كثيرا ما تطرح على نفسك السؤال المألوف لنا جميعا، “ماذا كنت أفعل؟”، فالأعمال اليومية وعجلة الحياة السريعة تجعل من التركيز أمر يصعب الحفاظ عليه طيلة النهار، والشرود أمر لابد منه وأصبح أمرا شائعا للغاية بين مختلف الفئات العمرية.
ولا يخفى على أحد أن قلة التركيز والشرود المستمر تنعكس سلبا على الإنتاجية في العمل، وما يتبعه من انخفاض فرص النجاح والآثار الأخرى المترتبة على أي نوع عمل، لذلك جمعنا لكم طرقا مجربة أثبتت نجاحها في تقليل الشرود وزيادة التركيز نصح بها العلماء لتعزيز التركيز.
كيف تتخلص من الشرود وتزيد فرص التركيز؟
تقليل المهام المتعددة
قد تبدو المهام التعددة فوق طاقة البشر أحيانا، فوفقا لدراسة أجراها أساتذة بجامعة ستانفورد عام 2009م على عينة من الطلاب عددهم 100 طالب، وجدت الدراسة أن حوالي نصف الطلاب تمكنوا من إجراء مهام متعددة بآن واحد فيما فشل النصف الآخر بذلك.
واعتمدت الدراسة على فحص مدة الانتباه، سعة الذاكرة والقدرة على التحول بسهولة من مهمة إلى أخرى، وكان أداء الطلاب أضعف عند الانتقال من مهمة إلى أخرى.
التأمل
التأمل هو وسيلة مؤكدة لتعزيز الانتباه وفقا لدراسات عديدة منها دراسة أجرتها جامعة ولاية كارولينا الشمالية والتي كشفت أن الطلاب الذين يمارسون التأمل لمدة 20 دقيقة يوميا ولمدة أربعة أيام متتابعة سجلوا أداءً أفضل في بعض الاختبارات المعرفية.
ممارسة الرياضة بانتظام
ليست فقط جيدة لصحة الجسم البدنية، بل أيضا تعزز الرياضة صحة الدماغ، فوفقا للأستاذ “جون راتي” أستاذ الطب السريري في الطب النفسي بكلية الطب بجامعة هارفارد، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يساعد على تحفيز الإفراج عن مادة كيميائية في الدماغ تساعد على إعادة تزويد دوائر الذاكرة بالنشاط لتحسين أدائها.
إنشاء لائحة مهام
إن إنشاء لائحة بالمهام الواجب عليك فعلها يوميا يساعدك على تحديد الأولويات، كما أنها تعتبر بمثابة سجل لانتشالك من الضياع، فقد قال الأستاذ نيوبورت وهو أستاذ في علوم الكمبيوتر ومؤلف كتاب ” العمل العميق”، أن وجود تسجيل لجميع الأعمال يساعدك بالاستمرار في التركيز على المهمة القادمة.
التقليل من كمية الكافيين باليوم
غالبا ما نعالج شعورنا بالدوار بكوب من القهوة، وفقا لدراسات أشارت إلى أن تناول مادة الكافيين باعتدال تساعد على زيادة التركيز، لكن الإفراط في شرب القهوة يؤدي إلى نتائج عكسية من أهمها زيادة التوتر والذي ينعكس سلبا على تركيزك.
أخذ قسط من الراحة
سواء كان بالاسترخاء والتأمل أو بالتمدد لإراحة البدن لبرهة من الزمن، يبقى أخذ قسط من الراحة أمر مهم لاستمرارية العمل على الخط الصحيح.
إبقاء العمل في مكان العمل
بمجرد أن تدق الساعة لتُعلن انتهاء دوامك لليوم، اترك ما في يدك لتنجزه في صباح اليوم التالي، فترك المهمة الأخيرة لتبدأ بها في اليوم التالي يساعد على إنجازها بشكل أسرع وأفضل من لو أنجزتها بوقت إضافي بعد عملك.
تدريب الدماغ على التركيز
وجدت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يفقدون تركيزهم بسهولة يستفيدون أكثر من تمرين الدماغ على التركيز، ولا تزال تدريبات الدماغ موضوع الدراسة الحالية للدكتورة “سوزان جاكي” في جامعة ولاية فلوريدا لمعرفة آثارها وكيفية تأديتها.
الجلوس بمكان هادئ
الضوضاء المحيطة، مثل صراخ الأطفال أو إزعاج السيارات يحفز إطلاق هرمون الكورتيزول المعروف باسم هرمون التوتر، والكثير من الكورتيزول يمكن أن يُعيق وظيفة التعمق وتركيزك بالعمل، وللأسف نحن نتعرض للكثير من الضوضاء في حياتنا ما يجعل استجابتنا للتركيز قليلة.
التحديق في أجسام بعيدة لبضع دقائق
يقضي الكثير منا ساعات يقظته في التحديق بشاشة رقمية ما يُجهد أعيننا ويجعل التركيز أمرا صعبا للغاية، لكن طبيب اقترح طريقة تُسمى بالقاعدة (20-20-20) وهي أنه كل 20 دقيقة يأخذ الشخص من وقته 20 ثانية للتحديق في كائن ما يبعد على الأقل 20 قدما، وأثبتت هذه الطريقة نجاحها في زيادة الوعي.
الحصول على قسط كافٍ من النوم
واحدة من أهم أعراض قلة النوم المزمنة هي الشرود المستمر وقلة التركيز، ويمكن زيادة النشاط الذهني بزيادة ساعات النوم لتكون أقصاها 7 إلى 8 ساعات يوميا.
العمل بعيدا عن مواقع الإنترنت الترفيهية والاجتماعية
يعتقد الخبراء أن العمل بعيدا عن فحص الإيميل أو تفقد حسابتك في الشبكات الاجتماعية يزيد من فرص الانتباه في إنجاز العمل.
اختيار أفضل مكان للعمل بكفاءة
يتطلب إنجاز العمل على أكمل وجه اختيار بيئة محيطة تعطي دافعا للعمل، وتعتبر البيئة المحيطة أحد أهم العوامل المتعلقة بالإنتاجية، لذلك احرص على اختيار مكان مناسب لطبيعة العمل بأقل مقدار ممكن من الضوضاء.
احتضان الملل
قد يكون الملل مفيدا أحيانا لا سيما بإبعادك عن المهام المتعددة، فبدلا من تفقد الشبكات الاجتماعية بوقت الاستراحة، جرِّب أن تأخذ قسطا من الراحة بعيدا عن كل وسائل الإلهاء الأخرى كأن تجلس وحيدا لفترة من الوقت.
تخصيص ساعات محددة للعمل
إن تخصيص مدة محددة لإنجاز كل مهمة يساعد في تسهيل الانتقال بين المهام المتعددة.
كما يمكنك الاطلاع على موضوع (طرق بسيطة لزيادة تركيزك والاستمرار به) والتي تستعرض طرقا إضافية لشحن انتبهك لنهار طويل من العمل.