عُرفت الخيمة بـ “بيت الشّعر” الذي كان بيت البدو الذي يقيمون فيه، ويحملونه معهم في ترحالهم، وهو الأنسب لطريقة حياة سكان المنطقة التي لم تكن تعرف الاستقرار في مكان واحد.
أصل بيت الشعر أو الخيمة العربية
بيت الشعر يصنع من شعر الماعز الذي يُخلط بصوف الضأن، لأنه يتماسك عند نزول المطر عليه، بينما يكسبه خلطه بالصوف قوة تجعله يقاوم حرارة الشمس والرياح والرمال. ويرجع أصل الخيمة العربية التي كانت متواجدة في شبه الجزيرة العربية إلى سلطنة عمان واليمن حيث تظهر الدراسات وجود رسوم دالة على ذلك. وتختلف أشكال وأحجام بيت الشعر.
تختلف أشكال بيوت الشعر، إذ إن بعضها لا يأخذ شكل خيمة، حيث يتم وضعها على قوائم مربعة منعاً للتعرّض للريح، وبعضها مغلق وبعضها مفتوح من الجانبين، وذلك لتتناسب مع فصول العام، وأيضاً تختلف تصميمات الخيمة باختلاف العشيرة.
قال تعالى: (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِين) سورة النحل آية 80.
تفسر هذه الآيات بيان عظيم خلق الله الدال على استحقاقه للعبادة، فالله سبحانه وتعالى وحده من جعل لنا من بيوتنا مكان راحة واستقرار وسكينة، وجعل لنا من جلود الأنعام بيوتا متنقلة، نستفيد من خفتها في السفر والحضر، فننقلها ونرفعها بسهولة كما نشاء وقت نشاء. وجعل لنا سبحانه وتعالى من أصواف الغنم وأوبار الإبل وأشعار المعز أثاثاً لبيوتنا من أردية وأغطية وأكسية وفرش وزينة، كما هو بالفعل في بيوت الشعر.
أنواع بيت الشعر أو الخيمة العربية
هناك نوعان للخيمة العربية، الأول خيمة لفصل الصيف (بيت الصيف) وهو مصنوع من أكياس الخيش أو الصوف، وخيمة لفصل الشتاء (بيت المشتى)، مصنوع من شعر الماعز، الذي يحوي مواد دهنية طبيعية تمنع تسرّب الماء إلى داخل الخيمة. كما أن النسيج مرن مما يمنع الماء من إتلاف أو تمزيق الشقاق.
البدو والخيمة العربية
بسبب حياة الترحال، وظروف الحياة الصعبة في الصحراء التي فُرضت على العرب في شبه الجزيرة العربية، اضطر البدو للتنازل عن السكن الثابت والعيش في بيوت متنقلة (الخيام).
وعن علاقة البدو بحياة الصحراء بشكل عام والخيمة بشكل خاص، اقرأوا عن قصة ميسون الكلبية (شاعرة من قبيلة بني كلب)، التي تزوجت من معاوية بن أبي سفيان، والذي نقلها من الصحراء إلى دمشق، وسكنت في أحد قصور الخليفة. لكنها كانت كثيرة الشوق والحنين لحياتها السابقة ولمسقط رأسها في الصحراء.
وفي أحد الأيام سمعها معاوية وهي تُنشد قصيدة تعبر فيها عن شوقها لحياة البادية، إليكم بعض أبيات هذه القصيدة:
وِلبس عباءةً وتقر عيني أحبُ إلي من ِلبس الشفوفِ
وبيت تخفق الأرياح فيه أحبُ إلي من قصر منيفِ
وأكلُ ُكسيرة من ِكسر بيتي أحبُ إلي من أكل الرغيف
عندما سمع معاوية هذه القصيدة، طلّقها ومكّنها من العودة والانضمام إلى أهلها وأبناء قبيلتها.