لماذا يستخدم رواد الفضاء أقلام الحبر ويبتعدون عن أقلام الرصاص؟

كثيراً ما يُقال بأن وكالة ناسا أنفقت الملايين من أجل تطوير قلم الفضاء، الذي بإمكانه الكتابة في وضع انعدام الجاذبية، في حين أن الروس يستخدمون أقلام الرصاص بكل بساطة. إلا أن هذا الأمر غير صحيح، حيث تم تطوير قلم الحبر “فيشر” (المخصص للفضاء) بميزانية خاصة عن طريق السيد فيشر وليس دعماً حكومياً. في النهاية، اشترى كل من الروس وناسا قلم فيشر.

يُذكر بأن هذا القلم الذي تم بيعه في عام 1965، يستخدم النيتروجين المضغوط لإجبار الحبر على الخروج من الفتحة، بدلاً من الاعتماد على الجاذبية، مما يجعله مثالياً للاستخدام في الفضاء، وتحت الماء، وعلى ورقة مبللة وفي أي زاوية.

لماذا يستخدم رواد الفضاء أقلام الحبر ويبتعدون عن أقلام الرصاص؟

لكن السؤال هنا، لماذا كل هذه الضجة حول قلم فيشر، إذا كان بمقدور رواد الفضاء استخدام أقلام الرصاص العادية بدلاً منه؟ بالنسبة لهذا السؤال فإن لديه أكثر من إجابة شافية، إذ إن مشكلة أقلام الرصاص هي أنها قابلة للكسر، وتسبب تطاير لغبار الجرافيت في ظل انعدام الجاذبية، وهذا ما يؤدي إلى خطورة كبيرة. بالإضافة إلى أن المواد الكيميائية الموجودة في الخشب تصبح منتشرة في الخارج، وذلك ما يؤثر سلباً على صحة رائد الفضاء.

لذلك فقد فضلت وكالة ناسا أقلام الرصاص الميكانيكية، ولكنها هي الأخرى غاية في الخطورة، بسبب غبار الجرافيت المنتشر في الأجواء، والذي يعتبر بأنه من المواد الموصلة وشديدة الاشتعال، وهذا هو أسوأ شيء من الممكن أن يطوف في المركبة الفضائية بوجود الأجهزة الإلكترونية الحساسة.

والمشكلة الأخرى هي أن أقلام الرصاص ليست فعالة في الفضاء، وذلك لأنها تجعل الوثائق المكتوبة عُرضة للتلطيخ، وتصبح عديمة القيمة في المستقبل. لذلك فإن السبب في أن رواد الفضاء استخدموا سابقاً أقلام الرصاص، هو لأنهم كانوا ينتظرون خروج شيء مناسب ومبتكر لاستخدامه في الكتابة.

 

المصدر

Exit mobile version