منوعات

فتيات الراديوم.. حادثة مأساوية في تاريخ الصناعة والمصانع

الراديوم عنصر مشع ضار بالإنسان، هكذا ننظر للراديوم اليوم، لكن في بدايات القرن العشرين كانت هناك نظرة مختلفة تماماً للراديوم، حيث كان ينظر له على أنه الحل السحري لمجموعة متنوعة من المشاكل، فهو حل ناجع لجعل المرأة أجمل، وهو علاج ممتاز لكل الأمراض والأسقام، لم يدرك عامة الناس في ذلك الزمن مخاطر الراديوم إلا بعد قضية فتيات الراديوم.

 

إعلان لمستحضر تجميل

ادعت بعض شركات مستحضرات التجميل أن الراديوم يجعل الجسم لامعاً، ويمنح الجلد نعومة ويعيد للبشرة شبابها.

 

جهاز إضافة الراديوم

هذا جهاز كان يستخدم في مطلع القرن العشرين لإضافة الراديوم إلى ماء الشرب.

 

دعاية لساعة

الساعات التي تتوهج في الظلام نتيجة طلاءها بالراديوم كانت من السلع الرائجة في ذلك الوقت.

 

مصنع ساعات

شركة يو أس راديوم المصنعة لهذه الساعات التي تتوهج في الظلام قامت في الفترة ما بين عام 1917 وعام 1927 بتوظيف 70 امرأة في مصنعها في مدينة نيوجيرسي مقابل أجور زهيدة.

 

فتيات الراديوم

أطلق على هؤلاء الموظفات لقب فتيات الراديوم حيث كانت وظيفتهن أن يطلين الساعات بالراديوم لكي تتوهج في الظلام، كانت كل فتاة تتقاضى 26 سنت مقابل كل ساعة تنتهي من طلائها.

 

عاملات في المصنع

من أجل طلاء أرقام وعقارب الساعة بدقة كان يُطلب من كل فتاة تنتهي من طلاء رقم أو عقرب أن تستخدم شفتيها لجعل فرشاة الطلاء رفيعة الرأس، انصاعت فتيات الراديوم لهذه التعليمات لأنهن لم يعرفن أي شيء عن مخاطر التسمم بالراديوم.

 

فك الراديوم

سرعان ما عانت العديد من فتيات الراديوم من ظاهرة عرفت باسم فَكْ الراديوم، ناهيك عن تساقط أسنانهن، بحلول العام 1927 كانت 50 فتاة قد توفيت نتيجة التسمم بالراديوم، حتى يومنا هذا يمكنك التحقق من هذا الأمر، عن طريق اصطحاب جهاز عداد جايجر والذهاب إلى قبر أي واحدة من فتيات الراديوم، وستجد أن مؤشر عداد جايجر يشير إلى وجود مستويات عالية من الإشعاع.

 

خبر قديم

قامت الفتيات المتبقيات على قيد الحياة بمقاضاة شركة يو أس راديوم بسبب الأمراض التي أصابتهن، وبما أنها كانت شركة كبيرة فقد قامت بتعيين فريق من المحامين للدفاع عنها.

 

صحيفة

كان أساس القضية يرتكز على إدعاء الفتيات أن الشركة كانت تَعلم أن الراديوم خطير وقاتل عندما طلبت منهم أن يضعنه بين شفاههن، طُلب من خبير سموم أن يفحص إحدى فتيات الراديوم ويعطي تقريره للمحكمة، أفاد خبير السموم أن الفتاة تتمتع بصحة جيدة، فيما بعد تبين أن هذا الخبير تلقى رشوة من الشركة.

 

التسمم بالراديوم

خلال السنوات التالية شارك العديد من الأطباء في مؤامرة الشركة الهادفة لإنكار وجود أي علاقة بين موت ومرض فتيات الراديوم وبين استخدامهن لعنصر الراديوم. بل وبدأت الشركة بتلطيخ سمعة الفتيات، والإدعاء بأنهن منحلات أخلاقياً، وأن الأمراض التي أصابتهم والموت الذي فتك بهم لم يحدث إلا بسبب إصابتهم بمرض الزهري، ذلك المرض الذي كانت منتشراً في ذلك الوقت بين الزناة.

 

فتاة مريضة

رغم كل الصعاب استمر نضال فتيات الراديوم من أجل العدالة، وتمكن بعد عدة سنوات من مقاضاة الشركة مرة أخرى، لكن مع بدأ المحاكمة الجديدة كانت الفتيات مريضات للغاية لذلك وافقن على تسوية مع الشركة، تقوم الشركة بمقتضاها بدفع 100 دولار لكل فتاة بالإضافة إلى كافة مصاريف العلاج وأتعاب المحاماة، وتقوم الشركة بدفع 600 دولار سنوياً لكل فتاة حتى موتها، مع التوقيع على هذه الاتفاقية كانت فتاتين فقط متبقيتين على قيد الحياة من فتيات الراديوم، ولم يمضي عامين إلا وتوفيت الفتاتين.

قضية فتيات الراديوم تركت أثراً إيجابياً كبيراً على الوعي العام الأمريكي، ودفعت نحو تشديد إجراءات السلامة المتبعة في المصانع، ورسخت في النفوس أن من حق العامل مقاضاة رب العمل للتعويض عن أية أضرار تسبب بها رب العمل.

 

اقرأ أيضا:

حقائق مخيفة عن الإشعاع وتأثيراته!

احذر .. أشياء مشعة في منزلك!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى